قراءة انطباعية في ومضة قصصية بقلم :عاشور زكي وهبة والومضة للكاتب المغربي :عبد العظيم بن خجو.
طَبَقيَّةٌ
أخرجَ الغنيُ القمامةَ؛ أقامَ الفقيرُ وليمةً.
العنوان: ” طبقية”
يضعنا العنوان على عتبة صراع منذ أول وهلة… وهو الصراع الطبقي. فهل العنوان فاضح للنص؟!
الطبقية: اسم مؤنث منسوب إلى طبقة، وهو نظام اجتماعي قائم على تقسيم الناس إلى طبقات على أساس مادي أو اجتماعي أو ثقافي.( معجم المعاني)
مضادها: اللاطبقيّة وهي نزعة تتسم بالبعد عن العصبيّة والروح العشائريّة.
وقد قامت فكرة الشيوعيّة والماركسيّة والاشتراكيّة للقضاء على الطبقيّة والصراع الطبقيّ بين أفراد المجتمع.
وإن كانت الفكرة قد سقطت أو تأثرت بانهيار الإتحاد السوفيتي السابق؛ إلا أنّ لها مؤيديها في العديد من بقاع العالم.
صدر الومضة: أخرجَ الغنيُّ القمامةَ.
يتكون الصدر من ثلاث مفردات:
أخرج: فعل ماض رباعي لازم متعد، مصدره (إخراج).
وعملية الإخراج يتصف بها كل كائن حي ينمو ويتكاثر.
وإخراج القمامة: هي التخلص من القمامة والكناسة أو فضلات المنازل.وكل ما يستغني عنه المرء.. وكثيرُ من الناس ينقسمون حسب نوع قمامتهم؛ ما بين الثراء والفقر.
الغنيّ: يتصدر الومضة على اعتبار أنه الطبقة الأقوى والتي تتشكل منها الأقلية ( مجتمع ال 5% ) من المعادلة أو المظلمة، والذي يمتلك رأس المال وأدوات الإنتاج المختلفة…إلخ.
ومن مشتقات (أخرج) لفظة (الخِراج).
وهي تُعَدُّ نوعًا من الزكاة على الأموال أو على الأرض الخراجيّة (زكاة الزروع والثمار)، لتطهيرها وتزكيتها من أدران النفوس.
وشتّان بين الإخراج والخِراج!
عجز الومضة: أقامَ الفقيرُ وليمةً.
أقام: فعل رباعي، مصدره إقامة.
وأقام بالمكان: ثبت فيه وأتخذه وطنًا.
وإقامة الصلاة: أقوى وأول شعيرة يُحاسبُ عليها المسلم.
يليها إيتاء الزكاة… وقد حارب خليفةُ رسول الله_ سيدنا أبو بكر الصديق_ المرتدينَ لامتناعهم عن دفع الزكاة من الأغنياء إلى الفقراء، فيما سُمّيَ تاريخيًّا ب(حروب الردة).
الفقير: الطبقة الأضعف والتي تشكل الاكثرية بين فئات المجتمع.
والفقر من الآفات الاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات الغنية والفقيرة على حدّ السواء إلى جانب الجهل والمرض.
ويطرح علينا مفارقة: هل الفقر داءٌ للبعض، ودواءٌ للبعض الأخر؟!
المفارقة: بين الفضلات والفتات والقمامة التي يأنف منها الغني؛ والوليمة التي يقبل عليها الفقير.
التضاد بين: أخرج/ أقام، والغنيّ/ الفقير.
الجرس الموسيقي بين: القمامة/ وليمة ذات أثر بالغ على أذان المتلقين.
ومن هنا يجيءُ الحلُّ الإسلاميُّ بفريضة الزكاة والخراج والصدقات للفقراء والمحتاجين حتى لا تكون دولة بين الأغنياء منكم.
التكثيف: الومضة تشكّلت من ست كلمات تفضح وتوضح الواقع والصراع الطبقي بين المجتمعات.. والذي يضع على عاتق الحكومات الواحب في إزالة أو تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء ليقوم المجتمع سليمًا دون أحقادٍ أو ضغائنَ بين الطرفينِ.
في الختام أحيي صديقي المبدع @عبد العظيم بن خجو على ومضته البديعة، متمنيًا له دوام التوفيق .
التعليقات مغلقة.