موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

فَخُّ الحظيرةِ قصة للأطفال “12:9” بقلم: عاشور زكي وهبة

140

فَخُّ الحظيرةِ قصة للأطفال “12:9” بقلم: عاشور زكي وهبة

الجزء الأول: ترصُّدٌ وهجومٌ عدائيٌّ

وسطَ نباتاتِ الحلفاءِ العاليةِ المحيطةِ بأطرافِ مزرعةٍ بإحدى الواحات الصحراوية، تربَّصَ الثعلبُ مليًّا حتّى يبدأَ الراعي يُخرِجُ قطيعُ الأغنامِ ليمضي به إلى المرعى، يصاحبُه كلبُ حراسةِ المزرعةِ.
دارَ طويلًا في عقلِ الثعلبِ أنَّ الكلبَ إذا اشتمَّ رائحتَهُ في المكانِ فسيطارده، وربما يقضي عليه. لذلك طافَ بعيدًا عن بصر الكلب وحاسَّةِ شمِّه العتيدة.
طالَ الانتظارُ حتى كاد اليأسُ يركبُ الثعلبَ؛ لكنه نفضَه عن ظهره بمجرد أن بدأ القطيع يمضي في السير الحثيث نحو مرعاه النائي، والراعي يهشُّ بعصاه، والكلبُ يركضُ هنا وهناك ليعيدَ الشاردَ إلى طريقَ الصواب.
ها هنا تحركَّت غريزةُ الافتراسِ لدى الثعلبِ. إنَّه يعلمُ جيدًا بغيتَهُ: حظيرة الدجاج.
فكمْ عضَّهُ الجوعُ أكثرَ من أنياب الكلاب!
ها قد ابتعدَ الراعي برعيتِه برفقة الكلب: العدو اللدود الذي إذا غابَ لعبَ الثعلبُ وتوثَّبَ، وانفرجتْ أساريرُ حظِّهِ، وكشَّرَ عن أنيابِهِ، وهرعَ بأقصى قوتِهِ يهاجمُ سربَ الدجاجِ اللاهي على غِرَّةٍ، وفي كلِّ مرَّةٍ يقتنصُ دجاجةً أو دجاجتينِ، ويلوذُ بالفرار…
لكنَّ الديكَ الرابضَ فوقَ شجرةِ التوتِ المتاخمةِ للحظيرةِ تلقَّى إشارةً من حمامةٍ صديقةٍ تحومُ أعلى الشجرة تخبره بدنو الثعلبِ المكَّار بعد أن لمحتْه يثبُ وثبًا مُتحفِّزًا ليعيدَ الكرَّةَ تجاه المزرعة. فنادَى الديكُ بأعلى صوتهِ:

أيها الدجاجُ! ادخلوا حظيرتَكم! الثعلبُ قادمٌ إليكم، واللعابُ يسيلُ من فكيّهِ الشرهينِ.
أدخلتِ الدجاجاتُ صيصانَها، ثمَّ دلفنَ داخلَ الحظيرةِ، وأغلقَ الديكُ البابَ بالمزلاجِ صائحًا بحكمته الراسخة:

البابُ الذي تأتي منه الريحُ نقفلُهُ ونستريحُ!
وصلَ الثعلبُ متأخرًا ليجدَ الحوشَ فارغًا. هنا أحسَّ الثعلبُ بخيبة الأملِ تصهرُ قلبَهُ الجريحِ، وعصافيرِ الجوعِ تنقرُ معدتَهُ الخاويَّة، وغربانِ الفكرِ تنعقُ ساخرةً من عقله الضحلِ.
لقدَ نجحَ الديكُ في إنقاذ الدجاج هذه المرّةِ، وسلمتِ الحظيرة من هذه الكَرَّةِ الثعلبيةِ الخاسرة

الجزء الثاني: خُطَّةُ المواجهة

لكنَّ الثعلبَ المكَّارَ لم ييأسْ، وظلَّ يدورُ ويناورُ حولَ الحظيرة علّه يجدُ فُرجةً أو ثغرةً يدلفُ منها. لكن هيهات! لقد وجدَ نفسه في مواجهة حصن منيع مُسلّح بالأسلاك الشائكة والتحصينات الفائقة؛ وليس أمام حظيرة دجاجٍ!
ضاقَ الثعلبُ من حظّه العثر، فقال والعرق يتصبّبُ منه:
_ سأبقى هنا قابعًا تحت ظِلّ هذه الشجرة الوارفة، ربما أحصلُ على دجاجةٍ هائمةٍ لم يصلها نذير الديك، أو بطة عائمة في الجدول المجاور، أسُدُّ بها جوعي، وأكسرُ خيبةَ رجوعي.
في هذه الأثناءِ، كان الديكُ والدجاجُ يتشاورون ويتحاورون للبحث عن مخرجٍ من هذا الموقف العسير: راعي المزرعة وحاميها في مرعاه بصحبة الكلب، والثعلبُ المكّار رابضٌ أسفل شجرة التوت العتيقة، وشرارات الغيظ كالحرابِ المسنونة تنطلقُ من عينيه الناريتينِ صوبَ الحظيرةِ.
لكن أعلى الشجرة الحمامةُ تطالعُ عن كثب المشاهدَ الراكدةَ كبوادر حربٍ باردة…
قال الديكُ الرشيقُ بلهجةٍ حازمةٍ:
_ دعونا نفكرُ سويًّا في حلِّ هذه المشكلةِ. الخطرُ بالبابِ، فهيا نأخذُ بالأسبابِ! ونستعن بحصافتكم يا أولي الألباب.
قالتْ دجاجةٌ مُتحفِّزةٌ:
_ خيرُ وسيلةٍ للدفاعِ هي الهجومُ. نفتحُ البابَ، ونهاجم العدوَ بيقينٍ في النصرِ.
يا أخوتي! الكثرةُ تغلبُ الشجاعةَ. وإذا تحلَّتْ كثرتُنا بالشجاعةِ، هزمنا أعتى الأعداءِ.
قالتِ الثانيةُ بتؤدة: نحفرُ حفرةً بمناقيرنا المدببة كنفقٍ أسفلَ الحظيرة، نخرجُ منه إلى بَرّ الأمان.
قالت الثالثة واثقة: نصنعُ شبكةً عظيمةً، ثمّ نلقيها على الثعلب إذا غلبَه النعاسُ.
قالتِ الرابعةُ وادعةً: نحاولُ التواصلَ مع كلب المزرعة ليعودَ ويطاردَ الثعلبَ.
قالت الخامسةُ متحمسةً: ها هنا يوجد حبلٌ متينٌ مزوَّدٌ بأجراسٍ أوتوماتيكية تعملُ بجهاز تحكم عن بعد (الريموت).
يمكننا ربط الحبل في ذيل أو رقبة الثعلب النائم.
أكملَ الديكُ مُبتهجًا: وستساعدنا صديقتنا الحمامة المرابطة أعلى الشجرة حتّى نصلَ إلى الأمن والسلامة.
أحضر الديكُ صندوقَ الاقتراع لاختبار واحد من الحلول الخمسة. وقد وضعوا في حسبانهم يأسَ الثعلب وغفوتَه خيرا معينين في نجاحِ خُطَّتهم.
ها هو يدبُّ الأرضَ بقدميه الأماميين، ويعضُّ مخالبَه من الغيظِ الدفين، ويترنحُ من فرط التعبِ.
تمَّ فرزُ الأصواتِ، وحصل الإقتراح الخامسُ أعلاها.
شرعَ الدجاجُ في الإعدادِ الجيدِ لوسائل الهجوم: حبلٌ ذو أجراسٍ آلية، كتابة رسالة الإياب للكلب، بعثُ رسالة للحمامة حاملة الرسالة، مراقبة تحرُّكات وسكنات الثعلب من فتحات المراقبة السريَّة في الحظيرة…

الجزء الثالث: تنفيذُ الخُطَّةِ

دَبَّ اليأسُ في ذهنِ الثعلبِ، وصنعَ النعاسُ غشاوةً على عينيه، وراحَ في سباتٍ عميقٍ عميقٍ كقشَّةٍ تعلَّقَ بها غريقٌ.
تواصلَ الديكُ معَ الحمامةِ، وأعطاها الرسالةَ من فتحةٍ سحريَّةٍ في سقفِ الحظيرةِ. حملتِ الحمامةُ الرسالةَ، وانطلقتْ بها إلى المرعى.
خرجتِ الدجاجاتُ بحرصٍ شديدٍ حاملةً الحبلَ المتين ذا الأجراسِ الآليَّةِ الصغيرةِ. مسكَ الديكُ طرفَ الحبلِ، وعقدَه عدّةَ عقداتٍ مُحكَمَةٍ حولَ ذيلِ الثعلبِ النائمِ، وربطتِ الدجاجاتُ الطرفَ الآخرَ في جذعِ الشجرةِ الغليظِ.
شَكَّلَ الدجاجُ والصيصانُ حلقةً حولَ الشجرةِ، ووقفوا على بُعدٍ مناسبٍ حتّى لا تصيبها مخالبُ الثعلبِ.
ضغطَ الديكُ على زِرِّ جهازِ التحكّم ( الريموت) لتومضَ الأجراسُ، وتُحدِثَ رنينًا مجلجلًا، طرقَ أسماعَ حيواناتِ المزرعةِ.
أفاقَ الثعلبُ مفزوعًا ليجدَ الجمعَ الداجنَ يحيطُ به من كلِّ جانبٍ، وحيواناتُ المزرعةِ تهرعُ إلى مصدرَ الصوتِ من كلِّ صوبٍ.
اندفعَ نحوهم مقهورًا؛ لكن هيهات!
لقد حسبوا المسافةَ بدقَّةٍ مُتناهيَّةٍ. صعقته المفاجأةُ، وعقدتْ لسانَهُ كذيله المعقودِ في جذعِ الشجرةِ.
أخذَ يلفُّ ويدورُ كثورٍ في ساقيَّةٍ. وكلما دارَ ازداد الحبلُ تعلقًا به، وضاقَ الخناقُ عليه. ورنينُ الأجراسِ الصاخبُ يعلنُ عن خيبتِه الكبيرةِ وهزيمتِه النكراءِ.
صاحتِ الدجاجاتُ وهتفتْ بنشوةِ الانتصارِ:
_ الثعلبُ لفَّ وفاتَ، وبذيله سبع لفَّات!
ظهرتِ الحمامةُ تحلّقُ في السماء، وكلبُ المزرعةِ يعدو نابحًا من بعيد، وحيواناتُ المزرعةِ تحيطُ بالثعلبِ المذهولِ إحاطةَ السوارِ بالمعصمِ، يضحكونَ ساخرينَ من مشهده المُشينِ.
أصابَ الثعلبَ الدوارُ والإعياءِ الشديدِ، وسقطَ مغشيًّا عليه.
قبضَ الكلبُ على الثعلبِ فاقدِ الوعي، وقادهَ إلى شرطةِ المزرعةِ كتسليمِ الأهالي لمُجرمٍ عتيدٍ.
تمَّ إيداعُهُ سجنَ المزرعةِ حتّى يُعرضَ على المحكمةِ.
أصدرَ قاضي المحكمةِ الجَملُ العادلُ حكمَه الرادعَ والجزاءَ الوفاقَ على الثعلبِ، جرَّاءَ جرأته على سبقِ الإصرارِ والترصُّدِ والقتل العمدِ والسلبِ للعديدِ من حيواناتِ المزرعةِ الصغيرة، وتعديِهِ المُتكرّرِ على حظيرةِ الدجاجِ: الإعدامُ صلبًا على بابِ المزرعةِ ليكونَ عبرةً لمَن يعتبرُ، ومَن يقتفونَ أثرَهُ الذميم، ويسيرون على نهجهِ الأثيم من أقرانه الذئابِ والثعالبِ المجرمين.


         ( تَمَّتْ بحمدِ اللهِ وتوفيقهِ )

الأحد 13/2/2022

التعليقات مغلقة.