“الألم النفسي”
مرفت إبراهيم شتلة
عزيزي القارئ :
كثرت في الأعوام الأخيرة الشكوى المتكررة من آلام غامضة، وغير مبررة ، أو مستندة إلي أسباب ، في الكلمات التالية تعريف للألم النفسي والأسباب الأكثر شيوعاً ،وطرق العلاج التي كانت سبباً في خروج الكثيرين من عمق التجارب المؤلمة إلي إنطلاقة جديدة .
يعتبر الألم النفسي تعبير جسدي عن إعتلال نفسي لأسباب عديدة ؛نتيجةً لضغوط الحياة اليومية التي تزداد سرعتها يوماً بعد يوم ، فكثيراً من التحديات تؤثر بالسلب على صحة الإنسان النفسية، وعندما تتكرر المواقف مع بعض الأشخاص المتسمين بالهشاشة النفسية ، توقع الإنسان في دائرة من دوائر المرض النفسي والمرض النفسي هو إصابة الحالة العاطفية والسيكولوجية ؛نتيجه الضغوط المجتمعية ،أو العائلية ،فيؤدى إلي إضطراب سلوكي في بعض الأحيان يستدعي الحاجة إلي متخصصين .
الألم النفسي لا يقل في شدته وتأثيره عن الألم الجسدي، وربما يكون أعنف في بعض الأحيان! ، وتعد المرأة عموماً في جميع مراحل عمرها أكثر عرضةً للألم النفسي ، وأيضاً الأطفال بصورة كبيرة !.
ومن العوامل المؤثرة للألم النفسي ، الاكتئاب ، والقلق ، والفقد “موت “، والمشاكل العاطفية ، كلها عوامل تؤثر بالسلب وبقوة في الألم النفسي .
وعلي الرغم أن الألم النفسي هو في الأساس مصدره العقل ، ولكنه يعتبر ألماً حقيقيًا ، عند من يشعرون به
وحينها يتملك الشخص المصاب ألم قاسي ، في الجسد ، وبدون أسباب لذلك.
وفي كثير من الأحيان لايعتبر الألم النفسي مرضاً رسمياً ،ولاتوجد طرق موحدة للكشف عنه ،ولنحدد إذا كان مايشعر به المريض، هو مرض بالفعل ناتج عن أسباب صحية خالصة ، أو إعتلال نفسي هناك بعض الأسباب تؤدي إلى المرض النفسي…مثل :بعض المعتقدات التي يتم فهمها بطريقة خاطئة
فقدان الثقة ” الغدر _الخيانة”
الشعور القاسي بالظلم المؤدي للقهر
الخوف والقلق المستمر
المشاكل العاطفية
والأمراض النفسية الصريحة كالاكتئاب، والذي تتسبب فيه عوامل كثيرة مجتمعة.
ومن أقسي الآلام النفسية ألم الفقد وهو سبب ،ومؤثر قوي في ظهور علامات الألم النفسي المتمثلة في :
آلام العضلات،القولون العصبي، وهو الأكثر انتشاراً.
آلام البطن، وآلام العظام ، والظهر.
الصداع وآلام في أنحاء الرأس .
الشعور بإختناق والضيق ،
الرغبة الملحة في البكاء،
فقدان الشعور بالاستمرار
ونظراً لتشابه الألم النفسي ببعض الأمراض لابد عرض الشخص المصاب علي الطبيب المعالج ، ويجب على الأسرة ألّا تتجاهل الأعراض الجسدية، التي تظهر على بعض الأطفال دون سبب .
ومعالجة تلك الآلام فور ظهورها، تجنباً لدخول الشخص المصاب في أعراض أعمق من الألم النفسي وهو الاكتئاب على سبيل المثال ومن الطرق المختلفة للتخلص من الألم النفسي ،هي التحفيز الكهربي للدماغ، والإلهاء ، وبعض طرق العلاج السلوكي ، وتكون لتلك الطرق تأثيراً أقوى من المسكنات التقليدية .
وفي بعض الحالات قد يفيد وصف المسكنات ، لتقليل حدة الألم ،فهي تفيد في بعض حالات الصداع ، وتخفف من أوجاع القولون ، وحتي ينتهي الألم النفسي ،لابد لنا أن نعرف أسبابه؛ حتي نستطيع القضاء عليه .
وحتى لانسقط في دائرة الألم النفسي ومن خبرات من هم عانوا وقاسوا تلك الآلام لأعوام ، إنهم إستطاعوا الخروج من تلك الدائرة المظلمة، بالتدريب الذاتي على حب النفس كما هي ، دون سقوط البعض بالشعور بالدونية لأى سبب ما .
والبعد عن إستخدام الهواتف لساعات ممتدة والتي قفزت ببعض الحالات خصوصاً عند الأطفال إلي امراض نفسيه مثل التوحد ، نتيجه لقلة التواصل والميل للعزلة لاستخدامهم الهواتف لساعاتٍ طويلةٍ ،ولنجعل لاجتماعات الأسرة موعداً ، أسبوعياً أو شهرياً ، والتحدث مع الأصدقاء والمقربين.
والبعض الآخر وجد في القراءة ملاذة بالخروج من دائرة أخرى من دوائر الألم النفسي ، وهناك من وجد في الورقة والقلم ، وسرد ما تبوح به النفس من مشاعر، صديقاً وفياً، يمد له يداً للخروج من تلك البقعة ،وربما اكتشف لديه ميلاً أدبياً لسرد رواية، أو بكتابة أشعار وغيرهما .
وجميعهم أجمعوا في أن التقرب إلى الله والتضرع إليه ، والصلاة ، باباً ، وملاذاً، وعلاجاً ، شافياً بإذن الله من جميع الآلام النفسية.
عرضنا الألم ،وطرق العلاج وعليك أن تحدد، هل ستستمر في التألم؟، أم ستبادر بالعلاج؟!حتى تلحق بركب ومسيرة الحياة .
التعليقات مغلقة.