الوعد تأليف : محمد كسبه
قصة قصيرة
تزوجت من كاتب و مفكر ، كرست حياتها كلها له ، لم تهتم بمغريات الحياة ، كل سعادتها كانت حين تشاهده في لقاء تليفزيوني يعرض أفكاره العظيمة على الجمهور ، كما كانت تعتقد .
الطريق للسعادة ليس سهلا كما أخبرها ، في الحقيقة هو لم يكن مؤهلا للزواج لا ماديا و لا حتى وجدانيا ، فهو يعجبه الواقع بكل ما فيه من أشخاص و أحداث و مواقف يعيشها ، يعتبر نفسه شاهدا على الحياة و موثقا للواقع و موضحا لما يجب ان يكون عليه .
ذات مرة لمحها تخرج من إحدى المكتبات المجاورة لشقته ، استوقفها ليعرف مدى اعجاب القراء بأفكاره .
نظرت إليه و كأنها أمسكت النجوم و شعرت بسعادة بالغة حين التقت به .
تعددت بينهما اللقاءات و أقنعته بالزواج ، رغم أن الفكرة ليست جيدة بالنسبة له ، لكنه وافق ان يخوض التجربة .
عاشا معا عمرا طويلا بسعادة غير كاملة ، كانت تتمنى أن تنجب منه و تصير أما ، أما هو فلا تشغله الدنيا و زينتها ، فقط التأليف و المعرفة ، و مواكبة الأحداث كل شغله الشاغل .
خرجت زينة ذات مساء لتشترى ما يلزمها ، فجأة ناداها رجل خمسيني وسيم .
أستاذة زينة : هل من الممكن أن أتحدث مع حضرتك ؟
ما هو الموضوع ؟ و من أنت ؟
ابتسم ، انا الأستاذ ياسر صاحب المطبعة التي تطبع كتب زوجك .
اعتذر ليس لدي مال ثمن طباعتك للكتب ، ثم إن مبيعات الكتب بسبطة جدا و لم تحقق لنا أرباح طوال حياتنا ، اعتذر لن أدفع لك .
سيدتي زوجك ليس مدان لي ، أنا أريد الزواج بك .
زواج أي زواج أنا أرملة ولا أريد الزواج لا منك و لا من غيرك ، و قد اتفقت مع زوجي أني سأعيش معه للأبد و سأخلص له ، و أنا على وعدي معه إلى أن أموت .
استأذن حضرتك .
بالطبع تفضلي ؛ لكن وعدك له قد انتهى ، و أنت الآن حرة .
لأ أنا لست حرة ، فأنا أحبه و افتقده جدا ، و حين أموت سألتقى به في الجنة و نعيش معا .
هل تسمح لى بالإنصراف ؟
نعم تفضلي ؛ لكن سألتقي بك ثانية .
لم نلتقي ؟
سأعطيك أرباح مبيعات كتب زوجك .
يا لك من انسان محترم و أمين .
في اليوم التالى ذهبت زينة إلى الأستاذ ياسر في المطبعة .
السلام عليكم ، أريد الأرباح و يجب أن أراجع الكشف التفصيلي بنفسى .
و عليكم السلام يا سيدتي الجميلة .
أسعدني وجودك في مطبعتى المتواضعة ، تفضلي عشرة آلاف و مائتي و خمسون جنيها لاغير .
اخذ يتمتم و هى تحصي المبلغ – ارباح !!! زوجك مديون بألفى جنية
التعليقات مغلقة.