همسات الخالة بقلم / مرفت شتلة

همسات الخالة بقلم / مرفت شتلة

ذهبت أهنىء العروس بالخطبة المباركة ولأني الخالة الأصغر سنًّا والأقرب لصداقة كلٍّ منهم أكثر من كوني خالة… اقتربت من عروسنا وهمست في أذنها همسات….
وكان سؤالي لها مابيني وبينها ليس أمام الناس وقلت : هل استعديتِ لما أنت مقبلة عليه ؟
ردت نعم :
اشتريت الأواني والملابس وال……
قاطعتها وقلت لها يا عروسنا : ليس بتلك!
ردت قائلة :
أتقصدين الملاعق والأكواب؟ نعم لقد….
فقاطعتها :يا حبيبتي الاستعداد هنا ليس بكل ماذكرتِ، ولكن بعمليات التدريب على توسعة القلب، وتكبير العقل، وشحذ الهمة على الدخول في شراكة أنتِ مقبلة عليها.
اتسعت عيناها واندهشت من الكلمات فقالت :
ماهذا ياخالتي؟توسيع القلب! وهل احتاج إلى ذلك؟!
ردت الخالة :
كل علاقه تحتاج إلى تلك العملية حتى بينك وبين صديقتك عندما يكون القلب متسعًا لا تضيق معه الأفكار ويستوعب الصدمات بل ويبادر بالحلول،أما عن الخطبة وبعدها الزواج فتلك علاقة وشراكة تحتاج لمشرط وجداني؛ لتكبير القلب ليساع خلاف الأفكار،طالما أنها لا تؤثر في الثوابت، تكبير القلب ليساع أحزان الشريك ويذيبها مع الأيام، الرجل على هيئته القوية يملك من الضعف والهشاشة ما يحتاج به إلى مجرد لمسات بالكلمات وشراكة بالتعاضد في الأزمات ؛ليشعر بأنكِ تحتويه فهو خارج من تحت عباءة أم شرقية، كان الحنان والعطف والاحتواء لديها أكوام وأكوام…..أرجوكي يا بنيتي استمعي لهمسات خالتك .
إنها لاتريد لكِ حزنًا يسكن قلبك، بل تريد أن تعطيكي تجارب عمر في ملعقة صغيرة، ولتكن يا زوج المستقبل على علم بأنها استعدت لتكون الزوجة والصديقة ،كن لها الأب الذي تركته ،وكن لها الأخ الذي رحلت بعيدًا عنه، واحتضن كل ما فيها ولا تنسَ أنها كانت لها أم تدللها وجعلتها أميرتها الصغيرة أدام الله عليكم السعادة، وكانت أيامكم محلاةً بالسكر الزيادة.