“أَغْلَى مِنْ حَيَاتي “أقصوصة من الحياة من واقع أسرة تعيش الآن بالمنصورة كتبها أبومازن عبد الكافي
…………..
أبٌ وأمٌ على درجةٍ من العلمِ والخلقِ والدينِ رزقهما اللهُ بولدينِ حَمدَا وشَكَرَا ربَّهمَا، يعملانِ صباحًا كلٌ بوظيفته الحكومية؛ ويتبادلان سويًا رعايةَ ولدَيهِمَا،
السبت والإثنين والأربعاء عصرًامن كل أسبوع؛ تذهب الأمُ بكريمٍ _ البالغ من العمر أربعةَ عشرَ عامًا _ إلى مستشفى الأطفال لإجراء جلسات الغسيل الكلوي بوحدة غسيل الأطفال.
الأحد والثلاثاء والخميس عصرًا؛ يذهب الأبُ بطارقٍ الابنِ الأكبرالشاب البالغ من العمرعشرين عاماإلى المستشفى العام حيث إجراء جلسات الغسيل الكلوي للكبار فوق سن الثمانية عشر .
تخيل مدى المعاناة التي تعيشها تلك الأسرة؛ الأب والأم وولداهما؛ تخيل قلب الأم وقلب الأب وما بهما من وجع وألم وخوف ورجاء وأنين ودعاء من أجل فلذتي كبديهما !! تخيل العجز الذي يعيشه طارق وكريم وهما يرقبان الدموع المتحجرة في عيون والديهما؛ وهما مشفقان عليهما ويتمنيان الشفاء من أجل إسعادهما !
لسان حالهما لا تحزن يا أبي؛ لا تبكي يا أمي نحن بخير ولسنا ناقمين بل راضيين بما قدره الله وأنتما من علمتمانا الرضا بقدرالله خيره وشره؛ فلا تبتئسا.
كل منهم يصبر الآخر في واحدة من أصعب الحالات الإنسانية التي قد تمر علينا.
الأبَوَانِ يبذلان قصَارَى جهدهما لراحة الولدين وإسعادهما متجملان بصبر ورضا ويقين في الله سبحانه وتعالى.
الآن يُجَهِّزانِ نفْسَيْهِما للفحص الطبي؛ فالأمُ ستهبُ كليتَها لكريم؛ والأبُ سيهبُ كليتَه لطارق؛ آملين من الله أن يهبَ من حياتِهِمَا حياةً لولدَيْهِمَا .
التعليقات مغلقة.