المِسمار السِحري بقلم د. صبحي زُردُق
هو شاب ثلاثيني ، لاحظ من حوله من الأهل أن جسده ينتفخ و يزداد وزناً يوماً بعد يوم مع ظهور صُفرة شديدة في عينيه و جميع جلده .. قرروا الذهاب إلى أفضل و أمهر الأطباء في مصر إنقاذاً لحياة الشاب ، ففزعوا إلى طبيب جهاز هضمي و كبد برتبة استاذ دكتور راجيين من الله أن يكون سبباً في شفاء مريضهم الذى لازال شاباً …
الآن الأهل مع المريض في غُرفة الكشف : ما الخبر أيها الطبيب ؟ قال سأحتاج تحليل الصفراء بالدم ووظائف الكبد ، انطلق الأهل بالمريض إلى معمل التحاليل الطبية ، أُخذت عينة من الدم ، و بعد ساعات ظهرت نتيجة التحليل ، فحملوها إلى الطبيب ، سألوه : ما أخبار التحليل يا دكتور ؟ أجاب : لديه صفراء شديدة بالدم نسبتها 35 بينما الطبيعي 1.2 ميليغرام ، و سببها الكبد ، فليأخذ هذه الوصفة و ليأتيني بعد اسبوعين …
مرَ الأسبوعان و ذهب المريض إلى الطبيب الذي بدوره طلب قياس نسبة صفراء الدم للمرة الثانية ، لتخرج النتيجة الصادمة للجميع ..
نسبة الصفراء أصبحت 40 ، يا لها من كارثة ، بدلاً من أن تنخفض قد ارتفعت .. العلاج إذاً لم يفيد بشىء ..
عندئذٍ انهار المريض من هول الخبر رافعاً صوته على الطبيب غاضباً بشدة قائلاً في تهكُم و تَحسُر : يا دكتور هل أتيت لك لتزداد نسبة الصفراء أم لتنخفض ..!!
أجابَه الطبيب و هو يتصبب عرقاً : لا أدري بُني ماذا يحدث ، شىء غريب ، فالصفراء عندك عجيبة جداً …
ترك المريض عيادة الطبيب عائداً إلى المنزل ، و اليأس يملأ قلبُه ، يسيطر على عقله فكرة الموت و اقتراب النهاية .. فأمهر الأطباء قد فشل في علاجه .. إذاً فالحالة مُستعصية لا رجاء فيها ..
من لهذا المسكين يا الله ..
وصل المريض منزله ، لا يدري ماذا يفعل ، أشار عليه الأهل باللجوء للطب العربي كملاذ أخير ..و بعد محادثات معه اقتنع أخيراً .. خاصةً بعد ما فشل الطب الحديث في مداواة حالته … فأشار عليه أحدهم بعمل كي بالنار ، و هو العلاج المشهور في ذلك المرض … للأسف ليس أمام المريض غير اختيار ذلك ..
تُرى هل سيُفلح ذلك الإختيار؟؟ …
ذهب المريض الشاب إلى رجل عجوز من البادية ، دخل الشاب غُرفة الكي بالنار ، وضع العجوز مِسمار ذو العشر سنتيمترات على اللهب حتى تحولت رأس المسمار إلى اللون الأحمر ، ثم قام بكي الشاب برأس المسمار الساخن على ظهر يده اليمنى بين الخنصر و البنسر ، و على ظهر قدمه اليسرى بين نفس الإصبعين .. ثم عاد الشاب إلى منزله .
مرَّ الآن اسبوعان ، شعر الشاب ببعض النشاط و الخفة ، و النقص في الوزن ، أيُعقل أن يكون هذا بفضل كيّْة المِسمار الساخن أم أن هذا وهم .. التحليل المخبري هو من سيخبرنا ..
على الفور توجه المريض إلى المختبر لسحب عينة من الدم ، خلال ساعات ظهرت النتيجة التى أصابت الجميع بالذهول ، قد انخفضت نسبة الصفراء في الدم إلى 20 ..
و بعد شهر انخفضت نسبة صفراء الدم إلى الوضع الطبيعي … و تم الشفاء الكامل من المرض ..
سبحان الله .. فعل المِسمار الساخن ما عجز عنه الأطباء ، و كأنه سحر .. فيا لها من كَيةٍ مفيدة .. و ياله من مسمار سحري .
التعليقات مغلقة.