موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جمال عبد الناصر وبناء الإنسان د.أحمد دبيان

305

جمال عبد الناصر وبناء الإنسان د.أحمد دبيان

هل كان قدر مصر أن تقوم تجربتاها النهضويتان فى العصر الحديث على أكتاف الإشتراكية ؟.

كانت الرأسمالية الاحتكارية هى قدر مصر منذ المماليك ونظام الملتزم والجباية والذى كان فيه الفلاح فى النظام الاقطاعى وقتها يعمل بالسخرة ومقابل الطعام والمأوى .

التجربة النهضوية لمحمد على باشا مع التحفظ على هدفها وغرضها الإنتفاعى قامت بمقدم عناصر السان سيمونيين (الإشتراكيين الخياليين ) (نسبة للفرنسى كلود هنري ده روڤروا، كونت سان-سيمون (1760–1825)
والذين رأوا فى مصر والباشا مستبداً تنويرياً وفرصة لتطبيق أفكارهم والتى كان ضمنها:

أن تتولى الدولة تنظيم الأنتاج وتعهد به إلى المقتدرين لمصلحة المجموع العام. وأن تعهد إلى كل شخص من العمل ما يتناسب ودرجة كفاءته وتقيم هذه الكفاءة بالقدر المنتج من العمل. ويجب على السلطة أن تسلم إلى الصناعيين لا للعلماء، لأنهم هم الرؤساء الحقيقيون للشعب، فهم الذين يقودونه في أعماله اليومية. فالأمة هي ورشة صناعية واسعة، تزول فيها فروق المولد والنسب، وتبقى اختلافات القدرات.

كذلك كان من آرائهم أن أنتقال الثروة يجب عدم تقييدها بالعائلة وإنما يجب أن تؤول هذه الثروة بعد وفاة صاحبها إلى الدولة.

كان جواز مرورهم هو الكولونيل سيف او سليمان باشا الفرنساوى وكان من أشهر عناصرهم ديلسبس الأب والذى كان قنصلاً لفرنسا وكان من أفكارهم التى سرقها ديلسبس الإبن حفر قناة السويس ….

لا أدرى هل إستلهم الباشا محمد على أفكارهم فى نزع الملكية حين أصدر قانون الإحتكار والذى صادر (أمم ) به الأرض الزراعية والصناعات والتجارة فملك بها كفرد أدوات الإنتاج وصار هو التاجر الأوحد والزارع الأوحد والصناعى الأوحد وجعل الأفراد يعملون مقابل خدمات ولكن فى حالته لم يتمتع بها الا الصفوة والطبقة التى صنعها لخدمة مشروعه ….

لم تخرج تجربة محمد على عن اطار مستبد شرقى يرى انه هو الدولة

منتهجاً نهج الملك الشمس لويس الرابع عشر

‏L’etat c’est moi

(أنا الدولة والدولة أنا )

ورغم ذلك وبتملكه لادوات الانتاج استطاع أن يقيم التجربة النهضوية المصرية الأولى ….

التجربة النهضوية الثانية أيضاً لم تنجح الا بتطبيق الاشتراكية بشكلها العربي

كان وصف الاقتصادى الكبير الدكتور عبد الجليل العمرى لحال الاقتصاد المصرى قبل يوليو دقيقاً حين قال

( لقد كان الاقتصاد المصري كبقرة ترعى في أرض مصر، ولكن ضروعها كانت كلها تحلب خارج مصر ) .

حيث كانت الشركات الأجنبية تستنزف الداخل بخلق طبقة من المنتفعين تساعد فى استنزاف الموارد ونهبها خارج الحدود

و كان الزعيم يرى وحسب قوله

(( ان هناك صراعا بين الطبقات و هذا الصراع لا يحسم الا اذا قام تنظيم سياسي جديد من المؤمنين بالاشتراكيه ايمانا عميقا و ممن تتفق مصالحهم و مصالح الشعب العامل ))

كان تمصير الشركات والتى كانت تستنزف موارد الدولة وتصب فى مصالح المنتفعين الاجانب خطوة أولى أعقبها قوانين يوليو الاشتراكية وبهاتين الخطوتين تملكت الدولة أدوات الإنتاج …وبدأت نهضة صناعية كبرى

تجلت فى السد العالى ومجمع الحديد ومجمع الألمونيوم وبناء قاعدة تصنيع كبرى

تملك الدولة لادوات الانتاج بشكل كامل فى تجربة محمد على وجزئيا (حيث كان بند الرأسمالية الوطنية التى تخدم الشعب العامل) فى حالة عبد الناصر كان القاسم المشترك فى التجربتين النهضويتين…….

يبقى التحكم فى أدوات الإنتاج وتملك الدولة لها ، ولو جزئياً
هو الخيار الحتمى الوحيد للخروج من عنق الزجاجة الذى نحيا في تيهه منذ سبعينيات الارتداد.

بتحليل المشروع النهضوى فى عهد محمد على يجب الا نغفل انه كان فى المقام الأول من أجل الفرد والاسرة والمجد الشخصى .وقد تم تحريكه و دعمه من قبل السان سيمونيين والقوى الاستعمارية المتنافسة والتى حركته من اجل استنزاف الرجل المريض (الدولة العثمانية ) كما دعمته فرنسا فى البداية مشروعا تبادليا لفشل غزوها لمصر من اجل تهديد مستعمرات انجلترا فى الهند.

وحين انتهى الدور تم تقليص وبتر مكامن القوة بتحطيم الاسطول فى نوارين

(Navarone)
لم يبنى محمد على الانسان المصرى وظل استخدامه لفئة منهم استخدام السيد للعبيد من اجل المظهر العام للسيادة.
فانتهينا لردة نهضوية فى عهد عباس الاول وحين بدا المشروع النهضوى الثقافى فى عهد اسماعيل لامس المظهر دون الجوهر والبذخ والاسراف دون الاهتمام ببناء الانسان المصرى الذى كان خانة هامشية فى معادلة الاسرة وانتهينا لدين لم يتم تسديده الا عام 1936 وامتيازات اجنبية فى دولة تابعة دون اى معنى لاستقلال ثم افضى كل ذلك لاحتلال جثم على صدر الوطن ،لأكثر من سبعين عاماً .

على الطرف الآخر كان المشروع النهضوى فى عهد ناصر من اجل مصر والمصريين وتحقق فيه حتى عام 1970 وانتهاء الجمهورية الاولى اكبر معدل تنمية 8.5 فى المائة وقطاع عام ب 1400 مليار دولار وسد عالى تم تصنيفه كاكبر مشاريع القرن وقتها ورغم الثورة المضادة وجولات صراع ممتد انتصرنا فيه فى 1954 بارغام بريطانيا على توقيع الجلاء وانسحابها الى شرق السويس وتمركزها فى عدن ، ونجحت الثورة بصمود مدهش فى عام ١٩٦٧ و باستراتيجية تحرير متميزة ، على اجبار انجلترا على الانسحاب من القاعدة فى عدن بتحريك قوى الجنوب فى عمليات فدائية ضد القاعدة وتوجت انتصارها بطرد امريكا من قاعدتها هويلس فى الغرب الليبى محافظة فى الوقت نفسه على أعلى معدل للتنمية والتصنيع …وتم اكبر مشروع نهضوى ثقافى بابتعاث مبتعثين فى كافة المجالات العلمية والثقافية فتم ابتعاث مبتعثين في الطب والهندسة والعلوم كان نتاجها علماء في مجالات الطب والذرة مثل الدكتور يحيي المشد والدكتور شريف مختار والدكتور محمد غنيم كما تم تطوير المسرح المصرى وظهر جيل دفع المسرح المصرى الى افاق مذهلة لا زلنا نحيا على تراث يحاول الجهلاء طمسه بكل الوسائل فظهر الفنان كرم مطاوع وسعد اردش وسميحة ايوب وسهير البابلى وظهر مؤلفين امثال الفريد فرج وسعد الدين وهبة ،،،تم انشاء اوركسترا القاهرة السيمفونى وعاد رواد التأليف الموسيقى من بعثاتهم امثال جمال عبد الرحيم وابو بكر خيرت عم الموسيقار عمر خيرت ورفعت جرانة وكانت نهضة ثقافية نفذت وقتها فى وجدان الشعب وساهمت فى تحديثه ولا زلنا نحيا ظلال تأثيرها فى واقعنا الفكرى والعلمى والثقافى .

وبينما قال احد باشوات العصر البائد كما كان يردد امراء الاسرة العلوية الدخيلة : ( من سيقوم بخدمتنا اذا ما تعلم الفلاحون واولادهم ) في معادلة الطبقية والاستعلاء المنتشرة فى واقعنا العربى الراسف فى الببغائية والجهل . كان التعليم اولوية استراتيجية قصوي لبناء الانسان فى عهد ناصر مكنت اولاد الفلاحين من الصعود الاجتماعى والعلمي فى كل المجالات وصاروا جزءا من منظومة حركة العلم لخدمة الانسان .

وبينما كان التوجه استراتيجيا في منظومة النهضة العلمية في عهد ناصر طال حتى ابناء الدول العربية الذين فتحت لهم مصر جامعاتها ،كان التضييق والطرد الممنهج لمنتج ثورة يوليو العلمي والثقافى هو سمت السبعينات وما بعدها وخصوصا ان انتصار اكتوبر ١٩٧٣ تم بالأساس بهذا المنتج العلمى المتميز .

التعليقات مغلقة.