بكروس…
مها حيدر
بكروس
صاحت الأم بدهاء : أنقذوني .. أنقذوني.
هرع الجميع مسرعين لنجدتها ..
سألها زوجها بلغة حادة : ما بكِ ؟!
- لاشيء ، فقط أردت المزاح معكم ،
تعلمون كم باتت الأيام مملة ومكررة .
ضحك الأب : ها . ها . ها - أمي .. ! لم اكن أعلم إنكِ ماهرة بهذا الشكل !!
- اخجلتني يابني ها . ها . ها
وذهبت الأم الى غرفة أبنتها وقد عادت للتو خفية.. - مرحبًا يا أبنتي .. لقد تأخرتِ .
- أعتذر جدًا ، هل أكتشف الأمر؟
-لا.لا تخافي ، خدعته بكذبة بيضاء ، كيف حال صديقتك؟ - الحمدلله أنها بخير.
- يا إبنتي … تعلمين أن والدك مصاب بمرض بكروس ، الذي سيحوله شيئا فشيئا الى وحش.
- لكن يا أمي لم يمنعني أبي من زيارتها في المشفى أنها مريضة جدًا ، نحن صديقتان ولا شأن لنا بالخلاف الذي حصل بين أبي وأبيها.
سكتت الأم وعادت إلى اعداد الطعام لكي تنسى ما تخشاه.
صاح الأب بصوت مخيف : أين العشاء يا زوجتي ؟ أنا جائع . - أنه جاهز … تفضل
مد الأبن يده فخرشها الأب بقسوة.
-لا تمد يدك ، هذا الطعام لي فقط. - لماذا؟ أنه كثير.
- ما شانك ، هيا أغرب عن وجهي.
ذهب الأبن الى غرفته والحزن والأحباط لا يفارقانه ، وفي الليل طرقت الأم الباب لكي تقدم له الطعام لأنه بكل تاكيد جائع ، لكنه لم يفتح لها ، فقامت بفتحه بدلًا منه . - يا الهي … ما زال الوقت مبكرًا… لماذا يصيبه بكروس ؟!!
التعليقات مغلقة.