موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة حياة للأديب حسين الجندي :”سهرة سعيدة يا عريس” …شكر خاص لضيفة الحلقة الفنانة رانيا محجوب

197

قصة حياة للأديب حسين الجندي :”سهرة سعيدة يا عريس” …شكر خاص لضيفة الحلقة الفنانة رانيا محجوب

قصة قصيرة ( سهرة سعيدة يا… عريس!)

الأضواء مبهرة
والأصوات صاخبة
تكاد تسمع صدى صريخك يعود إليك على مهل..
المكان يعج بالناس
، مابين راقص وضاحك ولاهٍ، الكل في نشوة غامرة..
قابلها فيه
،هذه رغبتها بل وشرطها الوحيد ليحدث أول لقاء مباشر بينهما،
بدايةً
رفض بشدة
فليس هو الذي يخالط تلك الأماكن
خاصة في هذا العمر،
هو لم يفعل ذلك وهو في ريعان شبابه
فكيف به الآن؟!
وأمام إلحاحها
رضخ
،ركع بقلبه
وسجد بروحه..
نحَّى عقله
وأحكم له اللجام والوثاق، وتركه أسيرا في بيته..

شرد قليلا..
هذَّب لحيته الخفيفة،
ورجَّل شعره بأصابعه المغموسة في زيت جوز الهند النقي..
ارتدى حلته الأنيقة وعطره الأخاذ،
وأحكم رباطة عنقه الحمراء، تجهز للخروج،
سمعها تنادي عليه :
-إش إش إيه الحلاوة دي؟
عريس يا إخواتي!
ابتسم لها ابتسامة مرتبكة:
-آهه
بحاول أرجع زي زمان، جماعة صحابي عزموني على سهرة في…
قبل أن يسترسل في كذبته، نظر إلى عينيها مباشرة وأردف:
-تحبي تيجي معايا؟
لم يعرف وقتها لماذا عرض عليها هذا العرض، وهو يدرك تماما صعوبة تحقيقه..
أنقذته:
-لا يا عم عيش حياتك وسلامي لصحابك..
سهرة سعيدة يا… عريس!

قالتها وأعطته ظهرها ودخلت حجرة نومها، لم يلحظ دموعها وهي تسقط رغما عنها، لكن وصله كل حرف من جملتها الأخيرة :
سهرة سعيدة يا… عريس!

طالع مرآته، ولا يدري لماذا رأى نفسه بوجهين..
هز رأسه بقوة ليطرد الوجه الآخر، أعاد النظر، فلم يجد إلا الوجه الذي يريد..
التقط سلسلة مفاتيحه وأدار ظهره للمرآة وانصرف..
خُيِّلَ إليه أن آخر وجه رآه في المرآة هو وجهها وهي تنظر إليه نظرة مودع..

أفاق من شروده على صوت رقيق :
-معقولة!
معاك في مكان واحد، مش ممكن، حلمي اتحقق بجد، ياااه أنت أروع بكتير من صورك..

سمع كل حرف نطقته برغم الضجيج، ربما سمعه بعيدا عن كل فيزيائيات المكان، ربما سمعه بقلبه..

التفت إليها، وجدها أمامه رائعة الجمال، فتاة عشرينية متوسطة القامة، ترتدي فستانا ورديا يجعلها تشبه وردة رقيقة حالمة، ما يظهر من بشرتها يحاكي في رقته بتلات الزهور..

تهلل وجهه فحاكت إشراقته وجه طفل تفتحت عينه صباحا على مرأى أمه..

لم ينطق بكلمة، فقط أمسك يديها الصغيرتين وقبلهما قبلة طويلة لم يفق منها إلا على صوتها مرتبكا:
-إيييه.. مش هنقعد؟
-طططبعا اتفضلي..
بس ليه صممت على المكان ده؟

حقيقي مش عارفة!
جايز علشان عاوزاك لي لوحدي، في حتة أكون متأكدة ميعرفكش فيها حد..
وملقتش أحسن من هنا..
-طب وبعدين..
-بعدين إيه؟!
-يعني آخرة موضوعنا..

وليه يكون ليه آخر؟
مش الأجمل نسيب نفسنا لبعض؟
تعرف..

مش حاسة بحد هنا غيرك، لا شايفة ولا سامعة ولاحتى عارفة أنا فين وامتى..
هوه أنا مين؟!
الإحساس ده واصلك كمان؟

أيوة حرفيا..
وده اللي مستغربه جدا..
معقولة فيه كده؟
أنا حاسس بقلبي بيدق بحقيقي لأول مرة من زمان.. انا

داعب أصابعها برقة..
شعر بوصالها يسري في كيانه كله، يهزه، يفجر مشاعره، يوقظ روحه التي فارقت جسده إكلينيكيا من زمن..

غرقا سويا في بحر الهيام حتى وصلا إلى الأعماق..

اهتز هاتفه في سترته، لم يعره اهتماما، ألح عليه مرارا، سحب يديه منها بلطف، وجد رسالة على الواتس..

أيوة بس أنا قفلت التليفون، أنا النهاردة ملكك يا حبيبتي..

تغيرت ملامحه، أعاد هاتفه إلى سترته..
نظر إليها فبادرته:
-هي.. مش كده؟

ساعات مرت عليهما كلحظات..

أوصلها على وعد بلقاء حياة جديد..

بعد أن ركن سيارته وقبل خروجه منها وجد رجلا أنيقا خمسينيا يقف بسيارته ثم ينزل منها مسرعا ليفتح بابها الأمامي ليأخذ بيد بنت جميلة بكل رقة..

تركته وهي ترفع يديها له بالتحية..
لم يصدق ما رأته عيناه!
إنها ابنته!

أخذ يحاول فك ربطة عنقه التي شعر فجأة بأنها تخنقه، تصبب عرقا، أمسك بقلبه فعلى ما يبدو قد عاودت النوبة عضلة قلبه الضعيفة..
ظل يبحث عن دوائه الاحتياطي داخل (تابلوه) سيارته،لم يجده، حاول الخروج والصعود إلى شقته فلم يستطع، أخرج هاتفه وفتحه، بمجرد أن بدأ بالعمل إذا بسيل من الرسائل تنتظره، شرع يلقي عليها نظرة خاطفة بوهن شديد..
رسائل عادية منها تطمئن على صحته وتذكره بالدواء وعدم السهر ووو..

استرعى انتباهه رسالة أخيرة:
لقد كسبتُ الرهان يا جدو..
لقد رآك كل أصحابي معي وبعد قليل ستكون حديث (السوشيال ميديا) كلها!

دارت به الدنيا..
وقعت رأسه على عجلة القيادة فانطلق نفير سيارته باستمرار ليوقظ الحي كله..

استيقظ فوجد نفسه على سريره..
فتح عينيه فوقعتا عليها ملتاعة متلهفة استحال بياض عينيها إلى حمرة الدم..
أمسك يديها وقبلهما بامتنان ووجد فيهما أنسا كبيرا ودفئا..

سمعا طرقا على الباب، كانت ابنته..
قطَّب جبينه، أراد تعنيفها،تذكَّر نفسه، لانت ملامحه وابتسم في وجهها، طلب منها أن تُقَرِّب أذنها من فمه:

من اللي وصلك امبارح؟
صدقيني يا بنتي أنا خايف عليك، ده راجل كبير عليك ووو..

يابابا ده أبو صاحبتي وصلني لما اتاخرت عندهم، هوه حضرتك فكرت في إيه؟!

لا لا مفيش، أنا واثق فيك يا حتة مني..

أمسك هاتفه بلهفة ليتفحص مواقع (السوشيال) فلم يجد شيئا، أيعقل؟!
أكانت تهزأ به ولم تنفذ؟!

حاول الاتصال بها لكن تردده في كل مرة يمنعه..
طالع صفحتها فلم يجد أثرا لها وكأنها تبخرت!
لم يعد لها أي تواجد على الفضاء الأزرق أو الأخضر أو الأحمر..
نظر إلى صورها المحفوظة على هاتفه والتي طالما خفق قلبه لمجرد رؤيتها لكن العجيب أنه ولأول مرة يرى في ملامحها لمسة شريرة..

أخيرا حزم أمره،هاتفها،لم يتلق ردا، وبعد عدة محاولات كان الأمر كذلك، رنين ولكن..
لا مجيب،قرر الذهاب إليها..
كان يدرك أن تلك مغامرة محفوفة بالمخاطر ولكنه قرر خوضها..
كمراهق وقف أمام بيتها عله يلمحها،باءت محاولته بالفشل،تجرأ أكثر، توجه إلى جرس الباب، دعسه بإصبع مرتعش، خرج إليه رجل في الستينات من عمره:
-أي خدمة.. حضرتك عاوز مين؟
لم يكن لديه ردا معينا؛حاول الإجابة بأي شيء يخطر على باله..
وقبل أن يتفوه بكلمة وجدها تنزل بسرعة :
-أهلا يا أستاذ حضرتك شرفتني..
ده مديري يا بابا حابب يطمن عليا بعد مرضي الأخير..
رحب به ودعاه للدخول..
جلس معه لوقت قصير وتركه معها..
أخرج رسالتها الأخيرة إليه وواجهها بها..
توقع تبريرا منها لحفظ ماء وجهها أمامه، لكنها نظرت في عينيه بجرأة لم يتوقعها وقالت:

جايز أكون قسيت عليك ولكن صدقني مقصدتش تهديدك..
كل اللي كنت عاوزاه أقفل باب وجع وحيرة..
تقدر تقولي ذنبها إيه؟
ذنبها إنها عاشت ليك ومفكرتش لحظة في نفسها؟
ذنبها إنها ضحت علشان سعادتك؟
جايز يكون ذنبها الوحيد إنها محربتشي علشان تخليك معاها..

ثم انفجرت في بكاء حاد..

-أنا صحيح بحبك وهفضل أحبك عمري كله، لكن لازم أسيبك..
أيوة لازم أسيبك..
أسيبك وأنا بحبك..
وعارفة إنه حب مستحيل..

جففت دموعها وادعت التماسك وقامت توصله إلى الباب..
ودعها وقد رأى فيها وجه ابنته..

بعد أيام..

سهرة سعيدة يا… عريس!
قالتها له مجددا عندما وجدته في كامل أناقته..
طلب منها إغماض عينيها، تركها وأحضر شيئا أخفاه وراء ظهره ثم طلب منها أن تفتح عينيها..
فستان سهرة وردي وخاتم من الألماس في منتهى الفخامة..
احتضننته في سعادة، أخذ يلف بها ومع كل لفة يطرد معها أي شيء يبعدها عنه.

استمع الآن إلى القصة

التعليقات مغلقة.