سوسو نار بقلم : سيد جعيتم
في الليلةِ الثانيةِ بعد المائةِ الثالثةِ: قال شهر يار:
ـ أحكي يا شهر زاد .
ـ بلغني أيها الملكُ السعيد … ذو الرأي الرشيدِ ، ملك الزمان … والعصر والأوان أن رجلًا من عامةِ الشعبِ اسمهُ شاه زمان اشتاقَ لأخيه ، فسار إليه بسيارته .
تعطلت السيارةُ في منطقةٍ يطلقُ عليها وادي الجن، انتظر مرور أي سيارة ، طال الوقت ، جلس تحت شجرةٍ يستظل بها، هبط غرابٌ وأخذ ينقر في الأرضِ وينعق، يطيرُ ثم يعودُ لنفس المكان ، أخذه الفضول ، ذهب يستكشف.
-أيه ده.
جسمٌ نحاسيٌ مستديرٌ مغلقٌ عليه نقش من أعلى، تردد في لمسه، ثم أخذ يعبثُ بالنقش.
سمع صوت طقطقات، شاهد دخانًا أسودٓ كثيفّا.. تشكل ببطءٍ علي هيئة عفريته طويلة القامة ، هزيلةِ ملابسُها ممزقة.
ارتعدت أوصالهُ ، عقد الخوفُ لسانه، حاول التكلم… غاب صوته، بذل جهدًا ليمتلك زمامه سألها:
- حضرتِك مين،وجيتِ لي منين ؟
ـ أعلم يا إنسان أني من الجان واسمي سوسو نار، كنت راقصةً في خَمَّار … ونائبه في بار. - علي مهلك يعني إيه نائبة في بار؟
= البار في عالمنا ندخُله بالانتخاب ونكونُ فيهِ ممثلينَ لشعبِ الجان. - بتسرحي بيا… كملي.
ـ خالفتُ قانونَ الجان ، وعصيتُ أمر السلطان، اعتقلوني في القمقم وختموه بخاتم سيدنا سليمان عليه السلام، أتبهدلت يا أنسان 3000 سنة محبوسه من غير اكل ولا شرب، لا حد يكلمني ولا هدمة تسترني، جعانة وهفتانة. - يعني أنتِ كانت جريمتك إيه، قتلتي عفريت ولا حرامية.
ـ لو كنت كده مكنتش اتبهدلت وكنت خرجت بعفو من السلطان من زمان، انا سجينةُ رأي، قعدت الفين سنة أقول اللي هايخلصني ها اقول له شبيك لبيك عبدتك بين إيديك واحقق له اللي بيتمناه، ولما جات الألف التالته كنت زهقت وقررت أن من يخلصني اسخطه حمار. - دا ذنبي يا ست العفاريت احررك تسخطيني ، دا أنا هالبسك هدوم جديدة وأجيب لك أكل والذي منه.
ـ قدامك يوم لو افلحت انك تخليني سعيدة هعفوا عنك، وأحقق لك مطالبك، ولو ما قدرتش البردعة جاهزة.
قرر شاه زمان اصطحابها لأحد الكباريهات العامرة بالراقصات من كل الجنسيات تفرفش ، شربت حتي الثمالة، صعدت المسرح وعفرتته برقصة مجنونة، أغرقها السكاري بالمال، تصبب منها العرق، لفحها الهواء، ارتجفت.
• قال الطبيب حرارتها مرتفعة، اشتباه كرونة، ماتت العفريته.
وهنا أدرك شهر زاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح وصاح الديك ساخرًا( كوكو كوكو).
التعليقات مغلقة.