في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 684 ” أبان بن سعيد بن العاص بن أمية “..” المهاجر طيلة حياته ” –1
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 684 ” أبان بن سعيد بن العاص بن أمية “..” المهاجر طيلة حياته ” –1
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
يقول “صحابة رسولنا”.. لا خلاف في نسبه أنه قرشي أموي من بني أمية..
هو أبان بن سعيد بن العاص بن أمية.. وأمه هند بنت المغيرة بن عبد الله.. وقيل: صفية بنت المغيرة؛ عمة خالد بن الوليد بن المغيرة.. ويجتمع هو ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في عبد مناف.. أي في تسلسل النسب..
ثانيا.. في إسلامه رضي الله عنه..
يروى أنه كان سبب إسلامه أنه خرج تاجرًا إلى الشام.. فلقي راهبًا فسأله عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وقال: إني رجل من قريش.. وإن رجلًا منا خرج فينا يزعم أنه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أرسله مثل ما أرسل موسى وعيسى.. فقال ما اسم صاحِبِكُمْ؟ قال: محمد.. قال الراهب: إني أصفه لك.. فذكر صفة النبي صَلَّى الله عليه وسلم وسنه ونسبه.. فقال أبان: هو كذلك.. فقال الراهب: والله.. ليظهرنَّ على العرب.. ثم ليظهرنَّ على الأرْضِ.. وقال لأبان: اقرأ على الرجل الصالح السلام.. فلما عاد إلى مكة سأل عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم.. ولم يقل عنه وعن أصحابه كما كان يقول.. وكان ذلك قبيل الحديبية.. ثم إن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سار إلى الحديبية.. فلما عاد عنها تبعه أبان فأسلم وحسن إسلامه.
وفي رواية.. قال عبد الله بن عَمْرو بن سعيد بن العاص: كان خالد بن سعيد وعَمروُ بن سعيد قد أسلما وهاجرا إلى أرض الحبشة.. وأنه أقام غيرهما من ولد أبي أُحَيْحَةَ سعيد بن العاص على ما هم عليه ولم يُسْلِموا..
حتى كان نَفِيرُ بدرٍ.. فلم يتخلف منهم أَحَدٌ فخرجوا جميعًا في النفير إلى بَدْرٍ.. فَقُتِل العاصُ بن سعيد عَلَى كُفْرِه.. قتله عليّ بن أبي طالب.. وعُبَيْدة بن سعيد وقتله الزبير بن العوام..
وأفلت أبان بن سعيد.. فجعل خالد وعَمْرو يكتبان إلى أبان بن سعيد ويقولان: نُذِكركَ الله أن تموت على ما مات عليه أبوك.. وعَلَى ما قُتِل عليه أخواك.. فيغضب من ذلك ويقول: لا أُفارِق دين آبائي أبدًا..
وأقام أبان بن سعيد على ما كان عليه بمكةَ على دين الشرك.. حتى قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. الحُدَيْبِية.. وبعث عثمانَ بنَ عفان إلى أهل مكة.. فتلقَّاه أبان بن سعيد فأجاره حتى بلّغ رسالةَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وقال في ذلك شعرا:
أَسْبِلْ وَأَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ أَحَدًا .. بَنُو سَعِيدٍ أَعِزَّةُ الحَـرَمِ .. .. ونذكر هنا أن عثمان بن عفان كان أمويا..
وكانت هدنة الحديبية.. وأقبل خالدٌ وعمرٌو ابنا سعيد بن العاص من أرض الحبشة في السَّفِينَتَيْن.. وكانا آخر من خرج منها.. وكان مع خالد وعَمْرو أهلُهما وأولادُهما..
فلما كان بالشُّعَيْبَة أرسلا إلى أخيهما أبان بن سعيد وهو بمكة رسولًا وكَتَبا إليه: يدعوانه إلى اللهِ وحدَهُ وإلى الإسلام فأجابهما.. وخرج في إثرهما حتى وافاهما بالمدينة مُسْلِمًا..
ثم خرجوا جميعًا حتى قدموا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. بخيبر سنة سبع من الهجرة.. فأسلم أبان بين الحديبية وخيبر.. وكانت الحديبية في ذي القعدة من سنة ست.. وكانت غزوة خيبر في المحرم سنة سبع..
ثالثا.. في رواية في إسلام أبان وفي جهاده..
وقيل أنه أسلم قبل خيبر وشهدها.. وهو الصحيح على ما يبدو..
لأنه قد ثبت عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعث بأبان بن سعيد بن العاص في سرية من المدينة.. فقدم أبان وأصحابه على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر.. ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بها..
ولما صدر الناس من الحج سنة تسع.. بَعَثَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص إلى البحرين عاملًا عليها.. فسأله أبان أن يُحَالِفَ عَبْدَ القَيس فأذن له في ذلك.. وقال يا رسول الله: اعهد إِلَىَّ عهدًا في صَدَقاتِهم وجِزْيَتِهم وما تَاجَرُوا به.. فأمَرَهُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. أن يأخذ من المسلمين ربع العشر مما تاجروا به.. ومن كل حَالمٍ من يهودي أو نصراني أو مجوسيّ دينارًا الذكر والأنثى..
وكتب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. إلى مجوس هَجَر يعرض عليهم الإسلام.. فإن أَبَوا عرض عليهم الجزية بأن لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم.. وكتب له صدقات الإبل والبقر والغنم على فرضها وَسُنَّتها كتابًا منشورًا مختومًا في أسفله..
قال أبو بكر بن عبد الله بن أبي جَهم: خرج أبان بن سعيد بن العاص بلوَاء معقودٍ أبيض وراية سوداء يحمل لواءَه رافع مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فلما أشرف على البحرين تَلَقَّته عبدُ القيس حتى قَدِمَ عَلَى المنذر بن سَاوَى بالبحرين..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
الصورة.. طوبى لكتبة الوحي ولجامعي القرآن..
التعليقات مغلقة.