قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 12 ) بقلم داوود الاسطل
القاعدة الواحد والعشرون : ( الدهاء )
المجتمع يتكون من مجموعة من الناس يتفاوتون في قدراتهم العقلية وكيفية تعاملهم مع الموجودات المختلفة ، فمن الناس ، الأذكياء ومنهم الخبراء المحنكين ومنهم الأغبياء ومنهم الدواهي .
فالحنكة تأتي من تراكم الخبرات والتجارب أما الذكاء فهو قدرات عقلية مكتسبة أو موروثة .
ولكن الدهاء هو قدرة أعمق من الذكاء والحنكة ، إذ أنه مرتبط بالمبادرة والتخطيط والمكر والاحتيال والتقمص والتمثيل والتظاهر بالغباء او التظاهر بعكس بواطن الحقائق .
الدهاء صفة لا يتقنها الكثيرون ، وغالباً ما تكون صفة لصيقة بالسياسيين ، أو مرتبطة بأصحاب عقود الصفقات ، وقد تكون في أرباب الإثارة الإعلامية ، أو منتجو وسائل الدعاية والإعلان .
فالدهاء إذن هو استثمار للمزايا التي يتمتع بها الشخص مضافاً لها خلطة عجيبة من الذكاء والحنكة ( الفهلوة )
ولعل من الصور الجميلة تلك الصورة التي رسمتها زوجة العزيز ( زليخا ) عندما سمعت بمكر النسوة في نميمتهم عليها :
( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَـًٔا وَءَاتَتْ كُلَّ وَٰحِدَةٍۢ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُۥٓ أَكْبَرْنَهُۥ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ) يوسف 31
ومن صور الدهاء الظهور بمظهر الضحية في مواطن الإستعطاف لانتزاع الحقوق السياسية في أروقة الأمم المتحدة .
فلسطين – غزة
13/1/2022
التعليقات مغلقة.