موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة للنص الفائز بالمركز الأول في المسابقة الدورية لرابطة القصة القصيرة جدا في سوريا يكتبها زكرياء نورالدين – الجزائر

86

قراءة للنص الفائز بالمركز الأول في المسابقة الدورية لرابطة القصة القصيرة جدا في سوريا يكتبها زكرياء نورالدين – الجزائر

تلاشي بقلم حدة لمين – الجزائر


رسم سلما على الشاطئ..فاض قلبه بالأحلام..ضربه الموج.. لما أراد الصعود؛ تناثرت ذرات التراب.

الاشكالية:

ما الدافع لرسم السلم؟ و لم فاض قلبه بالأحلام؟ من يقصد بالموج هنا و عن أي صعود يروم؟ و ما الذي جعل التراب يحل محل الرمل؟.

بالعودة للنص..

نرى أن الكاتب يسر مفردات عمله القصصي الذي بين ايدينا، و صار بإمكان المتلقي للقصة قيد القراءة يدرك سهولة مفرداتها مع وقوعها بدائرة الغموض و التشفير و التلغيز في حيثياتها و اختزالها و حشوها و قلة الوصف فيها و الترميز المتعمد هنا عصف بنا بل رجم بنات أفكارنا و ألحقنا بأنعش القتلى على ضفاف الشواطئ المتاخمة لخلجان النص بين ايدينا الأمر الذي يوحي بقوة النص و تفوقه على باقي النصوص هو الاختزال المفرط في سرد الاحداث و الوقائع مع غياب تام لبعض من السمات المرافقة للنص كالاقتباس أو التناص و لو حمل النص في طياته تناصا ذا قيمة فكرية او دينية او اجتماعية او ثقافية لكان النص ذا قوة ينجر عنه تسونامي لا حصر لارتدادات فالنص رغم بساطة مفرداته يحمل قوة الحشو و الاختزال.
فالنص الذي نحن بصدد دراسته نص قوي دون شك و القاص معروف عنه ذلك و هذا محسوب للكاتب لا ضده.

ما ان ولجت عتبة النص حتى استوقفتك كلمة “تلاشي” كعنوان للنص بين أيدينا و القارئ لهذا العنوان قد يصطدم بحلقة جد مفرغة او بالاحرى مبهمة فوجب قراءة النص لمعرفة سبب التلاشي حتى و إن كان الأمر صعب المنال إلا انه وجب التعمق فالنص الذي يراوغ قارئه لا بد له من تشكيلة دفاع قوية أو منظومية تكتيكية لسبر أغواره و فض بكار هجماته و هذا ينم عن عبقرية القاص و منطقه الرصين و رؤيته العميقة لما طرحه في هكذا نص و عليه فالعنوان تلاشي جاء غير معرف على وزن فعالي وعلى هذا المنطق نجد أن العنوان ليس بالمفردة التي يجب البحث لها عن مرادف او شرح او حتى تفسير لكننا من خلاله ندرك أن العنوان هنا يختلف تماما عن ما هو مدرج في النص و لم يكرر ليضفي القوة عليه لأن ضعف الققج يكمن في تكرار الذي يقلل من أهمية النص و كاتبه و هنا نرى أن القاصة ادركت ذلك و رافقتنا و نصها في شروط و اركان متكاملة و متناسقة.

استهل القاص نصه بمكان غير ذي زمان (رسم سلما على الشاطئ) هنا نرى ان الشخصية جلية لا غبار عليها و الرسم دلالة على الحلم او الأمل أو الرغبة في بلوغ مرام مادام الامر متعلقا بسلم صعود و هي رمزية و ايحاء في حد ذاته لا تشوبه شائبة و ربما هي رغبة للوصول الى الضفة الاخرى و عن الهجرة الغير شرعية اتحدث و لعل السلم كان مجرد زورق ( فاض قلبه بالأحلام)هنا القاصة ارادت أن تبين لنا حجم الاحلام التي تحلم بها الشخصية و تراها احلاما واهية ذات قرار لا قرار مادام سلم صعودها رسم فوق الشاطئ و هنا ارى أن القاص أخطأ خطأ جسيما عندما تعلق بالعنوان و بنى عليه قصته لنرى بوضوح و تجلي حجم الجهد المبذول قصد الخروج بهكذا اتزان و هذا جيد مادام الهدف لا يخرج من دائرة الفكرة التي رغبت القاصة في توصيلها لنا لكنني ارى أنها وئدت قبل ان تكتمل (ضربه الموج) الجملة هنا اكاد اجزم أنها تلمح لشخصية ثانية عدا الحالمة ففعل ضرب دلالة على البطش و إن كان ذا اضمار فذ الا انه قد توجد هكذا شخصية استدمارية فائقة السلطة و القوة أما اذا كان القصد به غير ذلك فربما تتعدد قراءاته رغم الاضمار الشديد الحاصل هاهنا الا ان المتلقي يعرف أن الموج ما ان يضرب الشاطئ حتى يمحو كل ما كان باديا عليه و لعلها أمواج كانت كالجبال فقذفت زورق الهجرة فتطاير عند أول ضربة(لما اراد الصعود) و هي الشخصية ذاتها في رغبة منها لبلوغ مبتغاها او الاحلام التي لأجلها رسم السلم(تناثرت ذرات التراب) كمن يقصف من عل فالواضح أن هنالك عائقا جعل الامر يبدو على ما هو عليه من تناثر للرمال و ليس للتراب الا اذا كان القاص يقصد بالتراب هنا شيئا آخر كالاجساد التي خلقت من تراب فرمال الشطآن لا يتطاير منها التراب بل الرمل و هذا لطبيعتها و تكوينها و هنا كذلك رمزية على البطش و تلاشي الأحلام .
و من هذا المنطلق ارى أن النص بجميع فصوله من اوله لآخره تلاشي في تلاشي و هذه هي الحلقة الأضعف في النص. كما يبدو لي فإن الكاتب ابرق الينا قصة قصيرة جدا متكاملة الاركان و الشروط مفادها أن الاحلام مجرد احلام سواء كانت ذات مطلب او ذات مهرب و القاضي هنا هو من يجوز بمرور هاته الاحلام او الآمال قبل ان يعصف بها فتتحول الى آلام.

هذه نظرتي.. ولعل هناك تأويلات أخرى لا تنفك تظهر للعلن ما إن تعددت القراءات.



نظرة سريعة على بعض خصائص النص الفنية:


1/العنوان :(تلاشي) جاء نكرة غير معرف …إلخ

٢- الاستهلال: اعتمدت الكاتب على شد القارئ بأسلوب سردي مع اضمار قصد به تثبيت انتباهنا في محاولة منه لدحرجة عزيمتنا و التمعن أكثر في القراءات و استنباط ما يجده الكاتب مفروض و ما يراه القارئ معروض، حيث أن الكاتب اعتمد على قلة الوصف و ادرك أهمية الاضمار قدر المستطاع فكان له ما يصبوه و يرومه في طرح قضيته و فكرته و هذا ما يقوي الققج سواء من ناحية الشروط و الاركان فالاختزال و قلة الوصف يعزز تعدد القراءات و يبسط سرديتها و هذا ما لا يرغبه و يطالب به عديد الكتاب و هو ما سبق و ان حكم بضرورة الاختزال و التقليل من الوصف مع الحشو…

٣- القفلة: جاءت نوعا ما ذات مغزى لولا تعلق النص بأكمله بالعنوان و هذا ما أضعفها نوعا ما لكنها تبقى قفلة مميزة تختم ما قد سلف و تدمغه .

٤- الرمزية: نص طغت على احداثه الرمزية والأيحاء،
مثال لبعض الرموز:

فاض قلبه بالأحلام: يدل هذا الرغبة و الحب و النظرة المستقبيلة في بلوغ أمر قد تراه الشخصية مهما و ذا قيمة..

ضربه الموج : دلالة على الطاغوت و المتنمر و الديكتاتور و المتسلط و و كذلك دلالة على الموت المتربص بالمهاجر الذي ركب سلم زورقه الى المجهول …الخ

تناثرت ذرات التراب: دلالة على انتهاء الحلم بالنسبة الشخصية الرئيسة او هلاكها وهذا راجع لحجم الضربة التي اوقعت بها.

٥- السرد واللغة والتكثيف: سرد موفق لأحداث القصة، نص يتسم بجمالية الوصف و روعة الاضمار و جاذبية الحشو.

لغة سهلة بمفردات عادية واضحة، استخدم القاص الأفعال الماضية عموما.

قدم الكاتب نصه بطريقة خاطفة.

٦- الشخصيات: هنالك شخصية رئيسية بارزة ومحددة و هي الشخص الحالم الذي ضاعت كل أحلامه ببطشة يد جائر أو يد الطبيعة.

٧- الزمان والمكان: حصلت أحداث القصة في زمن الماضي، بدليل استخدام الكاتب للأفعال الماضية في سرده،
*المكان محدد بوضوح و هو الرغبة في بلوغ و المنطلق كان شاطئ البحر نحو المجهول.
و في الختام و من وجهة نظري أرى أن الكاتب أفلح في صياغة قصة قصيرة جدا متكاملة الاركان مع قفلة حسنة نسبيا في وجهة نظري و التي ابرقها الكاتب لنا و جعلها سهلة الهضم و ضعيفة رغم ان الكاتب ذو همة و نشاط معهود الا انه أخطأ الصوب بقفلته هاته…….إلخ مع انها لم تكن مرتبطة بالعنوان اما القراءة فكانت سهلة و كذلك غير مبهمة لذا فالأمر كما سبق جيد و القصة جميلة لدرجة الإمتاع و تستحق و قد ندرك أن الامر كله كان يصب في دائرة الهجرة الغير شرعية او تلاشي الاحلام ساعة اصطدامها بالواقع المعاش فالقاصة ادركت فهمها للاعتباطية الظرفية و لم توضف الاظرف و عوضت ذلك بعلامات الترقيم و هذا محسوب للقاصة لا محسوب ضدها.
مرة اخرى نبارك للقاصة بفوزها بالمركز الاول مع تمنياتنا لها بالتألق و النجاح .

التعليقات مغلقة.