مثيرٌ للجدل بقلم / هيفاء نصري
في الثمانينات كنّا في أوجِ الجنون
لم تكنْ تعرفُني ولم أكنّ أعرفُك
لكننا اليوم نتشاركُ أغاني تلك الحقبة
ونتشاركُ ذلك الجنون
يشبهُنا كلُّ خريفٍ رائع الألوان
يشبهنا في الدفءِ والغيمِ والتعرّي
خريفيُ الجمال أنت كزهرِ الرمان …كالجلّنار
رائعٌ حتى الدهشة كأساطيرِ لافونتين
صادمٌ كقصائد غوته
مرعبٌ حبك كإعصار
حارقٌ كصاعقة
غامضٌ كاللوحاتِ السوداء في متحف برادو
وكيف أخبرك بكلِّ مشاعري دون أن أفقدَ عنفواني
وأنا الشرقيةُ الطباع
على لسانِ المطر وضعتُ كلماتي
لحناً يخبرُكَ كم أحبّك
قطعتُ شرايينَ الغيمِ لأروي عطشَكَ النهم
على لسانِ النارِ تركتُ أشواقي تعبّرُ عني
وتركتُك على قدْرِ العشقِ تغلي
يجثو العالم على ركبتيه حين أكتبُ عنكَ القصائد
وبعيداً عن رغبتِك واشتهائي كلُّ ما فيك مثيرٌ للجدل
ألمسُ الضوءَ بعينيك
فتتفجرُ من أصابعي نوافيرَ اللهب
وغداً حين تمرّ أيامُ الخريف
وتزحفُ أمانينا إلى شتاءاتها الباردة
لن يبقى لنا سوى دفء الصباحاتِ المشمسة
وأغاني الثمانينات التي تملأُ الذاكرة
وعشقنا الذي تمسّك بالغصنِ اليابس
فصارَ يبرعمُ كلَّ خريفٍ أزهارَ جلّنار
التعليقات مغلقة.