موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة قصيرة لافندر برائحة الحياة بقلم رحاب عمر

452

قصة قصيرة لافندر برائحة الحياة بقلم رحاب عمر

لو أنى أرتب الأشياء بدقة وأعامل الوقت برفق، لكنت اكتشفت لغة الشعور مبكرا،
أُرهقت وأنا ألهث خلف الحياة منذ أن بدأت، حين أكتب تخرج الكتابة تسليما لفكرة السرعة، كتابة متعجلة كسيرة، الخط معوج والحروف مائلة والمعانى تحتمل تأويلات عدة كلها لا تشبه أربعينية مثلى ..

منذ سنوات مضت صدمت برسوبى فى مادة الفلسفة، رغم أنى حاولت قراءتها بتأنى، حتى التأنى أمارسه بكل تجبر وعناد ، باتت النتيجة رسوب دائم فى كل شيء ، وكعادتى أتخلى ولا أكرر المحاولة، لكن لاحظت أن كل الراسبين مثلى فقراء يستحقون الصدقة.

زوجى يقول أنى لا أمارس الحب بحب، بل كل شيء تأدية واجب، وواجب سريع للغاية ،الرجل هادئ الطبع يحب تذوق الأشياء ، وأنا لا أعتنى بالطعم دائما ، بل أهتم بالمسئولية .. مسئولية إنجاز العمل والسلام، ثم أفض كفوفى وأتنفس لانتهاء الوقت.

أمر على الأطفال أتاكد أن جميعهم فى السرير بعدما أدوا الواجبات المدرسية، صفعت الكبير بالأمس صفعة قوية احمر على إثرها خده الأيسر ،ذلك حين أخبرنى أنه لا يستطيع فهم مادة العلوم ، أخبرته بعد الصفعة أن عليه أن يكون على قدر المسئولية.

طعام الأمس كان ماسخا ، أضطر لأن أكل أكثر حتى أتبين الشيء المفقود ، أتأكد أنى وضعت المقادير تماما كما يقول الكتاب ، لا أدرى ما الذى يجب علىّ فعله حتى يصبح طعامى شهيا ، فى النهاية أحمد الله أنه سد جوعهم .

أضع رأسى على الوسادة وأنا لا أملك قدرة على التركيز، أشعر أن شيئا ضاع منى لكنى لا أعرفه، فقط أشعر بغيابه ، أتساءل هل هناك مهام لم أكملها بعد ؟ آه لقد نسيت أن أخرج اللحم من الفريزر لإعداد طعام الغد، أجرى مسرعة وأفعل وأعود ولا زال نفس الإحساس يُلازمنى ، ألف فى البيت من أوله لأخره ثم أعاود البحث ولا شيء أجد،أمنح نفسى للنوم فأضيع فى ساحته مستسلمه ..

منذ سنوات لا أذكر عددها لم أعد أحلم، لم أعد ألتقى الأصدقاء القدامى، حتى الحلم المفزع الذى كنت أرى فيه بحر كبير أغرق فيه لم أعد أحلمه، ابتسم ساخرة من نفسى: لقد انتهى أمر الرسائل التى لا نحسن تلقيها أو تفسيرها.

بالأمس حدث أمر غريب ، وجدت على مكتبى ظرف لونه” بِنك” فاتح ، لا يوجد عليه اسم المرسل ولا المرسل إليه، مسكت الرسالة متعجبة أسأل نفسى: هل أتتنى بالخطأ؟
نظرت حولى وأنا أسترجع الموظفات الصغيرات عبر الزجاج الذى يكشف لى بقية الموظفين، فعلاما يبدو أنها رسالة عاطفية معطرة برائحة اللافندر الأخاذ.

  • لمن سعيدة الحظ هذه ؟

وضعتها داخل دوسية ثم وضعت الدوسيه فى درج المكتب، حاولت أن أتناسى أمر الرسالة لكن رائحتها كانت تقتحم أنفى وبشدة، وجدتنى أترك العمل وأهتم بشأنها ، ثم أعود إليه مرات، وأقاوم مرات أخرى.

فى النهاية وجدت روحى تأخذنى إليها، ألمسها بيدى وأشمها، وأفكر لمن هذه ؟
لماذا لا تكون لى ؟

  • لى ؟ مستحيل
    وهل هناك أحد يذكرنى ويهتم بإرسال رسالة بهذه الدرجة من الرومانسية والجمال؟
    ماذا أفعل الآن؟ هل أمر على الموظفات وأخبرهن بأمر الرسالة ؟
    لا يصح أنه جنون ..

بعد حديث مطول مع نفسى قررت أن أحتفظ بالرسالة
ولا أخبر عنها أحد ، وبالطبع لا أجرؤ أن أقوم بقراءتها
فأنا ما تعودت أن اقتحم خصوصية أحد، أم فكرة أنها لى فقد قاومتها بشدة …
غادرت وأنا مشغولة بالأمر ، فى البيت بت أطهو ببطئ ، ابتسم فى وجه أطفالى وزوجى،
سألنى طفلى الأوسط عن هدوئى فابتسمت.
حين أخبرنى الصغير أنه يكره الحساب ابتسمت وربت على ظهره وأخبرته أن الأمر يسير فقد يحتاج لأخذ حصص إضافية..

وجود الرسالة فى درج مكتبى غير كثير من عاداتى، عدت أشعل” السبرتة” التى صدأت وأصنع قهوتى، مرت سنوات وقد نسيت أمرها ، تحدثت مع نفسى كثيرا وقد كنت نسيت الكثير عنى ، راودنى الأمل مرة أخرى أنها لى ولكنه سرعان ما زال ، وفى يوم الاثنين فى الثامنة والنصف صباحا حدث أمرٌ أغرب ، وجدت رسالة أخرى على مكتبى فى نفسى توقيت الرسالة القديمة تماما.

لكن الرسالة هذه المرة لم تكن مكتوبة، كانت باقة لافندر عنبرى طازجة، لازال ندى الصباح يداعبها فتبدو ضاحكة.
أصابتنى الدهشة ، ووقفت مذهولة على باب غرفة المكتب أنظر تجاهها، ثم اقتربت ومسكتها بشغف وشوق قربتها من أنفى وأخذت نفس عميق ،

  • أذكر أن آخر مرة لامست أطرافى اللافندر كانت من خمسة عشر عاما ، ولا أحد يعلم عشقى له إلا من وراهم تراب الذكريات ولم يعدوا على قيد الواقع . أخذتها بين يدى وظللت فى ذهولى كثيرا، وأخرجت الرسالة ووضعتها جوارها ، وبقيت أعبث بهما، ساعتها شعرت قلبى يتنفس .

كانت التساؤلات تتحرك داخلى تحركا لينا، بينما توقف قلبى عن الصراع وبات عقلى لا يصرخ كعادته ، أغمضت عينى وشعرت أنى أشتاق سماع صوت فيروز، وتذكرت أيضا أنى منذ فترة طويلة لم أسمع صوت العصافير .

مددت يدى ومسكت الرسالة، يدى ترتجف ونبضى يعلو ، وأشهق وأزفر بصعوبة، فتحتها بحذر وترقب،
وأخرجت الورقة البيضاء، لا شيء فيها سوى ” أشتاقك”
ولم أجد أثرا يقودنى لشيء ..

توقفت التساؤلات، لم يعد يعنينى أن أعرف مِمَن أو لمن
قررت أن أحتفظ بالدهشة وبالشعور الغريب الذى اعترانى
وأعادنى إلى القهوة وفيروز و للعصافير .

أغلقت الرسالة وأعدتها درج المكتب مرة أخرى ، وخرجت قبل انتهاء وقت العمل بكثير .، قادتنى قدماى إلى محلات وسط البلد ، تذكرت أنى منذ فترة طويلة لم اشتر شيئا ، كانت الفترينات تعكس صورة وجه مبتسم جذاب لم التقه منذ فترة طويلة .

التعليقات مغلقة.