قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 26 ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل
القاعدة السادسة والعشرون :
( كباش الفداء )
كبش الفداء هو الذي يراق دمه تكفيراً عن ذنوب وخطايا غيره ، وهو دوماً الضحية البريئة التي تُقَدَّمُ قرباناً لإرضاء الآخرين .
إن أصحاب السطوة دوما يقربون منهم أشخاصاً يربونهم ويسمنونهم ليكونوا في لحظة الحسم أكباشاً تفدي زلاتهم وأخطاءهم .
وفي أكثر الصور قبحاً أن يُضَحَّى بطبقة كبيرة من الشعب حتى تُدار الأمور السياسية كما يريدها صاحب السطوة ، إما لأسباب تعود على تغطية عجزهم أو لأسباب أخرى متعلقة بجلد ظهر الصديق حتى يخاف العدو .
غالباً تكون التضحية بأكثر الكباش براءةً ، لأنهم لا يستطيعون المحاربة أو الاعتراض ، بل يتملكهم الجبن والخوف ، وأكبر ما يمكن أن يفعلوه هو الصراخ للدفاع عن أنفسهم ، وهم بذلك يؤكدون فقط أنهم يصلحون ليكونوا ضحية ولا يصلحون ليكونوا محاربين لأجل انتزاع حقوقهم من أنياب الليث الغاشم على صدورهم .
الحقوق تُنتزع انتزاعاً ولا تُستَجدى ، ولكن تحتاج الى صناديد وارادة قوية ومتينة وصلبة .
في إدارة الصراع القائم بين فئتين متصارعتين ، تكون التضحية بالأكثر عبئاً وتكلفةً بحجة الضغط على الخصم ، لكنه في الحقيقة أزال الهم الكبير عن كاهله وألقى باللوم على الآخرين وكأنهم شركاء فيما وصلت اليه الأمور في حالة الصراع الدائر والذي لا ناقة لهم فيه ولا جمل .
والخلاصة أن كباش الفداء مُعَدَّةٌ للذبح ، ولا بيت عزاء لها ، وإن عَلَت صرخاتها أو أظهرت براءتها ، وأنها قرابين لسيدها ينحرها متى يشاء .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
25/1/2022
التعليقات مغلقة.