قُلْ لِي أُحِبُكَ شعر : أبومازن عبدالكافي
الليلُ وَلَّى ؟ أُطفِيءُ القِندِيلَا؟!
ما للنَّهارِ أَراهُ فِيكَ بَدِيلَا
أنتَ الَّذِي أَحيَا بنُورِ سُطُوعِهِ
كالشَّمسِ .. تَشفِي مِنْ ضِيَاكَ عَلِيلَا
مَالي وَقَد مَلَكَ الْحَبيبُ حُشَاشَتِي
وَبِصَدِّهِ في الحُبِّ صِرتُ ذَلِيلَا
وَلَظَى الْحنينِ إليهِ أحرقَ مهجَتِي
والقلبُ ذابَ توجُّعًا وعَوِيلَا
أَهْوَاهُ طَيْفًا يَسْتَبِدُّ بنَاظِرِي
والعقلُ لَمْ يبرَحْ لَهُ تَبْجِيلَا
قُلْ لي أُحِبُّكَ كَي تَزُولَ كَآبَتِي
وَارْسُمْ لقَلْبِي في هَوَاكَ سَبِيلَا
لَا تَبْخَلنَّ عَلَى مُعَنَّاكَ الَّذِي
فَرَشَ الْجَبِينَ لِوَصْلِكُمْ مِنْدِيلَا
وَلْتُرْسِلَنَّ إِلَى الْأَسِيرِ حَمَامَةً
وَاهْمِسْ بِحُبِّكَ في الْجَوَابِ هَدِيلَا
وَارْفُقْ بقلبِي فَالْحَنينُ يَهُزُّهُ
يُهْدِيكَ مِنْ زَهْرِ الْهَوَى إكْلِيلَا
اِرفُقْ فَقَدْ بَلَغَ الضَّنَى مِنْهُ الزُّبَى
وَتَشَبَّعَتْ أَوْصَالُهُ تَنْكِيلَا
هَلَّا نَظَرتَ إلى الْمُتَيَّمِ حَانِيًا
فَالْوَجْدُ قَدْ أَرْدَاهُ فِيكَ قَتِيلَا
فَأَجَابَنِي عَطْفًا وَرَقَّ لِحَالَتِي
وَانْشَقَّ صَمْتُ الليْلِ مِنْهُ قِلِيلَا
والصَّوْتُ يَدنُو عَالِيًا مِنْ رَبْوَتِي
والرَّجْعُ يَعلُو في الرُّبُوعِ صَهِيلَا
إنْ شِئْتَ أَنْ تَجْنِي أَطَايِبَ جَنَّتِي
فَاهْزُزْ رُوَيْدًا بِالْجِذُوعِ نَخِيلَا
أَوْ كُنْتَ تَرنُو للنَّعِيمِ وَتَشْتَهِي
عَيْشًا رَغِيدًا مَا لَه تَحوِيلَا
فَالْزَمْ طَرِيقَ اللهِ في كُلِّ طَرفَةٍ
وَ الْجَأْ لِسَاحِ الْعَابِدِينَ نَزِيلَا
اِقْرَأْ وَرَتِّلْ آَيَ قُرْآَنٍ سَمَا
كَبِّرْ وَسَبَّحْ بُكْرَة وَأَصِيلَا
فَالذِّكْرُ في دُنْيَا الْغَرَامِ مَطِيَّةٌ
لِلعَاشِقِينَ .. أَلَا اتَّخِذْهُ دَلِيلَا
لَاتَشْتَرِي عَرَضَ الْحَيَاةِ تَلَذُّذَا
فَمَتَاعُهَا حَتْمًا يَكُونُ ضَئِيلَا
وَانْشُدْ نَعِيمًا سَرْمَدِيًا خَالِصًا
وَاربَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَكُونَ كَلِيلَا
هَذِي شُرُوطِي إِنْ أَرَدْتَ مَعِيَّتِي
رَافِقْ نَسِيبَ الْعَارِفِينَ سَلِيلَا
فَأَنَا الَّذِي قَد أَسْمَعَتْ ضَرَبَاتُهُ
بِالسَّيفِ أَعْنَاقَ الْبُغَاةِ صَلِيلَا
بِالْلَيْلِ أَنْصِبُ قَامَتِي مُتَعَبِّدًا
وَمُرَتِّلًا قُرْآَنَهُ تَرْتِيلَا
إِنْ شِئْتَ هَيَّا يَا حَبِيبُ تَوَدُّدًا
هَذَي سَبِِيلِي لَا أَرَى تَبْدِيلَا
التعليقات مغلقة.