موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

بيت عمي بقلم : د. ابراهيم مصري النهر

161

بيت عمي بقلم : د. ابراهيم مصري النهر


من أسعد الأسر في القرية أسرة عمي؛ أهل القرية جميعا يغبطونهم على سعادتهم وهناءة عيشهم.
أب عطوف وأم رؤوم وأربع لوزات في أعمار مختلفة، كبراهن تفتحت زهرتها للتو والأخريات لم تتفتح زهرتهن بعد، يقطنون في بيت بسيط من الطوب اللبن، لكنه عامر بكثرة الرائح والغاد، أمامه مصطبة لاستقبال الضيوف والزوار في أيام وليالي الصيف، وفي ليالي الشتاء نلتف حول اللمبة الجاز في غرفة من سلالة الكهوف؛ نتناول السوداني مع الشاي، نمص أعواد القصب، نأكل اليوسفي والبرتقال ثم نضغط على قشرته فى أعين بعضنا البعض ونضحك على من تدمع عيناه.

تحكي كبراهن لنا قصصا عن الثعابين والعفاريت والجان، نحتضن بعضنا البعض ونحن نصرخ وننظر إلى الشباك، ليالينا ضحك ومرح، حتى أن أمَّهنّ دائما ما كانت تقول بعدما نضحك حتى تدمع أعيننا على عادة المصريين ”خير اللهم اجعله خير“.

كانت هذه الدار بمثابة الملاذ لنا جميعا نحن أبناء العم، عندما نعلم أن هناك عقابا ينتظرنا عند عودتنا إلى بيوتنا، من جراء جرم اقترفناه أو ذنب ارتكبناه؛ كأن نترك الماشية جوعى ونذهب للعب الكرة، أو تتسخ ملابسنا من صيد السمك بمزارع الأرز؛ نلوذ ونحتمي بأهل هذا البيت لمكانتهم ومعزتهم في قلوب الجميع، فكان الآباء يقبلون شفاعتهم لنا ويعفون عنَّا.

بيت منظم ونظيف، وأمامه مكنوس ومرشوش بالماء، فلا تجد أوراقا للشجر أسقطها نسيم العصاري من التوتة الكبيرة التي تظلل الجرن الفسيح أمام البيت، وتحتها ”طرومبة“ تتوافد إليها الفتيات الحسنوات قرب وقت الغروب ببلاليصهن والحوايا ليملأن أزيارهن من مائها الزلال.

أبوهن ذو هيبة، بشوش الوجه، حلو الشمائل، مضياف، لا يلبس من الثياب إلا أبيضه، رائحة عطره تشمها من بعيد، تتسارع وتتخانق زهرتاه الكبرى والتي تليها، وكل منهما تريد أن تنال شرف غسيل ثيابه بالزهرة وماء الورد.

أشهى كوب شاي بالنعناع ممكن أن تشربه في حياتك، تشربه في هذا البيت البسيط في بنائه وأثاثه، الغني بناسه الطيبين وزهراته الجميلات، تَراهُنَّ هاشين باشين، يملأن البيت بهجة وفرحة، وهن يتنقلن بين البيت وخارجه بثيابهن الزاهية والمزركشة كفراشات الحقول.
ظل هذا البيت هكذا، كعبة الحزين والمهموم والمكروب، يحج إليه الزوار ويغادرونه وقد ذهب ما علق بهم من أحزان وهموم، حتى كبرت البنات وتزوجن؛ خلا البيت من البهجة والحبور، هجره الناس، غادرت سماءه النجوم.
مات الأب ثم الأم؛ صار البيت أطلالا تضج بالذكريات.

التعليقات مغلقة.