موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

فقه التناغم عند حسان ثابت…أحمد بدوى العميد

242

فقه التناغم عند حسان ثابت…أحمد بدوى العميد

فقه التناغم عند حسان ثابت

بأي نفَسٍ شعرِيٍّ قلتَ هذا البيت يا حسان !!

وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَمَّدٍ
وَلا مِثلُهُ حَتّى القِيامَةِ يُفقَدُ

صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

هكذا قرأ علينا سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه، أصدق بيت فى الرثاء، من قصيدته الخالدة، العالية المقام :

بَطَيبَةَ رَسمٌ لِلرَسولِ وَمَعهَدُ
مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَدُ

وَلا تَنْمَحي الآياتُ مِن دارِ حُرمَةٍ
بِها مِنبَرُ الهادي الَذي كانَ يَصعَدُ

وَواضِحُ آثارٍ وَباقي مَعالِمٍ
وَرَبعٌ لَهُ فيهِ مُصَلًّى وَمَسجِدُ

بِها حُجُراتٌ كانَ يَنزِلُ وَسطَها
مِنَ اللَهِ نورٌ يُستَضاءُ وَيوقَدُ

مَعارِفُ لَم تُطمَس عَلى العَهدِ آيُها
أَتاها البِلى فَالآيُ مِنها تُجَدَّدُ

عَرِفتُ بِها رَسمَ الرَسولِ وَعَهدَهُ
وَقَبراً بِها واراهُ في التُربِ مُلحِدُ

ظَلَلتُ بِها أَبكي الرَسولِ فَأَسعَدَت
عُيونٌ وَمِثلاها مِنَ الجِفن تُسعَدُ

تَذَكَّرُ آلاءَ الرَسولِ وَما أَرى
لَها مُحصِيًا نَفسي فَنَفسي تَبَلَّدُ

مُفَجَّعَةً قَد شَفَّها فَقدُ أَحمَدٍ
فَظَلَّت لِآلاءِ الرَسولِ تُعَدِّدُ

وَما بَلَغَت مِن كُلِّ أَمرٍ عَشيرَهُ
وَلَكِنْ لِنَفسي بَعدُ ما قَد تَوَجَّدُ

أَطالَت وُقوفًا تَذرِفُ العَينُ جُهدَها
عَلى طَلَلِ القَبرِ الَذي فيهِ أَحمَدُ

فَبورِكتَ يا قَبرَ الرَسولِ وَبورِكَت
بِلادٌ ثَوى فيها الرَشيدُ المُسَدَّدُ

وَبورِكَ لَحدٌ مِنكَ ضُمِّنَ طَيِّبًا
عَلَيهِ بِناءٌ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدُ

تَهيلُ عَلَيهِ التُربَ أَيدٍ وَأَعيُنٌ
عَلَيهِ وَقَد غارَت بِذَلِكَ أَسعُدُ

لَقَد غَيَّبوا حِلمًا وَعِلماً وَرَحمَةً
عَشِيَّةَ عَلَّوهُ الثَرى لا يُوَسَّدُ

وَراحوا بِحُزنٍ لَيسَ فيهِم نَبيُّهُم
وَقَد وَهَنَت مِنهُم ظُهورٌ وَأَعضُدُ

يُبَكُّونَ مَن تَبكي السَمَاواتُ يَومَهُ
وَمَن قَد بَكَتهُ الأَرضُ فَالناسُ أَكمَدُ

وَهَل عَدَلَت يَوماً رَزِيَّةُ هالِكٍ
رَزِيَّةَ يَومٍ ماتَ فيهِ مُحَمَّدُ

تَقَطَّعَ فيهِ مُنزَلُ الوَحيِ عَنهُمُ
وَقَد كانَ ذا نورٍ يَغورُ وَيُنجِدُ

يَدُلُّ عَلى الرَحمَنِ مَن يَقتَدي بِهِ
وَيُنقِذُ مِن هَولِ الخَزايا وَيُرشِدُ

إِمامٌ لَهُم يَهديهِمُ الحَقَّ جاهِدًا
مُعَلِّمُ صِدقٍ إِن يُطيعوهُ يَسعَدوا

عَفُوٌّ عَنِ الزَلَّاتِ يَقبَلُ عُذرَهُم
وَإِن يُحسِنوا فَاللَّٰهُ بِالخَيرِ أَجوَدُ

وَإِن نابَ أَمرٌ لَم يَقوموا بِحَملِهِ
فَمِن عِندِهِ تَيسيرُ ما يَتَشَدَّدُ

فَبينا هُمُ في نِعمَةِ اللَّٰهِ وَسطَهُم
دَليلٌ بِهِ نَهجُ الطَريقَةِ يُقصَدُ

عَزيزٌ عَلَيهِ أَن يَجوروا عَنِ الهُدى
حَريصٌ عَلى أَن يَستَقيموا وَيَهتَدوا

عَطوفٌ عَلَيهِم لا يُثَنِّي جَناحَهُ
إِلى كَنَفٍ يَحنو عَلَيهِم وَيَمهَدُ

فَبَينا هُمُ في ذَلِكَ النورِ إِذ غَدا
إِلى نورِهِم سَهمٌ مِنَ المَوتِ مُقصَدُ

فَأَصبَحَ مَحمودًا إِلى اللَّٰهِ راجِعًا
يُبَكِّيهِ حَقُّ المُرسِلاتِ وَيُحمَدُ

وَأَمسَت بِلادُ الحُرم وَحشًا بِقاعُها
لِغَيبَةِ ما كانَت مِنَ الوَحيِ تَعهَدُ

قِفارًا سِوى مَعمورَةِ اللَّحدِ ضافَها
فَقيدٌ تُبَكِّيهِ بَلاطٌ وَغَرقَدُ

وَمَسجِدُهُ فَالموحِشاتُ لِفَقدِهِ
خَلاءٌ لَهُ فيهِ مَقامٌ وَمَقعَدُ

وَبِالجَمرَةِ الكُبرى لَهُ ثَمَّ أَوحَشَت
دِيارٌ وَعَرْصاتٌ وَرَبعٌ وَمَولِدُ

فَبَكِّي رَسولَ اللَهِ يا عَينُ عَبرَةً
وَلا أَعرِفَنْكِ الدَهرَ دَمعَكِ يَجمَدُ

وَما لَكِ لا تَبكينَ ذا النِّعمَةِ الَّتي
عَلى الناسِ مِنها سابِغٌ يَتَغَمَّدُ

فَجودي عَلَيهِ بِالدُموعِ وَأَعوِلي
لِفَقدِ الَذي لا مِثلُهُ الدَهرُ يوجدُ

وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَمَّدٍ
وَلا مِثلُهُ حَتّى القِيامَةِ يُفقَدُ

أَعَفَّ وَأَوفى ذِمَّةً بَعدَ ذِمَّةٍ
وَأَقرَبَ مِنهُ نايِلًا لا يُنَكَّدُ

وَأَبذَلَ مِنهُ لِلطَريفِ وَتالِدٍ
إِذا ضَنَّ مِعطاءُ بِما كانَ يُتلَدُ

وَأَكرَمَ صيتًا في البُيوتِ إِذا انتَمىٰ
وَأَكرَمَ جَدًّا أَبطَحيًّا يُسَوَّدُ

وَأَمنَعَ ذِرواتٍ وَأَثبَتَ في العُلىٰ
دَعائِمَ عِزٍّ شامِخاتٍ تُشَيَّدُ

وَأَثبَتَ فَرعًا في الفُروعِ وَمَنبِتًا
وَعودًا غَذاهُ المُزنُ فَالعودُ أَغيَدُ

رَباهُ وَليدًا فَاستَتَمَّ تَمامُهُ
عَلى أَكرَمِ الخَيراتِ رَبٌّ مُمَجَّدُ

تَناهَت وصاةُ المُسلِمينَ بِكَفِّهِ
فَلا العِلم مَحبوسٌ وَلا الرَأيُ يُفنَدُ

أَقولُ وَلا يُلفىٰ لِما قُلتُ عائِبٌ
مِنَ الناسِ إِلَّا عازِبُ العَقلِ مُبعَدُ

وَلَيسَ هَوايَ نازِعًا عَن ثَنائِهِ
لَعَلِّي بِهِ في جَنَّةِ الخُلدِ أَخلَدُ
(وفى رواية؛ أُخلدُ لما لم يسمَّ فاعله)

مَعَ المُصطَفى أَرجو بِذاكَ جِوارَهُ
وَفي نَيلِ ذاكَ اليَومِ أَسعى وَأَجهَدُ
…………….
وهي الصورة الثانية من بحر الطويل المقبوض عروضًا وضربًا
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

………………….

_وهو من الدائرة العروضية الأولى، دائرة المختلف :

على الترتيب فى الدائرة

• الطويل _ مستعمل
• ‏المديد _ مستعمل
• ‏المستطيل _ مهمل
• ‏البسيط _ مستعمل
• ‏المُمْتد _ مهمَل

والتي تساوي رقمِيًّا (العروض الرقمي_ خشان خشان) :

3 2 3 4 3 2 3(3) . 3 2 3 4 3 2 3(3)

والتى من المستحيل أن يتجاور فيها الوتد(3) مع(وتد) آخر؛ فأصله سببان خفيفان 2 2 .

والتي يدخل فيها الزحاف مصيبًا الوحدة الصوتية الثانية ، من إيقاع التفعيلة الأولى من صدر البيت الأول، والتفعيلة السابعة من عجزه، متناغمًا متساويًا مع القيمة البلاغية والشعورية بالقبض، فتنخفض القيمة من
3 2 : 3 1
‏فعولُن = فعولُ
‏ليقف النطق على الساكن الكامن المطروح مجازًا، وكأنك تطلق صرخة هائلة، ولما يتوقفْ أثرها ومداها؛ لمست هذا الأثر فى السباعية التى تكفلَت باحتواء الصدى وهو معنى الفقد، فتكون (الطلعة) الحقيقية للمعنى هى القبْض (الساكن المحذوف) الذي يمثل طرف الخيط، وحلقة الربط بين المعنى والإيقاع العَروضيهذا إن وُجِد وله ضوابط بلاغية تقام عليها الآن أبحاث، لأصل إلى نسبية عَروضية أسأل الله أن تتم على خير.
‏ثم يأتي معنى البعث والنشر فى كلمة (القيامة)، فتجد على المستوى اللفظي أن تفعيلة (فعولُن) تضافرت مقبوضة باحتواء وعائها الرقمي (3 1) لفظة (قيام) المجردة من التعريف والتأنيث.
‏أستشعر وكأن حسان رضي الله عنه أتى بـ(حتى)؛ ليأتي بالغاية التى يتسع معناها وهي (القيام)،
‏ وتأتي (ما) النافية فى مطلع القصيدة؛ لتفتح لنا آفاقًا بلاغية جديدةً، وتقولَ لنا:
‏بعيدًا عن الأسلوب الذي أمثلهُ وتأكيد المعنى فى الصدر، فهناك ما تمثل التحقيق والإرساء وتمام المعنى فى العجُز، وهى (حتى)، ولو استبدل الشاعر هذه الكلمة بـ(إلى) لَما اتفق المعنى مع عِظم ومكانة رسول أشرف الخلق والمرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
‏تتجلى آيات العلم، والاتزان اللغوي، والفقه الدقيق عند شاعر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فى الإيقاع واللغة، باستخدام (حتى) وقيمتها العروضية كاملة بحيث لا يمكن أبدًا استبدالها بـ (إلى) وقيمتها العروضية ناقصة لأن الغاية لا تحتمل إلا التمام.

ومرورًا بكلمة (حتى) وما بعدها من تحقيق.
‏لنا وقفة مع قول الله تعالىٰ:
‏”إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ” الأعراف/ 40 .

والجمل فى الآية بمعنى الجمل، الذكر الناضج بهيئته ومواصفاته وصفاته، وهذا كلام لا يقوله إلا خالق، فما بعد (حتى) يكون للتحقيق، والله سبحانه وتعالى هو القادر عليه.
يقول العلماء :
(وهذا ما يطمئن إليه قلبي من التفاسير)

‏يتكون جسم الجمل الناضج من تريليون تريليون خلية، والخلية تتكون من ملايين الجزيئات، والجزئ الواحد يتكون من ملايين الذرات، والجمل كبير حجمًا نتيجة دوران الإليكترونات حول النُّواة، فلو توقف الدوران ستجذب النواة إليكتروناتها، فيتلاشى الفراغ الذري حيث كان قبل التلاشي لا مادة ولا طاقة ليكون على هيئة شعرة بطول 8 سم وسمكها جزء من خمسين جزء من الملليمتر، دون أن يفقد جرامًا واحدًا من كتلته، وهذه الفرضية الجدَلية يعرفها الفيزيائيون.

دمتم فى حفظ الله ورعايته

بقلم /
أحمد بدوى العميد

التعليقات مغلقة.