موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 688 ” أبان بن سعيد بن العاص بن أمية “..” المهاجر طيلة حياته ” –5

92

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 688 ” أبان بن سعيد بن العاص بن أمية “..” المهاجر طيلة حياته ” –5

سادسا.. في اختلاف التراجم في سيرته.. (منقول) .. نكمل..

واسمعوا هذه الرواية.. حسب أسد الغابة – قال سعيد بن العاص: لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد.. وكان ولي صدق.. وإنه خرج تاجراً إلى الشام فمكث هنالك سنة.. ثم قدم علينا.. وكان شديد السب لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شديد الحرد عليه.. فلما بلغني قدومه خرجت حتى جئته.. فكان أول ما سأل عنه أن قال: ما فعل محمد؟ فقال عمي عبد الله بن سعيد: هو والله أعز ما كان قط.. وأعلاه أمراً.. والله فاعلٌ به وفاعل.. فسكت ولم يسبه كما كان يفعل.. وقام القوم فمكث ليالي.. ثم أرسل إلى سراة بني أمية وقد صنع لهم طعاماً. فلما أكلوا قال: ما فعل رسول الله محمد؟ قالوا: فعل الله به وفعل.. وقد أكثرت من السؤال عنه فما شأنك؟ فقال: شأني والله أني ما أرى شراً دخلتم إلا دخلت فيه.. ولا شراً وخيراً تركتموه إلا تركته ولم أره خيراً.. تعلمون أني كنت بقرية يقال لها بامردى وكان بها راهب لم ير له وجه مذ أربعين سنة.
فبينا أنا ذات ليلة هنالك إذا النصارى يطيبون المصانع والكنائس ويصنعون الأطعمة ويلبسون الثياب فأنكرت ذلك منهم فقلت: ما شأنكم؟ قالوا: هذا راهب يقال له: بكا.. لم ينزل إلى الأرض ولم ير فيها منذ أربعين سنة.. وهو نازل اليوم.. فيمكث أربعين ليلة يأتي المصانع والكنائس وينزل على الناس. فلما كان الغد نزل فخرجوا.. واجتمعوا.. وخرجت فنظرت إليه فإذا شيخ كبير.. فخرجوا وخرج معهم يطوف فيهم.. فمكث أياماً.. وإني قلت لصاحب منزلي: اذهب معي إلى هذا الراهب.. فإني أريد أن أسأله عن شيء فخرج معي حتى دخلنا عليه فقلت: لي إليك حاجة فاخلني فقام من عنده فقلت: إني رجل من قريش.. وإن رجلاً منا خرج فينا يزعم أن الله عز وجل أرسله مثلما أرسل موسى وعيسى.. فقال: ممن هو؟ فقلت: من قريش.. قال: وأين بلدكم؟ قلت: تهامة ثم مكة قال: لعلكم تجار العرب أهل بيتهم.. قلت: نعم.. قال: ما اسم صاحبك؟ قلت: محمد.. قال: ألا أصفه لك ثم أخبرك عنه؟ قلت: بلى.. قال: مذ كم خرج فيكم؟ قلت: منذ عشرين سنة أو دون ذلك بقليل.. قال: فهو يومئذٍ ابن أربعين سنة! قلت: أجل..
قال: وهو رجل سبط الرأس.. حسن الوجه.. قصد الطول شئن اليدين.. في عينه حمرة.. لا يقاتل ببلده ما كان فيه.. فإذا خرج منه قاتل فظفر.. وظهر عليه.. يكثر أصحابه.. ويقل عدوه.. قلت: والله ما أخطأت من صفته ولا أمره واحدةً.. فأخبرني عنه.. قال: ما اسمك؟ قلت: أبان.. قال: كيف أنت أصدقته أم كذبته؟ قلت: بل كذبته.. فرفع يده فضرب ظهري بكفٍ لينة واحدة ثم قال: أيخط بيده؟ قلت: لا.. قال: هو والله نبي هذه الأمة.. والله ليظهرن عليكم.. ثم ليظهرن على العرب.. ثم ليظهرن على الأرض.. لو قد خرج. فخرج مكانه.. فدخل صومعته.. وتشبث الناس به وما أدخله صومعته غير حديثي.. فقال: اقرأ على الرجل الصالح السلام.. يا قوم ما ترون؟ قالوا: والله ما كنا نحسب أن تتكلم بهذا أبداً ولا تذكره.
قال سعيد: وبلغنا مكانه وسيره يريد باقي غزوة الحديبية. فلما رجع تبعه عمي فأسلم.

في وفاته رضي الله عنه.. أختلف في وقْتِ وفاة أَبان بن سعيد..
فقالَ ابنُ إسحاق: قُتِلَ أَبان وعمرو ابنا سعيد بن العاص يوم اليَرْمُوك.. ولم يتابع عليه ابن إسحاق.. ووافقه سيفُ بن عمر في كتابه “الفتوح”.. الذي اختلف المؤرخون فيما يؤخذ منه وما يرد..

ويقال أنه كانت اليرْمُوك يوم الاثنين لخمسٍ مضين من رَجَب سنة خمسة عشرة في خلافة عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه‏..

وروى موسى بن عُقبة.. وعمر بن عبد العزيز: قُتل أَبان بن سعيد يوم إجنادِين سنة ثلاث عشرة.. وهو قول مصعب والزّبير.. وأَكثر أَهل العلم بالنّسب.. وقال البرقي: إنه قتل يوم مَرْج الصُّفَّرِ..

وكانت موقعة إجنادِين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه قبل وفاةِ أبي بكر رضي الله عنه بدون شهر‏.. وموقْعَة مَرْج الصُّفْر في صَدْرِ خلافة عُمَر سنة أربع عشرة.. وكان الأمير يوم مَرْج الصُّفَّر خالدَ بن الوليد.. وكان بإجنادِين أُمراء أَربعة: أَبو عبيدة بن الجراح.. وعمرو بن العاص.. ويزيد بن أَبي سفيان.. وشُرحبيل ابن حسنة.. كلٌّ على جُنْده‏..وقيل: إن عمرو بن العاص كان عليهم يومئذ.. وهذه رواية الاستيعاب في معرفة الأصحاب..

قال أبو حسان الزيادي في روايته: مات سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان..

ومما يدل على أنه تأخّرت وفاتهُ عن خلافة أبي بكر ما روى النعمان بن بُزُرْج قال:
لما تُوفي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم.. بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن.. فكلّمه فيروز في دمِ داذويه الذي قتله قَيْس بن مكشوح.. فقال أبان لقيس: أقتلْتَ رجلًا مسلمًا!؟ فأنكر قيس أن يكونَ داذويه مسلمًا.. وأنه إنما قتله.. بأَبيه وعمّه؛ يعني ثأرا لهما.. فخطب أبان فقال:
( إنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد وضع كلَّ دمٍ كان في الجاهلية.. فمن أحدث في الإسلام حدَثًا أخذناه به) .. يعني أنه وجب القصاص منه.. ثم قال أبان لقيس: إلحَقْ بأمير المؤمنين عمر.. وأنا أكتب لك أني قضيْتُ بينكما.. فكتب إلى عُمر بذلك فأَمضاه.. وقال البَغَوِيُّ: لا أعلم لأبان بن سعيد مسندًا غيره..

ويقول ابن منظور.. في مختصره عن تاريخ دمشق في رواية..
لما توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أبو بكر أبان بن سعيد بن العاص إلى اليمن.. فكلمه فيروز في دم داذويه فقال: إن قيساً قتل عمي غدراً على عدائه.. وقد كان دخل في الإسلام.. وشارك في قتل الكذاب..
فأرسل أبان يعلى بن أمية إلى قيس فقال: اذهب فقل له: أجب أبان بن سعيد.. فإن تردد فاضربه بسيفك..
فقدم عليه يعلى.. فقال: أجب الأمير أبان.. فقال له قيس: أنت ابن عمي فأخبرني لم أرسل إلي؟
فقال له: إن ابن الديلمي كلمه فيك أنك قتلت عمه رجلاً مسلماً على عدائك.. أي بثأرك..
قال قيس: ما كان مسلماً لا هو ولا أنا.. وكنت طالب ذحل قد قتل أبي وقتل عمي عبيدة وقتل أخي الأسود.. فأقبل مع يعلى..
فقال أبان لقيس: أقتلت رجلاً قد دخل في الإسلام.. وشارك في قتل الكذاب؟ قال: قدرت أيها الأمير.. فاسمع مني:

أما الإسلام فلم يسلم لا هو ولا أنا.. وكنت رجلاً طالب ذحل.. وأما الإسلام فتقبل مني وأبايعك عليه..

وأما يميني فهذه هي لك بكل حدث يحدثه كل إنسان من مذحج. قال: قد قبلنا منك..

فأمر أبان المؤذن أن ينادي بالصلاة.. وصلى أبان بالناس صلاة خفيفة.. ثم خطب فقال:
( إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد وضع كل دم كان في الجاهلية فمن أحدث في الإسلام حدثاً أخذناه به )
ثم جلس.. فقال: يابن الديلمي.. تعال خاصم صاحبك واختصما..
فقال أبان: هذا دم قد وضعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا نتكلم فيه..
وقال أبان لقيس: إلحق بأمير المؤمنين يعني عمر.. وأنا أكتب لك أني قضيت بينكما..
فكتب إلى عمر أن فيروز وقيساً اختصما عندي في دم داذويه فأقام قيس عندي البينة أنه كان في الجاهلية فقضيت بينهما..
قلت (الراوي): وذكره البُخَارِيُّ في ترجمته مختصرًا.. ورجّح ابنُ عبد البر القول الأول.. ثم ختم الترجمة بأن قال: وكان أبان هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان على زَيْد بن ثابت.. أمرهما بذلك عثمان.. ذكر ذلك الزَّهْرِيُّ.. وقال: ويؤيد هذا قول من زعم أنه تُوُفِّيَ سنة تسع وعشرين هجرية..

وقال ابن سعد: وهو كلامٌ يقتضي التناقضَ والتدافع؛! ذلك لأن عثمان إنما أمرَ بذلك في خلافته.. فكيف يعيش إلى خلافة عثمان مَنْ قُتل في خلافةِ أبي بكر.؟ بل الرواية التي أشار إليها ابن عبد البر روايةٌ شاذة بعيدة عن الآخرين وتفرّد بها نعيم بن حماد.. عن الدَّرَاوَردي..

والمعروفُ أن المأمورَ بذلك سَعِيد بن العاص بن سعيد بن العاص.. وهو ابنُ أخي أبان بن سَعِيد.. كما تقدم..
.. أراكم غدا إن شاء الله تعالى..
كل عام وحضراتكم بخير.. رمضان كريم

التعليقات مغلقة.