موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

دراسة تتبعية في المجموعة القصصية أتينا للكاتب أ.محمود حمدون.. محمد مندور

711


دراسة تتبعبة في المجموعة القصصية أتينا للكاتب أ. محمود حمدون


رؤية يقدمها محمد مندور


مقدمة

التجارب والخبرات قد تفرض عليك الصياغة المناسبة في التعامل مع الموقف, ومراقبة الوجوه وتأثيرها يزيدك هذا الاحساس, فإما أن تكون صانعا لحدث أنت جزء منه أو متابعا تترصد مآلات النهاية ثم تغلق عليك بابك لتبدأ حياة أخرى , تتبدل وقتها الأدوار من كونك البطل المطلق أو الثانوي لمجرد ناقل لأحداث نشبت وما كنت تحسبها ستؤدي إلى تلك النتائج, تلاحقها بالتدوين والتعبير قد تغير مساراتها كما تحب رغم انقضاءها أو تؤيد رغبتها التي أزعجتك حينها.
عندما تعرضت للمجموعة القصصية “أتينا” جذبني اختيار عنوانها وغصت باحثا عن أصول الكلمة, ربما مرت على البعض, ولكن في الحقيقة لم تجمعني بها قراءة, وجدت انها اسما لشخصية وتنطق بالطريقتين بالثاء أوالتاء وهي كلمة يونانية توازي في مدلولها إشارة إلى بلدة أثينا, وقد نجح الكاتب في انتقاء اللفظة وعنونتها للمجموعة بعد سرد متقن لهذه السيدة وما تملكه من حصافة ودهاء, فهي بقايا لآثار ذهبت أصولها واستشراف لمستقبل غامض, قدم من جالسها وهو الراوي عليها أربعة وثلاثين حكاية وأتبعها بقصة “حياة موازبة” كخاتمة تربط بين الحظ والوجود.
تسعة وسبعون وريقة بلونها الأصفر لم أسلم من إلحاحها كمضطلع هممت بتصفحهم مع رشفات قهوة غامقة تواءمت مع غلاف بني بسيط يعرض جدران فنجان أتينا, ظللت بين عتبات النصوص ووقائعها التي حدثت بحالتها الفلسفية تلميحا أو تصريحا محتجبا لأعيش أسلوب الكاتب وما صوره في فنجان صغير لأقرأ تلك الترسبات على لسان بطلته التي بعثت حكمتها في مواضع ومواضيع مختلفة وإن لم تظهر فيها بعدما تناولت قهوتها بعمق.

كيف أبدأ؟


وجدتني في حيرة من أمري كيف أتعامل مع مجموعة بهذا الثراء الفكري والعمق الذي يحتاج لأكثر من قراءة, فكلما وقعت عيني على عنوان يهزني هزا لأبحث عن كناياته الدالة والرؤية المقصودة, التقاط معبر ودوافع بليغة إن مرت مرور الكرام خسرت المراد…بكلمة واحدة أو بكلمتين أو ثلاث يصدّر لنا غايته, ولا أخفيكم سرا إذا انتهيت من نص أعود لعنوانه لأتذكر براعة التكوين… المتون منها من تخطى صفحتين مع مراعاة لتكثيف حاشد يصل إلى عقل المتابع دون إسهاب ممل أو محير.

طرف الخيط


دققت بعد رغبة ناشئة وصلت إلى حد الضرورة أن أقضي ساعاتي مستمعا لصوتي وهو يتلو لأعيش المقامات التي رافقت الكاتب كمقام الوجد المذكور في قصة ” قبيل العاشرة” أو مقام الشك في قصة “نصيب” أو أستمتع بإخلاص عبدالقوي لمقام اللحن الموسيقي رغم صوته الأجش في قصة “الليلة الأولى” عرفت أن صاحبنا يملك حسا نفسيا يصنف به شخوصه وهو يعزف على أوتار السعادة مرددا عند توجيه قلمه إلينا لدي ” صورة مغايرة” وهو عنوان لنص ساقه ليؤيد تلك النظرة.

الفريسة


القناص الجيد يلزمه فترة من ثبات برؤية موجهة وضغطة زناد لتسقط الضحية من شاهق, وها أنا أقف بين فرائس أحكم الكاتب قبضته عيها, أولها هذا العنكبوت الذي أخافه, المساجلة أثبتت أنهما يتجرعان سويا كأس الوهن, الداء يجمعهما وتلك الخيوط الحريرية سجن قديم كقدم حراسه, وإذا بعبد البر الذي غاب يضرب مثلا ملائما للقصة الأولى ” خيط حريري” فصلابته في الحراسة فقط دون مجازفة سواء في اكتنازعلم أوإقبال على لذة ووساوسه ومظهره الأنيق مسليات استعمل بعضها وجاهد أخريات حتى إن اختفى تعس من تعس وتغيرمن تغير ونُسفت قوائم العقار وإ ذ بزوجته المغضبة ترضى بالمكتوب وينقلب حالها من برقية مقرؤة في هذا النص “الحرس القديم” لنسمعه كصوت يُتغنى فى نص تالى يحمل الكلمة على رأسها “مكتوب ” ليؤكدا هذه الحكمة أن الاختفاء والظهوروالموت والحياة وجهان للقدر, وأن الأحلام الوردية قد تتبخر كدخان أسود وأحيانا قد يعزى إليك هذا لتسلقك فضاء لن يحتويك لضآلة القدرة وانبهار حاسد ينقُم ثم يخنق مسيرك وعندها تسلك مسلكا لم تتوقعه كما حدث لصاحب الشاحنة في نص ” هوائي تلفاز قديم” إن هذا العالم بأشباحه أشد وطئا من القاعدة الضبطية فمهما انتبهت باغتك حتى أصبحت وعادته الجارحة في نقطة التقاء, قد يقتحم صندوقك المتراص من العظام ليصبح هاجسا ينتابك بالفزع والقلق, لم تعد تنفع تلك المسكنات أو المنبهات فالخشية على الدوام نذير شؤم يعتري حتى دقات منبه ليمنعه من صرخته في ” السابعة إلا دقيقتان” وهذا لا يتعارض على الإطلاق مع لين الجانب ورقة الحال لأنها غرائز أصيلة تسعف الروح لتظل باقية بطلتها تنشر أريج الفضل وتعترف بأن من سُخرللواجب له حق لا ينكر حتى ولو كان مستعبدا في نظر بعض الأجساد الناعقة ولتسري في بدن أسكرته الشمس مذاق العشرة ويصهل فرس الشيخ من “زجاجة كوكاكولا” رمزا للوفاء, وللغة الإيثار التي تستجيب لها الإنسانية لتفضيل نفس على نفس حتى ولو أدى ذلك إلى تجاهل الجميع للعطاء أو الالتفات لفقر فهذا الأفق المعبأ بنسيان لأهل الشقاء والمطاردة لرغبة مفادها أن التشابه في رغد العيش قد يحدث فدعنا نخلع عباءة بالية ونرتدي حلاوة لحظات لن تعود, هي في نظرالبعض رسالة غامضة ” مجهولة المصدر” فمن هؤلاء الذين تجرأوا ليرتادوا نادينا أو يتذوقوا متعا هي حق لا يجوز لغيرنا. إصرارهم في تفكيك اللحمة وتقديس الطبقية محطة معلومة ولاعذرلمن سلك طريقا يعرف نهايته فهم ليسوا في تيه بل هي عجرفة الضمائر وتداخل مريب في تبريرات لن تستطيع أنت تمييزها من ” بهرجة الألوان” المتشابكة أما الخلط بين الأبيض والأسود ممنوع في قناعتهم, من حيث لايدركون ربما تتبدل الأدوار وهذه لعبة الغد القادم, الغيب الذي حتى وإن علمته لن ينفعك أو حاذرت في صد ضره , ولنا في ” زرقاء اليمامة” آية فلا تلومن نفسك باستشراف مقطوع عنك وعنهم ودع الحياة تظهر زيفها رويدا لتتحق ” حركة دائرية ” تٌعلن فيها أن من راقبها خسر وانتهى كما سينتهي يوما ما كل شيئ, وتظل هذه المسرحية الهزلية بصفحاتها المهترئة ذات “غلاف منزوع” حتى وإن ظهر بخداعه البراق فهو باهت الروح, تُجليه المواقف التي تُظهر الغل والحقد وعدم تقدير الجهد والمحاولة لتخرج الأجيال سقيمة ساخطة على الدوام تورث عُقَدها, جهلاء بتاريخهم الذي حوى شجاعة “عنتر” في الحق وليس بالاستقواء على مغصوب أو ضعيف, ولكن مهما تفرقت السبل فإن نبضات التلاقي مسيّرة, ستعود حتما إلى دفئها القديم, وهذا هو التغيير المنتظر لعالم قابع منذ قرون في ضجة استوطنت العقول والصدور وكأن الراحة “مناورة” لإن أتت انتاب الجميع قلق, هذا في نظر البعض ” ضياء من نوع آخر” لرواية مبتورة, علينا استرجاع ماضيها لنكتب ما يُغري أو ندون ما يلفت الانتباه إلا أنه في الأخير لايُرتضي إلا أن يكون نصا محبوكا كخلاصة تجربة تأبى زيادة مخلة, والمتفحص اللبيب” غواص” يخشى بغي التوقع فهويرى أنه مهما بلغت سطوته عليه الاستسلام لفرائض مبهمة إن تحداها جُر إلى الهاوية من حيث لا يشعر وفي نفس الوقت عليه ألا يصدر أحكاما لحظية مسبقة سريعة تجعله أضحوكة ويصبح في النهاية “غريم” لأن دفاعه غير المحسوب يقين لا يحق, فمبدأ الشك له قداسته أيضا بل هو الركيزة الأولى لمرتبة اليقين المثلى, كذلك الحب المبعوث “نصيب ” يتطفل بجماله وتسعد أنه لك خالصا وقد تعتريك نقيصة إن اشترك فيه معك من لا تقبله, إن الأوقات التي تحسبها مرت أو فارقت هي في الأصل لم تزل بين يديك ما دامت الرفقة حاضرة والارتباط مألوف حتى تصل دقات الالتقاء سنواتها العشرة, نبدأ في تجميع تلك العقود ويصبح الالتصاق الزماني والوجداني دعوة للفخار الذي لاتعنيه المصالح حتى لو كان ” قبيل العاشرة ” أو حتى في سلام مبتسم تستشفه النفوس الزاكية ولا يتعارض هذا مع الحرص بأن تكون شخصا ذو “حسابات اكتوارية” خبيرا في التعامل مدرب كهؤلاء الذين يحددون حجم المخاطر ولا يفشون سرهم, لأن بلا شك كثير من النفوس أصبحت لا تؤتمن فلكل شيىء مقابل يلمع كلمعان ” أحجار كريمة” واضح بريقه في ضوء الشمس, ظاهر للعيان حرصه على استجلاب شعاع يخدم حجارة صماء, ترد جميلها في أعين النظار فرغم كونها حجارة خاوية من روح بدت لمن حولها بزينة هي في الأساس لم تخرج من ذاتها, عليك أن تعرف الطبائع وأولها طباعك وقدراتك حتى لا تضع نفسك موضع استهزاء أوتشغل الخصم بعجزه حتى وإن قُيدت تلك القضايا التي تثيرها” ضد مجهول ” ولكن كونك جعلت نفسك مثار شك فهذا مرفوض إذا كان الأمر يتعلق بعرض قدرتك الذهنية في مواجهة من يملك القوة المادية فليس من الوهلة الأولى أو “الليلة الأولى” تسعى لخلق هذا الجو من التشاحن وتكدر ” الشأن العام” ومثالها مرارة تشعرك باللذة كالملح للطعام ورشفات تُحرمها بعد متعة من قرار ضارب نتيجة هذا العناد والتصارع, إن التصنع لهيبة زائفة خارج إطار الحقيقة لابد أن ينكشف كالمدرس الذي يعرف عقل تلميذه من “الحصة الأولى” وهذا الامتهان سيستغله المتربص ويخرق صمود واه ٍبطلقة في حلق وجوده فلم تعد تنطلي هذه النعرات على ” الجيل الجديد” وفهمه الواعي لتصابي شحيح يصحب الشيخوخة من عصر الفتوة المتربع في هشاشة الصدر, حضوره والعدم سواء كمنضدة اكتفت بأرجل ثلاث فتصير ” مائدة بثلاثة أرجل” رغبته ورهبته الطليعة لن تقدم ولن تؤخر, يحاول أن يشتهي وتمنعه سنّه فيصاهرعلاقات سبقت لحظتها عسى أن يتغير, وعندما يستفيق ليجد أن ” سيد الموقف ” هي الأصالة والفطرة التي تمتد من السحيق لم تغتر ولم تنكر الأخلاق كما حدث في الحاضر حتى ولو انساق الجميع إلى السوء فالكل بهذه الطريقة سيصبح مدانا, ولنا في ” فؤادة” دليلا لهذه الفطرة السليمة التي تستوحش في القلوب فهما كان الجبروت شاخصا فللكل نقاط ضعف لو انمحت لن تستطيع كبح القهر والاستعلاء, ولكن يبقى كيفية استغلال الضعف ممن يعلمه أو مواراته لمن يريد البطش والجورالذي لا محالة لن يبقى, قد نظن أننا نعرف الدنيا بأغوارها ومخابئها وعندما ننضج يتضح الأمر ونستفيق على ” صورة مغايرة” فنعتزل الواقع الملطخ بالبهتان وهذا ليس حلا فالاندماج وإزاحة ستار الانغلاق مرحلة واجبة الحصول الالتفاف حول قصعة تمتد فيها الأيادي لتناول ” العشاء ” كعربون يحشد التناحر والانفصال قبل نوم عميق تتساوي فيه الأقدام والأفواه التي تفرقت مشاربها في الصباح, والأنقى أن يصير هذا التلاحم بين الأهل من صلة الدم كدفعة خاصة النويا, فدعنا من أي خلاف يُنبت تصدعا في نسيج واحد , ولنبتعد عن ” مقابلة رسمية” لها تقنيات معلومة ووسائل ضبط معينة فالبساطة في اللقاء ببسمة والتواضع في الطرح لوجهات النظر تقريب للقلوب تجمعنا عليه مرارة القهوة التي يعدل في شوق إليها الأمل في لقاء بعد افتراق , حتى في الموت الذي يحاورنا, يعلم وقائعنا, جذوره تحت الثرى وظلاله على الأرض بالأثر قائمة ” شجرة وارفة” لن تُقطع, قد كنا سويا نلهو ونلعب, نأكل ونشرب, نفرح ونحزن وليست نهاية المطاف أن يُغلق باب, هكذا حال من انصهرت أرواحهم لا من عاشوا فقط بأجسادهم, فالتصدي لهذا الخلل المفاجئ يحتاج إلى تدرج وبعض ليونة رقيقة تتدلل بها “أنوثة” الطبع لا المظهر, كم من الفاتنات فتن لينلن إعجابا وبلغة الفضاء “لايك” وكم من أهل الابداع قتلهم التجافي, بحور الكلمات لن تجف والصيادون كثر وعلى الشطوط أنامل تشير والحصيف من تجاهل الإشارات ليرجع بصيد ثمين فلايهمه مدحا ولا يحط من قدره ذميم, هذا الكساء المرائي يواري “جلباب الحقيقة” فلتصدح في الغيب بأعلى صوتك وتناديه أن يأتي ليرفع ذاك ويمحو التزييف أو لتعيش ” حياة موازية ” حلمك فيها أن تجعل حظك أنس يحيك, فإن لم تقرأ فنجانك دعه لعجوز أهلكها الدهر تدعى “أتينا”…

نهاية الخيط


إذا أردت أن ترتق ثوبا فعليك بإحكام العقدة حتي لا ينفك, أما هنا فالعقد لآلئ منثورة, زوايا بين ثنايا الحروف تجعل المشهد حالة من الإبهار سأترككم مع بعض العقد الآسرة لنرى معا درب اللغة وحسن السبك وجمال اللقطة فلتضع أصبعك على جملها منها على سبيل القصر لا الحصر:
لمحت طفرات من تشفي تنسدل من مآقي البعض. قصة مكتوب
بينما يفتر ثغر المرأة عن ابتسامة ضئيلة, تغتصبها من بين براثن شيخوختها. قصة جركة دائرية
قبيل أن يفيق أحد من ذهوله. قصة الجيل الجديد
قد غزا الشيب مفرقي…يولي وجهه نحو مجهول . قصة صورة مغايرة
للموتى حديث همس لايسمعه إلا الأحياء…تنفض عن ملابسها غبار هو بقايا أجساد فنت من قديم الأزل. قصة شجرة وارفة
قهوتي شحيحة…أغازل رائحتها التي تتصاعد برفق, أنتهي منه على مكث. قصة أتينا
كمن يبحث عن بارقة شك. قصة حياة موزية


هذا وإن كان من توفيق فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
محمدمندور

التعليقات مغلقة.