عِلم النفس و متلازمة الزوجة المنفلتة بقلم / د صبحي زُردُق
متلازمة الزوجة المنفلتة Walkaway wife syndrome هى مجموعة أحداث و مشاعر متتالية تنتهي بفرار الزوجة من عُش الزوجية و انسلاخها من جميع مسئولياتها كزوجة و كأُم طالبةً للحياة الحرة ..
فبعد انقضاء شهر العسل غالباً ما تكون الزوجة محل رعاية و محور اهتمام من زوجها، و في تلك الفترة فإنها تراقب بشكل مستمر و عن كثب قوة علاقة الحب الحميمة بينها و بين زوجها فإذا استشعرت بعض الخلل فإنها تبذل قصارى جهدها لإستعادة مكانتها فى قلب الزوج من خلال جذب الإنتباه لمشاكل تحاول جاهدةً حلها ، و لكنها لا تجد من الرجل غير التجاهل و اللامبالاة – كما يفعل الرجال غالباً – فتصبح الزوجة مستاءة جداً من ذلك التجاهل فتقوم هى على إثر ذلك بإنتقاد الزوج علانيةً و بوضوح في أشياء مثل إهماله نحو الأطفال ، أو ترك حديقة المنزل غير نظيفة أو غير ذلك راجيةً من ذلك جذب الرجل إليها من جديد .
و لكن على غير المتوقع فإن الزوج يستاء من تلك الإنتقادات المتواترة فيزيد من سوء معاملته و تجاهله للزوجة علها تصمت و تكف عن إنتقادها اللاذع ، و هو ما يجعل العلاقة بينهما تزداد توتراً و سوءاً يوماً بعد يوم ..
و تبدأ تلك الدورة في التكرار لسنوات ، دورة “التجاهل – الإنتقاد- التجاهل” و هو ما يجعل الزوجة تفقد الأمل في إحداث أي تغيير ، فتبدأ فكرة الطلاق تدور في رأسها ، و خلا تلك الفترة تبدأ الزوجة في إدخار بعض النقود و تعلم بعض المعارف و المهارات ترتيباً و استعداداً للإنفكاك من رابطة الزواج و العيش بحُرية ..
و خلال ذلك و بينما تحلم بالطلاق تتوقف نهائياً عن انتقاد الزوج و عن الشكوى منه و من تجاهله لأقاربه و زميلاتها ، فيظن الزوج أنه قد نجح في اسكاتها عن نقده و هو لا يعلم أن ذلك الصمت ما هو إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة ..
رسخ في عقل الرجل الآن بعد ذلك الصمت أن كل شىء على ما يرام و أن الزوجة قد ارتضت العيش معه على هذا الحال و أنها لا تفكر في الطلاق نهائياً ، ليستيقظ يوماً ما فلا يجدها في أى مكان ، حيث يكتشف أنها فرت هاربةً تاركةً جميع مسئولياتها تجاه أطفالها و منزلها وزوجها وراء ظهرها ، لا تبالي بذلك.. و من هنا وصفت بلقب الزوجة المنفلتةWalkaway wife .
و أرى كطبيب نفسي مسلم أن مشكلة مثل هؤلاء الزوجات تكمن في عدم الصبر و استعجال النتائج ، فالتغيير لا يحدث أبدا سريعاً خاصةً من المرأة لزوجها ، و لا ننسى هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل الصبر و عظمة ثماره (واعلم أن النصر مع الصبر) رواه الترمذي ، و قوله ( ومَن يَصبِرْ يُصبِّرْه اللهُ، وما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسَعُ مِنَ الصَّبرِ ) متفق عليه.
التعليقات مغلقة.