جُرْحِي السُّورِيُّ…بقلم مدحت رياض
ألا يا شامُ يا ذكري صِبانا
اراكَ معذبا تبكي مُهانا
وسيل الدمعِ صار اليومَ طقسًا
وليتَ العين قد نالت أمانَا
دمشق القلب ينزف إن بكيتِ
وكنتِ العون إن ضاقتْ رُبانا
شربتِ الكأسَ مُرًا يا فتاتي
وذقتِ الحرب نارً واستكانة
من الأبناءِ نُحِرَت كلُ جيدٍ
ومن سيف العِدا سالت دِمانا
وأنقاضُ الحضارةِ محضُ ذكرَى
وكنتِ كروضةٍ طرَحتْ جِنانَ
وكنت كدرةٍ عهدَ الوليدِ
وبالأمس الذي أضحي وكانَ
غرابُ البينِ ألقى شؤْمَ نذرِ
وقد سُفِكَتْ بأيدينا دمانا
وقدحيرتِ في الدنيا عقولًا
وأعييتِ المؤرخ إذْ يرانا
فتحتَ القصفِ بنتُكِ لا تبالي
وترضي الموتَ لا ترضي الإهانة
تُدثِّر نفسَها بالثوبِ حتي
وإن سقطتْ وراحتْ باستكانة
وتمسكُ بالصغيرِ وقَدْ تراءَي
لعينِ الناسِ لا يخشى طِعَانا
ألا يا قلبُ لا تبك فربي
.سينصر من أبى بيعَ الأمانة
ألايا حمصُ يا رمزَ الصمودِ
ويا حلبَ الأبيةَ هل تُرَانَا
نسينا أنِنُا جسدًا وروحًا
ونأْسى إن نسيجٌ منه عَانَى
أم الأرواحُ قدْ صارت فُرادَى
وكلٌ في القطيعةِ قد تفانِى
وصرنا اليومَ للدنيا مشاعً
وجرمُ القتلِ منزوعَ الإدانة
ألا يا شامُ يا عزًا وتاجً
أصرت اليومِ تستجدي خُطانا
لتنهضَ من ثباتٍ طالَ فينا
وفي الشريان علقت الرِهانَ
بأن دماءَنا للحقِ سيفٌ
وأن العِرضَ حقٌ أن يُصانَ
فلا تجزع فيوم الثارِ آتٍ
وذاك الوعدُ من ربٍ حَبانا
وأخبرنا الحبيبُ بأن نصرًا
سيأتي فوق ظلمٍ من عِدَانا
سيأتي منْ يدكُ حصونَ قومٍ
بلا قلبٍ ولا حَتي ديانة
فينتصر الضعيف وذاك وعدٌ
فإن الشامَ لن يبقى مُهانا
فإن الشامَ لن يبقَى مُهَانا
التعليقات مغلقة.