امرأة و رجلان بقلم / عفاف علي
جاءت ترقص طربًا، أخيرًا ستتزوج من رجل ميسور الحال، يجلب لها كل متع الحياة.
تطلعت نحو وجهها، راقتني نظرات السعادة و السرور عليه، هالة من النور تضيئه، فهل هذه حالة شجن وحب؟.
- حب؟ أي حب؟.
لقد تنازلت عنه منذ عام؛ هو لا يملك مالًا.
انفرجت ثناياها عن بسمة ملوثة بالأنين، و بسطت يدها بقطعة من الشيكولاته، و هي تردد العاقبة لكِ.
لم أراها بعد حفلة الزفاف، ظننت أنها سافرت مع زوجها و نسيت حارتها و جارتها، دائمًا أدعو لها بالسعادة و الذرية الصالحة، فتاة أنيقة و مهذبة و كريمة، تستحق مني الدعاء.
قصرتُ في زيارة والدتها، لم أمر عليها منذ مدة، مع ذلك وددت لو لم أمر عليها، و استمع لقصة ابنتها.
لو لم أشاهد ظهر كفها؛ يمسح دموعها و الحزن يغطي ملامحها، لقد تبدل كل شيء من حولها.
أخبرتني والدتها، أنه بعد الزواج بشهر، أكتشفت أنه يكتنز المال، و يستقطع من قوته كل قرش، و أنه بخيل في مشاعره عليها، لا يسمعها أي كلمة حب.
و أن ابنتها حاولت الهروب من قبضته أكثر من مرة؛ لكنها كانت تعود من أجل طفلها الصغير.
تنهدتُ من قلبي، همستُ بداخلي، لقد رفضت رجلًا قدم لها قلبه و روحه من أجل المال، و ها هو صاحب المال، يحرمها من متع الدنيا، كما حرمها من الحب.
نهضتُ مسرعةً نحو الشارع، أشغل نفسي بصوت المارة، عساني أنسى ما تفعله الحياة بنا .
التعليقات مغلقة.