لن أعود بقلم ولاء جمال
لماذا أصريت على أن نلتقى الآن ؟! ألم تخبرنى بأنك لم تحبنى واننى لم أكن سوى تجربة عابرة ، نوع جديد من النساء لم تكن قد صادفته وكان لابد أن يقع فى شباكك كالبقية ؟! لماذا الآن بعد سنوات طويلة من الفراق ؟!
ساد الصمت للحظات ثم قال :
أجل أنا لم أحبك لكننى ودون أن أدرى عشقتك …. كنتِ نوعاً فريداً من النساء لم أكن قابلته ولكن قلبى اللعين فعلها وتعلق بك ، نوعاً بسيطاً رقيقاً من شدة بساطته يجعلك تحبه ولا تستطيع إلا أن تنجذب إليه … فكان لابد لى أن أهرب لا بد أن ابتعد بقلبى ، فحياة قلبى فى البعد عن من يحب …
ضحكت ضحكة ساخرة وقالت : ماذا هل مللت ممن حولك وتريد أن تعود لتلك البلهاء التى استطعت أن تقتل فيها بهائها وحيويتها لتتركها مهزومة باكية ؟!
بالطبع أزعجك اننى لم اتألم كثيراً و سرعان ما استعدت نفسى وأصبحت الآن الشخصية الناجحة التى يتحدث عنها الجميع فأردت أن تعيدها إليك تريد أن تحطم فيها هذه القوة لتخبرها أنها ومهما حدث ستظل ضعيفة أمامك … لن يكون لك ذلك ما حييت وقلبى ملكى الآن ولن يعود … وها أنا أمامك الآن وانظر إليك بعين واثقة ، لم يعد قلبى يخفق بشدة لرؤيتك لم يعد ذلك الصوت الخائف بداخلى الذى كان يخيفنى من فكرة أنك قد تتركنى موجوداً … محاولة فاشلة ، لقد استعدت نفسى وانتهى الأمر .
نظر إليها محدقاً ليجد نظرتها أصبحت حادة جافة حزن لما قد وصلت إليه فقد كانت تشع حباً وحناناً ، لكنه ما أن اطال النظر بدأ يلمح نظرة اشتياق دفينة فى عينيها لكنها سرعان ما أشاحت بوجهها عنه مخافة أن ينفضح أمرها … نعم هى ما زالت تحبه … لم تعد تريده لكنه مازال رفيق قلبها مازال هو الرجل الوحيد الذى استطاع أن ينفض الغبار عن قلبها الذى لم يجرب الحب قبله لكنها أبداً لن تعود إليه …
لاحت على شفتيه ابتسامة أمل وسعادة ثم قال :
هذه المرة انتِ تظلمين … أنا لا أريد ان اخدعك ، نعم مللت ممن عرفتهم ولكننى بحثت عنكِ لأنك القلب الذى استطاع أن يشعرنى بأن قلبى مازال حياً ويمكنه أن يحب ، لن أطلب منكِ شيئاً ولا أريد استعادتك كما تظنين … يكفينى ما لمحته فى عينيكِ والذى أخبرنى أنك مازلتى تحبيننى وهذا يكفينى … سكت لبرهة ثم استطرد قائلاً سأعيش ما تبقى من حياتى وأنا أحبك لكن قدرنا ألا نلتقى ثانية ، يكفى أن قلبينا يظلان فى البعد يلتقيان … يكفينى قلبك
غالبت دمعة كادت أن تتسلل من عينيها ثم قالت بكبرياؤها الذى اعتاد عليه فى لهجتها دائماً : قلبى لم يعد لك … سأرحل الآن وقبل أن تتركه وتمضى قالت : دع عنك هذا الوجه الكاذب وعُد لما انت عليه فالحب لا يليق بأمثالك .
ومضت وقلبها يتألم ، هى تشعر بصدقه هذه المرة لكن كبرياءها الجريح يأبى أن يستسلم له مرة أخرى … أن يتألم قلبها خير لها من أن تُجرح كرامتها مرة أخرى …
رحلت وتركته وظل هو مبتسماً فرغم كل ما قالته أصبح الآن متأكداً أنه مازال ” حبها الوحيد ” وهذا يكفيه
التعليقات مغلقة.