نعم أنا بقلم : مرفت شتلة
نعم، أنا تلك المرأة التي كانت صغيرة، تعدو وسط أشقائها؛ فيتسلط هذا، ويعلو صوت هذا، ولم تعترض.
أنا تلك الفتاة التي كبرت للتعلم حتى تستطيع أن تحقق ذاتها؛ فمنعتها من بعض أحلام أرادت أن تحققها لذاتها، بدعوى أنها لا تصلح.
أنا تلك التي لا تصلح فتزوجتها، وأنجبت أولادها.
أنا تلك التي تركتها مع صغار لتربي وتعلم، وشعرت بأن الله أمدها بقوة غامضة؛ لتربي وتعلم وتنشئ نفوسًا سوية.
نعم إياك أن تنسى، أنا ناقصة العقل، وتافهة الفكر، ومشوشة القرارات.
نعم أنا المرأة المسكينة التي تحاول في كل مرة أن تدق على كل مسمار قضبانا مزقتها بكل قوة ألف مسمار جديد.
أنا تلك التي فاضت بها القيود التي تكبلها؛ فصرخت بكل قوة هل لتلك القيود آذان، ألم تسمع دموع الآمال والطموحات؟
نعم أنا تلك الغبية التي تنعتها بتلك الصفة حتى تشعر ها بالضعف والاستكانة.
وإياك أن تنسى أنني هي تلك التي تحاول أن ترسل لها الزهرات والقلوب الحمراء، فتردك ولا يشهد سوى الله على تفاهات وشرود عقول أطفال مراهقة.
نعم أنا هي المرأة التي عنفتها حينما اتخذت قرارا بعيدا عنك لتشعرها بقوتك وسلطانك.
انا يا ملك الملوك ملكة متوجه فوق كل العروش
الطفولة دنيا أجمل ما فيها فتاة بشعر ينساب فوق عنقها
الفتاة الباسمة التي تنتظرك عند الباب عائداً لتخلع نعليك وتهديك قبلة حياة بعد مشقة.
المرأة التي تبني معك، وبكل الحب حياة كاملة لا نقصان فيها.
تهديها بيتاً؛ تهديك أسرة كاملة مملؤة بالحب والود
تهديها الأمان؛ فتهديك قلبا وعقلا ووجدانا
ولا تنس أنني تلك التافهة التي تقوم بكل ذلك بكل العطف والحنان.
وإذا ما أُتيحت لها فرصة العمل أجادت وأتقنت وأدارات
يا لها من ضعيفة ملكت كل الدنيا أيتها الملكة في كل مكان عيدك ليس تلك الزينات والبالونات، عيدك مزين بجنة من الرحمن لك يا كل أم في أجمل أعياد الدنيا
كل عام وكل أم بخير وسعادة
التعليقات مغلقة.