موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“الإبداع بين ألوية الحماسة وزفرات الصبر ” دراسة نقدية تحليلية لقصيدة “صيحة النصر “للشاعر “بشير أبو سالم ” نقد وتحليل “أسامــة نــور”

571

“الإبداع بين ألوية الحماسة وزفرات الصبر ” دراسة نقدية تحليلية لقصيدة “صيحة النصر “للشاعر “بشير أبو سالم ” نقد وتحليل “أسامــة نــور”

مرحبًا بكم مبدعينا الكرام في حلقة جديدة، وقصيدة جديدة
في برنامجكم :-. ” قصيــدة ونقـــد”
معنا الليلة قصيدة “صيحة النصر “للشاعر بشير أبوسالم .
في انتظار تعليقاتكم وآرائكم حول القصيدة والنقد..

“صيــــحةُ النصــــــر”
“بشيــــر أبـوســـــالـم


إن المراد بصرختي ليس العـويلَ
وإنـما تنهـــــيدة الصــــبر الطويــلْ.
ليـس الصـراخ نـتاج ضـعفٍ إنمـا
هي غضبةٌ هدمت جدار المستحيلْ.
هي صيحة المظلوم تعلو داخلي
هي وثبةٌ للخيل يصحبها الصهـيلْ.
هي قفـزة الأحــرار ترقـى للعــلا
حتى يُقَبل رأسَــها ثغــــرُ النخـيلْ.
واللهِ لو علـم الطغـــاة بثــورتي
لتساقطوا رعبًا ولم يجـدوا البديلْ.
ولصـار سيـدهم أسـيرَ ضراوتي
ولقدَّمــوا أكفــانهم قبل الرحـــيلْ.
ولصـار أقواهـم كمثـل ضعيفهم
فالكـــل عنـدي حينها عبــدٌ ذليـلْ.
ولظـــل أعلاهــم يئــن لصيحتي
حتى أراه كمــثل فـأرٍ تحت فيـــلْ.
ولأصعــــقنَّ بصيـحـتي آذانــــهم
وليسكــننَّ عيــونَهم ليـــلٌ كحـــيلْ.
ولأهـــدمـنَّ بمعـــولي أوكــارهــم
حتى يقـول جميعهم : أين السبـيلْ.
ولأقطـفنَّ رؤوســـهم بســواعـدي
ولينســفنَّ جبالَهــم عـــــزمٌ قلـــيل.
ولأحبـسنَّ زعيمــهم في قبضتي
ولأنصــفنَّ زعيمنا الحــــر الأصــيلْ.
ولأطلقــنَّ يــد الأُســـــارى عُنــوةً
في يوم زحفٍ لن يكـون له مثيــلْ.
ولطـأطـأوا كــل الرؤوس لعــزتي
حتى ينالوا العفو والصفح الجمـيلْ.
وأظل أركض في البلاد وراءهــم
حتى يفـروا من أمامي ألـف مــيلْ.
ولأسقـــينَّ كلابهــم كـأس الـرَّدَى
وأصون أحبابي بمــــاءٍ سلســــبيلْ.
ويطوف اِسمي في البـلاد مزلزلًا
عرشَ الطغاة مداويًا قلـــبَ العليلْ.
وأكـــون للأنفــاس عطــرًا يُقتنى
أنشودةَ الأحرار جيلًا بعـــد جيـــلْ.



النقد والتحليل :-


مقدمة :-
تعددت أغراض الشعر ، لكنه يبقى معبرًا عن النفس البشرية
وما يرتبط بها من مشاعر وأحاسيس، يعبر به الشاعر عن خلجات نفسه ، وأفكاره ،ومايدور في واقعه ،وتأثير ذلك الواقع عليه.
ارتبط الشعر بذاتية الشاعر ،وعمقه النفسي والشعوري
وقدرته على صياغة مشاعره وأفكاره ببراعة ، وبلاغة
بحيث يؤثر في الآخر .
وارتبطت الحماسة بالشعر منذ القدم ، فصال الشعراء وجالوا
معبرين عن هذا الغرض الشعري الرصين .
فنجد الحماسة في الشعر الجاهلي ، بل نجد المعلقات الشعرية التي تدور حول الحماسة ،وإن تداخل معها أغراض أخرى كالفخر والعزل والمديح ، لكن كانت الحماسة المحرك الأول فيها .
وعندما تذكر” الحماسة ” تقفز للأذهان معلقة عنتره بن شداد التي مطلعها :-
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم
وكذلك معلقة عمرو بن كلثوم التي مطلعها …..
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِينَـا وَلاَ تُبْقِي خُمُـورَ الأَنْدَرِينَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيهَـا إِذَا مَا المَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَـا
وثم نذكر المتنبي ،وبيته الشهير في الفخر والحماسة :-
الليل والخيل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم ..
وأبو تمام في ( ديوان الحماسة )
حيث جمع فيه أشهر قصائد الحماسة ..
ثم يأتي الشاعر “محمود سامي البارودي “شاعر السيف والقلم
ليعيد لنا الحماسة والفخر فيقول :-
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ
فَإِنَّمَا هُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَمَلِ
فَبَادِرُوا الأَمْرَ قَبْلَ الْفَوْتِ وَانْتَزِعُوا
شِكَالَةَ الرَّيْثِ فَالدُّنْيَا مَعَ الْعَجَلِ
وارتبط شعر الحماسة بالفخر ، ليحركا السكون الداخلي ،والخارجي ،كمحاولة للاستفاقة ،وشحذ الهمم ، والتوجيه نحو هدف سامٍ نبيل ؛ لذلك نجد شعر الحماسة
يتغنى بالقيم ،والأخلاق الرفيعة ،يتغنى بالعزة والإباء ، والشجاعة والفروسية، وبالثقة بالنفس والعفة ، وبالكرم والأخلاق.
……؛؛؛؛……..
** “في ماهية العنوان “
العنوان يكشف مضمون النص ؛ فهومدخل رئيس له ..لذلك
نجد العنوان هنا ( صيحة النصر ) عنوان مباشر ، لكنه يتناسب مع الغرض ، يتكون العنوان من كلمتين” صيحة “
وقعت خبرًا لمبتدأ محذوف تقديره هي “والنصر مضاف إليه
فالصيحة هنا من أجل الحث على النصر ؛لاستنهاض الهمم ،والثبات ، فالشاعر يستصرخ فينا الحماسة ،وعوامل النصر ، وللكلمتين صدى في النفس فالصيحة تشد الانتباه ،وتوحي بالأهمية ، والضرورة ،( وكلمة النصر) ، تعيدنا للمجد والرفعة ، تجعلنا نسترجع الماضي ،ونقيم الحاضر ،وننظر للمستقبل ،
إنها صيحةٌ للَمِّ الشتات ، وترتيق الممزق ،ووحدة الهدف .
لذلك جاء العنوان مناسبًا لغرض النص ” الحماسة والفخر”
——-؛؛؛؛؛؛؛——–
** من حيث الشكل والموسيقى الخارجية :-
كتب الشاعر النص على الشكل العمودي ؛فهو يلتزم الوزن والقافية ..وقد التزم بحر” الكامل التام “
“متفاعلن ،متفاعلن ، متفاعلن ” وما يناسبه من زحافات وعلل
وبحر الكامل من البحور الجزلة الممتدة الغنية بالتنغيم ، وتناسب الفخر والحماسة ، ويناسب ترديد الأصوات القوية .
التي يستخدمها الشاعر للتعبير عن الحماسة ،
وقد استخدم الشاعر التدوير في البيت الأول وهو وصل الشطر الأول بالثاني عروضيًا .وهو ضرورة شعرية تتناسب هنا مع الحماسة ،والدفقات السريعة وزيادة النفس.
كما لجأ الشاعر إلى تحريك ألف الوصل في اسم لاستقامة الوزن .
الموسيقى فيقول الشاعر :-
إن المراد بصرختي ليس العـويلَ
وإنـما تنهـــــيدة الصــــبر الطويــلْ.
ليـس الصـراخ نـتاج ضـعفٍ إنمـا
هي غضبةٌ هدمت جدار المستحيلْ.
ونلحظ في مطلع القصيدة تناسب الوزن مع اللغة القوية الجزلة ..
ونلحظ حرف الروي هنا اللام الساكن الحركة ،وقبله ردف “الياء” والقافية هنا مقيدة مردوفة وقد التزم الضرب علة التذييل ، والتذييل هو زياده ساكن على تفعيلة متفاعلن في الضرب فتصبح متفاعلانْ وهي علة جائزة في ضرب الكامل
وحرف اللام من الحروف اللسانية ومن صفاته الجهر ،التوسط،والانفتاح ، الاستفال.
ويدل على الأسي ،والحزن والتحدي ..
لهذاجاء الوزن والروي مناسبين لغرض النص ،ولعاطفة الشاعر.
—–؛؛؛؛؛——
**”من حيث اللغة والمضمون والتجربة الشعرية “
استخدم الشاعر اللغة الجزلة ،والمفردات القوية المؤثرة التي تتناسب مع الحماسة ،وتتوافق معها ،وتشكل الدراما، وتتابع الجو النفسي والشعوري لدى الشاعر ، وتعكس الحالة الشعورية ،وتجربته الشعرية ،فالشاعر هنا يعبر في بداية النص عن صراخه ، وعن صبره الدفين بداخله .
وقداستخدم “السوسيولوجيا”التي تعتمد على الفعل ،والحركة من منطلق ذات الشاعر الفاعلة ، والراغبة في التمرد والتغيير
فيقول:-
إن المراد بصرختي ليس العـويلَ
وإنـما تنهـــــيدة الصــــبر الطويــلْ.
ليـس الصـراخ نـتاج ضـعفٍ إنمـا
هي غضبةٌ هدمت جدار المستحيلْ.
هي صيحة المظلوم تعلو داخلي
هي وثبةٌ للخيل يصحبها الصهـيلْ.
فنجد مفردات ..صرخة ..غضبة ، ،..هدمت جدار المستحيل ،
وثبة للخيل ..
وكلها مفردات حماسية، حماسة داخلية مثل بركان يفور في عمق الأرض ، ويهدئ الصبر فورانه ..
إنه يعبر هنا عن حالة عامة ، عن “اللاشعور الجمعي هو مخزون
ذكريات الماضي والحاضر ، والمشاعر المكبوتة عند الإنسان.
في رأي “كارل جوستاف يونغ”
وعلى ذلك فالشاعر في صراع بين مشاعر الحماسة ،والفخر والرغبة في التمرد على الواقع ،وكشف الظلم والزيف والانتصار للحق، وبين الصبر الذي لا يملك سواه ..
فصرخته صرخة داخلية مكبوتة ،تعبر عن مدى الألم النفسي .
والمعاناة التي يعيشها.لذاك يكرر الشاعر هي غضبة ،هي صيحة هي وثبة ،هي قفزة .وفي ذلك تدرج منطقي للحالة الشعورية وربطها بالفعل التخيلي أو الواقعي .فالغضب ثم الصراخ والرفض،ثم رد الفعل المتمثل في الوثوب..ثم التحرر الداخلي والخارجي بالحصول على الرضا النفسي ، بتحقيق النصر ،والحرية.
فيقول :-
هي قفـزة الأحــرار ترقـى للعــلا
حتى يُقَبل رأسَــها ثغــــرُ النخـيلْ.
حماسة ،وحراك داخلي يحيله الشاعر إلينا ؛لنشاركه ونتجاوب معه
ثم يقسم الشاعر علي شدة ثورته ، ومدى الغضب الداخلي حتى أن الطغاة لو علموا بثورته لتساقطوا خوفًا ،ورعبًا
وهنا نرى جواب القسم ، وتكرار العطف عليه ؛مما يدل على مدى ثورة الشاعر .
فيقول:-
واللهِ لو علـم الطغـــاة بثــورتي
لتساقطوا رعبًا ولم يجـدوا البديلْ.
ولصـار سيـدهم أسـيرَ ضراوتي
ولقدَّمــوا أكفــانهم قبل الرحـــيلْ.
ولصـار أقواهـم كمثـل ضعيفه
فالكـــل عنـدي حينها عبــدٌ ذليـلْ.
ولظـــل أعلاهــم يئــن لصيحتي
حتى أراه كمــثل فـأرٍ تحت فيـــلْ.
ثم يقرر هو المضي في عزيمة وإصرار معبرًا عن رغبة حقيقيةٍ
في المقاومة والصمود والتغيير ، مستخدمًا لام التأكيد ،ونون التأكيد الثقيلة ، والفعل المضارع الدال على التجدد الاستمرار
والمستقبل ..
فيقول شاعرنا:-
ولأصعــــقنَّ بصيـحـتي آذانــــهم
وليسكــننَّ عيــونَهم ليـــلٌ كحـــيلْ.
ولأهـــدمـنَّ بمعـــولي أوكــارهــم
حتى يقـول جميعهم : أين السبـيلْ.
ولأقطعن رؤوســـهم بســواعـدي
ولينســفنَّ جبالَهــم عـــــزمٌ قلـــيل.
لاحبسنَّ زعيمــهم في قبضتي
ولأنصــفنَّ زعيمنا الحــــر الأصــيلْ.
ولأطلقــنَّ يــد الأُســـــارى عُنــوةً
في يوم زحفٍ لن يكـون له مثيــلْ.
إنها الحماسة ،في أوج صورها ،إنه تغيير الواقع ، والبحث عن
الحرية والفضيلة ، فالشاعر هنا يسعى عن طريق التخطيط العكسي ، لخلق أطر التغيير ،وتكوين مسارات التأثير .
ويستمر الشاعر في ثورته وغصبه وحماسته ،وصرخته المكبوتة حتى نهايتها ..فيقول :-
ولطـأطـأوا كــل الرؤوس لعــزتي
حتى ينالوا العفو والصفح الجمـيلْ.
وأظل أركض في البلاد وراءهــم
حتى يفـروا من أمامي ألـف مــيلْ.
ولأسقـــينَّ كلابهــم كـأس الـرَّدَى
وأصون أحبابي بمــــاءٍ سلســــبيلْ.
ويطوف اِسمي في البـلاد مزلزلًا
عرشَ الطغاة مداويًا قلـــبَ العليلْ.
وأكـــون للأنفــاس عطــرًا يُقتنى
أنشودةَ الأحرار جيلًا بعـــد جيـــلْ.
استمرار في تصعيد الحالة بين الحماسة والفخر والوعيد ..
عن طريق المقابلات ، والشحن العاطفي الوجداني ،
وكأن” جيفارا ” يعيد صرخاته ، ويمشي الخطى في طريق الحرية والكرامة .
…………… ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ …………………….
** “الفنيات والأساليب والصور والموسيقى الداخلية “
يعبر الشاعر عن الحماسة والفخر ؛في محاولة لشحذ الهمم
وتأجيح المشاعر ، لهذا استخدم اللغة المباشرة الواقعية
المعبرة عن القوة والإباء والعزيمة والإصرار .
فخرجت القصيدة في نبضات شعورية قوية ، وزفرات متلاحقة ،سريعة ،وكأنها قرع الطبول .
**قد استخدم الشاعر الأساليب الخبرية للتقرير والتأكيد.
من الأساليب الخبرية :-
إن المراد بصرختي ليس العـويلَ فهو أسلوب للتأكيد
وكذلك “وإنـما تنهـــــيدة الصــــبر الطويــلْ”أسلوب قصر للتخصيص والتأكيد.
وكذلك في ليـس الصـراخ نـتاج ضـعفٍ “وفي
“هي غضبةٌ هدمت جدار المستحيلْ.”
وفي ” هي صرخة “و” هي قفزة “للتأكيد والتقرير .
وقد استخدام الأساليب الإنشائية لجذب الإنتباه ، وإثارة الذهن ، وبعث الحمية الذاتية وتحفيز النفس الشاعرة ، وكذلك إشراك المتلقي له والتجاوب معه ،
فنجد أسلوب القسم -وهو إنشاء غير طلبي يأتي للتأكيد – الذي كان له التوهج في النص وتعدد العطف على جوابه للتأكيد ..
فكان القسم محورًا تدور حوله القصيدة .
ويظهر ذلك في قوله :-
واللهِ لو علـم الطغـــاة بثــورتي
لتساقطوا رعبًا ولم يجـدوا البديلْ.
ولصـار سيـدهم أسـيرَ ضراوتي
ولقدَّمــوا أكفــانهم قبل الرحـــيلْ.
ولصـار أقواهـم كمثـل ضعيفهم
فالكـــل عنـدي حينها عبــدٌ ذليـلْ.
ولظـــل أعلاهــم يئــن لصيحتي
حتى أراه كمــثل فـأرٍ تحت فيـــلْ.
فنجد أسلوب القسم يتكون من أداة القسم “الواو”والمقسم به هو لفظ الجلالة ” الله” وجواب القسم ” لتساقطوا ،وقد تكرر العطف عليه” لصار سيدهم ، لصار أقواهم ، ولظل أعلاهم.” وبدأ الجواب بالفعل الماضي لذلك جاء مؤكدًا باللام
ويستمر جواب القسم في قوله :-
ولأصعــــقنَّ بصيـحـتي آذانــــهم
وليسكــننَّ عيــونَهم ليـــلٌ كحـــيلْ.
ولأهـــدمـنَّ بمعـــولي أوكــارهــم
حتى يقـول جميعهم : أين السبـيلْ.
ولأقطـفنَّ رؤوســـهم بســواعـدي
ولينســفنَّ جبالَهــم عـــــزمٌ قلـــيل.
ولأحبـسنَّ زعيمــهم في قبضتي
ولأنصــفنَّ زعيمنا الحــــر الأصــيلْ.
ولأطلقــنَّ يــد الأُســـــارى عُنــوةً
ونلحظ واو العطف ،والفعل المضارع المؤكَد باللام ونون التوكيد الثقيلة ..
ونجد أسلوب الاستفهام الذي يدل على التعجب والحيرة والحسرة في قوله ” أين السبيل “؟!
—-؛؛؛—–
استخدم الشاعر الصور الحسية الجزئية ، في قالب من القوة والصرامة ،والتأكيد ؛ لتزيد شعور الفخر والحماسة ، وقذف الرعب والرهبة في قلب العدو .
ونجد ذلك في قولة :-“تنهـــــيدة الصــــبر الطويــلْ.”/ “هي غضبةٌ هدمت جدار المستحيلْ.”نلاحظ قوة الصورة وانفجارها ، /”وثبةٌ للخيل يصحبها الصهـيلْ./ قفـزة الأحــرار ترقـى للعــلا/” يُقَبل رأسَــها ثغــــرُ النخـيلْ.”/ولأقطـفنَّ رؤوســـهم بســواعـدي/ولينســفنَّ جبالَهــم عـــــزمٌ قلـــيل./
ولأحبـسنَّ زعيمــهم في قبضتي/ولأنصــفنَّ زعيمنا الحــــر الأصــيلْ/” ولأقطـفنَّ رؤوســـهم بســواعـدي”
صور حسية قوية تحمل الوعيد والأماني ، يفتخر الشاعر بنفسه ،وبقوة عزيمته ، ويقلل من شأن أعدائه ،ويظهر وهنهم
وضعفهم . ويستمر في ذلك التصوير التتابعي الجزئي المتسلسل ..حتى نهاية النص فيقول :-
ولأسقـــينَّ كلابهــم كـأس الـرَّدَى/وأصون أحبابي بمــــاءٍ سلســــبيلْ/ويطوف اِسمي في البـلاد مزلزلًاعرشَ الطغاة/ مداويًا قلـــبَ العليلْ./وأكـــون للأنفــاس عطــرًا يُقتنى/
أنشودةَ الأحرار جيلًا بعـــد جيـــلْ/.
صور قائمة على التقابل ، والتمني ، فجاءت قوية معبرة عن الحالة والغرض ..
وقد استخدم الشاعر فيها الدقة في التصوير ،والمشهدية العالية ،والتوازن التركيبي ، والثنائيات والمقابلات مثل الظلام والنور ،”وكأس الردى ، وماء سلسبيل “مزلزلًا
عرشَ الطغاة ، ومداويًا قلـــبَ العليلْ”. اعتمدت على الفعل المضارع للتعبير عن الحركة والتجدد والاستمرار .
وكذلك الرمز في قوله “ثغر النخيل ” فالنخيل رمز العزة والسمو الكبرياء ” والخيل رمز للفروسية والشجاعة والأصالة . وكذلك “فأر ، وفيل “
——-؛؛؛؛؛؛———-
واستخدم الشاعر من المحسنات البديعية ما يظهر الحالة
فأكثر من الترادف والتضاد للتأكيد وتقوية المعني ،
فنجد الترادف في” هي وثبة ، هي قفزة “
“العفو ، والصفح ” ولأهدمنَّ، ولينسفنَّ
وكذلك التضاد في” صرختي ، تنهيدة “/” أقوالهم ، ضعيفهم “/ ولأحبسنَّ، ولاطلقنَّ/”وطاطاوا ،عزتي ” /” فأر ، فيل “.
واستخدام الجناس في” العويل، الطويل ” /” ليل ، كحيل “
كذلك التتابع اللفظي والحركي وحسن الترتيب الذي يعبر عن تصاعد الحالة والتجاوب معها في قوله “
“هي غضبة ،هي صيحة المظلوم.،هي وثبةٌ للخيل ،هي قفـزة الأحــرار ترقـى للعــلا”
واستخدام الفعل المضارع المؤكد باللام ونون التوكيد الثقيلة “ولأقطعن ،ولينســفنَّ ،لأحبسنَّ ،ولأطلقنَّ”
وقد اعتمدت الموسيقى الداخلية على الصور وتنوعها
،والمحسنات البديعية بجرسها الموسيقي ، وحسن التقسيم ، والجمل القصيرة المتناغمة ،وإيقاعها السريع الرنان ؛الذي يواكب الدفقات الشعورية القوية، والحماسة في النص .
——؛؛؛؛؛؛؛——-
***”المؤثرات داخل النص “
استخدم الشاعر الموثرات الحركية في اللفظ والصورة
مثل :- هدمت ، تعلو ،وثبة، قفزة، لتساقطوا رعبًا ،لقدموا أكفانهم، لأهدمن ، لاطلقن ، وكان لها الدور الأكبر في بنية النص .وفجاءت الصور “ديناميكية ” تتصاعد دراميًا.
ومن المؤثرات الصوتية :- صيحة تنهيدة ،الصهيل ،مزلزلاً،لأهدمن .
ومن مؤثرات الضوء” ليل كحيل “، لأصعقن “
——–؛؛؛؛؛؛؛؛———-
**تبقى من وجهة نظري :-
**الاعتماد على جواب القسم ،و تعدد العطف عليه أصاب النص ببعض الرتابة ووحدة النمط ، ومن سبل العرض والإقناع تغيير الوسيلة وطريقة العرض
وتنوع الأساليب ؛ لجذب المتلقي وتفاعله وجدانيًا ،وذهنيًا مع النص.
** كلمة “كل” الأصل فيها ملازمة الإضافة ؛ فلم ترد في القرآن الكريم معرفة بالألف واللام . وقد أجاز بعض النحاة والمولدين إلحاق ألف ولام بها..
ولكني أرى الأصح والأفصح استخدامها دون التعريف بالألف واللام ..
——–؛؛؛؛؛؛؛؛؛———
** قصيدة رائعة ؛ اتسمت بالحركة والتناغم الصوتي ، والإيقاع الموسيقي السريع الرنان ،والصور الحسية المعبرة والتماس مع المتلقي ؛فحققت الإبداع والإمتاع.
تحياتي أســامــة نــور
———–؛؛؛؛؛———–
— with ‎أسماء البيطار‎ and 99 others.

التعليقات مغلقة.