مقام الأحدب .. قصة بقلم محمد كسبه
عاش يتيما فقيرا يحتقره الجميع ، يتنمر عليه الصغار و الكبار دائما ؛ نظرا لكونه أحدبا ، أعورا ، قصير القامة و مكتنز الجسم .في الصباح جلس كعادته يتسول تحت الشجرة في الطريق المؤدي لدوار العمدة ، مر عليه بعض الصبية و نعتوه بأقذر الألفاظ ، قذفوه بالحجارة ، جرى خلفهم وقع أحدهم تحت عجلات عربة تجرها الخيول و قبل أن تدهسه أنقذه من الموت ، بمجرد أن تركه قذفه الطفل ثانية بالحجارة .لا أحد من الماره يمنع الأطفال من أن يتعرضوا له ، الكل يتمنى موته لشكله القبيح ، البعض يتباركون به و يطلبون منه الدعاء لهم ، كثيرا ما تحققت دعواته .الشمس أوشكت علي الغروب ترك شجرته و عاد للعشه الصفيح المعروشة بالبوص التي يسكنها في أطراف القرية ، جلس على الأرض أفرغ جيوبه من العملات الورقية و المعدنية .من فتحات الصفيح كانت دوما تراقبه سوكة الفتاة اللعوب اليتيمة التي عملت كخادمة في بيوت القرية و كانت تسكن مع جدتها العجوز العمياء .كانت تذهب إليه لأنه عطوف ، تحكي له كل مغامرتها العاطفية مع أغنياء القرية ، فكان يحزن بشدة و يلعن الفقر ، عرض عليها الزواج أكثر من مرة و كانت ترفض. في تلك الليلة و جدوا جثتها تطفو على الترعة ، إتهموه بقتلها ، تجمعوا من كل مكان في القرية لكي يقتلوه ،فتحوا عليه عشته وجدوه مقتولاو الكثير من الأموال ملقاة على الأرض . تتبعوا آثار الدماء من العشة الصفيح ، حتى الشجرة التي كان ينزف محمود – العامل في محلج القطن – تحتها ، شعر أنه اقترب أجله ، فاعترف لهم أنه تخلص من سوكة بعد أن سرقا معا الأحدب لكنها قبل أن تموت طعنته بخنجر صغير .- على ضريح الأحدب تظهر الكرمات و تستجاب الدعوات و تحل جميع المشكلات يا بني .- لكن يا جدي هل هذا معقول أن يكون مثل هذا الرجل ولي او صاحب كرامة ؟- العقول الخاوية تفعل أكثر من هذا يا صغيري .
3Reehan Alkamary, عماد سالم أبوالعطا and 1 other9 comments
التعليقات مغلقة.