في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 695 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب” –8
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 695 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب.. إلا من تاب” –8
عاشرا.. عود إلى مواقف تضع عمرو بن معدي كرب في كتب وأحاديث الخالدين..
لما توفي النبي صَلَّى الله عليه وسلم ارتد عَمْرو.. وذكر ذلك سَيْفٌ بن عمر في كتابه “الرِّدَّة”..
وأن المهاجر بن أبي أمية أسر عَمْرو بن معد يكرب.. فأرسله إلى أبي بكر.. فعاود الإسلام..
وفي صحبته قال الخَطِيبُ في “المتَّفِق والمُفْتَرِق”: يقال: إنّ له وفادة: وقيل لم يَلْقَ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ وإنما قدم إلى المدينة بعد وفاته.. وحضر القادسية.. وأبْلَى فيها..
وروينا في “مَنَاقِب الشَّافعي” لمحمد بن رمضان بن شاكر: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.. حدثنا الشافعي.. قال: وَجَّه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عليًّا.. وخالد بن سعيد إلى اليمن؛ فبلغ عمرو بن معد يكرب ما قِيل في جماعةٍ من قومه.. فقال لهم: دَعُوني آتِ هؤلاء القوم؛ فإني لم أسمَّ لأحدٍ قط إلا هابني..
فلما دنا منهما قال: أنا أبو ثَوْر.. أنا عمرو بن معد يكرب.. فابتدرَاه.. كلّ منهما يقول خَلِّني وإياه.. يريد كل منهما أن يقتله أو يجدع أنفه.. فقال عمرو: العرَبُ تفزَّع بي.. وأراني لهؤلاء جزَرًا؛ فانصرف.. وقد تقدم..
وأخرج مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ في “تاريخه”.. مِنْ طريق خلاد بن يحيى.. عن خالد بن سعيد.. عن أبيه.. قال: بعث النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن.. وقال له: “إِنْ مَرَرْتَ بِقَرْيَةٍ فَلَمْ تَسْمَعْ أَذانًا فَاسْبِهِمْ”.. فمرّ ببني زُبيد فلم يسمع أَذانًا فسباهم.. فأتاه عَمْرو بن معد يكرب فكلمه فيهم.. فوهبهم إياه.. فوهب له عَمْرٌو سيْفَه الصَّمْصاَمة.. فتسلّحه خالد بن سعيد؛ فقال له عمرو: على صَمْصَامَة السيفِ السلامُ في أبيات له.. وقد ومدح عَمْرو بن معد يكرب خالدَ بن سعيد بقصيدةٍ وقد أشرْتُ إليها في ترجمة خالد
[[ثبت في ديوان عمرو بن معد يكرب أنه مدح خالد بن سعيد بن العاص لما بعثه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم مصدّقًا عليهم بقصيدة يقول فيها: فَقُلَتْ لِبَاغِي الخَيْرِ إِنْ تَأْتِ خَالِدا نُسَرَّ وَتَرْجِعْ نَاعِمَ البَالِ حَامِدا[[.. منقولا من ترجمة خالد بن سعيد بن العاص “الإصابة في تمييز الصحابة”..
((قدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم في وفد مُرَاد.. لأَنه كان قد فارق قومه سعدَ العشيرة ونزل في مُرَاد.. ووفد معهم إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم.. فأَسلم معهم.. وقيل: إِن عمرًا قدم في وفد زبيد قومه.. والله أَعلم.. وكان إِسلامه سنة تسع..
وفي روايته قال الواقدي: سنة عشر. ولما أَسلموا عادوا إِلى بلادهم.. فلما توفي النبي صَلَّى الله عليه وسلم ارتدَّ مع الأَسود العَنْسي.. فسار إِليه خالد بن سعيد بن العاص فقاتله.. فضربه خالد على عاتقه.. فانهزم.. وأَخذ خالد سيفه الصِّمْصَامة.. فلما رأَى عمرو قدومَ الإِمداد من أَبي بكر رضي الله عنه إِلى اليمن.. عاد إِلى الإِسلام.. ودخل على المهاجر بن أَبي أُمية بغير أَمان.. فأَوثقه وسيرَّه إِلى أَبي بكر.. فقال له أَبو بكر:
(أَما تستحيي! كلّ يوم مهزوم أَم مأْسور! لو نصرتَ هذا الدين لرفعَك الله!)
قال: لا جَرَم لأُقبِلَنَّ ولا أَعود.. فأَطلقه ورجع إِلى قومه.. ثم عاد إِلى المدينة)) حسب أسد الغابة..
حادي عشر.. ما روى معي كرب من حديث غي المناسك..
((قال: أخبرنا عبد الله بن الزبيري الحميدي قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا إسماعيل عن قيس قال: شهدتُ الأشعث وعمرو بن معديكرب وقَعَ بينهما كلام في المسجد.. قال: فقال له الأشعث: والله لئن جئتك لَأُضَرِّطَنّك.. فقال له أبو ثور عمرو بن معديكرب: كلا.. والله إنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعة.. قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال: حدّثني أبي عن عَمرو بن شمر عن أبي طَوق عن شرَحبيل بن القعقاع أنه قال: سمعتُ عمرو بن معديكرب يقول: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا في الجاهلية نقول.. وأنشد:
لَـبّـَيـْكَ تعظيما إليك عذرا هـذي زُبَـيد قـد أتـتـك قسرا
تـقـطـع من بين عَضَاه سمرَا تَـعْـدُو بـهـا مُـضـمّـرات شُـزْرَا
يقطعن خَبتًا وجِبَالا وعْـرَا قد تَرَكوا الأوثَان خِلْوًا صِفرَا
فنحن والحمد لله نقول اليوم كما علمنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..
فقلت: يا أبا ثور وكيف علمكم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟
قال: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمدَ والنعمةَ لك والملك.. لا شريك لك.. وكنا نمنع الناس أن يقفوا بعرفات في الجاهلية.. فأمرنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. أن نخلي بينهم وبين بطن عرفة.. وإنما كان موقفهم ببطن محسر عشية عرفة فرقًا أن نتخطفهم.. وقال لنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “إنما هم إذا أسلموا إخوانكم”.الطبقات الكبير.
أخرج ابْنُ سَعْدٍ وَالبَغَوِيُّ.. والهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْب.. والزبير في الموفقيات.. والطبراني.. وابن منده.. من طريق شَرْقي بن قُطامي.. عن أبي طلق الغامدي.. عن شراحيل بن القعقاع.. عن عَمْرو بن معد يكرب.. قال: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا قلنا: لَبَّيْكَ تَعْظِيمًا إلَيْكَ عُذْرَا هَذِي زُبَيدٌ قدْ أتَتْكَ قَسْرَا ** يَقْطَعْنَ خَبْتًا وَجِبَالًا وعْرَا
الحديث.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.