موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

شهيد السواد قصة قصيرة بقلم د. ابراهيم مصري النهر

394

شهيد السواد قصة قصيرة بقلم د. ابراهيم مصري النهر


تزوج من فتاة من يراها يُفتن بجمالها؛ بيضاء البشرة، حوراء العينين، ممشوقة القوام.
ضرب حولها بسياج شائك من الغيرة، سلّط عليها عينيّ أمه كاميرا مراقبة لا تغفل عنها لحظة، تظل تتابعها حتى يغلبها النعاس ليلا وتنام .
يحبها حبا زادت خميرة غيرته؛ على خلاف عادة أهل الريف حبسها في بيتها، باب بيته دائما موصد، يحضر لها كل ما تحتاجه، حتى دلاء الماء يملؤها لها قبل أن يذهب إلى حقله، ضاقت ذرعا بهذا الخناق؛ طلبت منه يوما أن يبني لها خلف البيت حوشا تربي فيه بعضا من الطيور.. وكان لا يرفض لها طلبا.. بنى خلف البيت حوشا؛ جداره ليس عاليا وبدون سقف.

في ليلة عاد متأخرا، فتح الباب بصوت مفصلاته الصدئة؛ سمع دبيب أقدام خلف البيت، استدار مسرعا إلى هناك، فرأى سوادا يعدو وسرعان ما اختفى بين أسدال الظلام.
أوجس خيفة، أخذت تتقاذفه الظنون في غياهبها وتأرجحه بين أمواجها المتلاطمة، بدأت أنياب الشك تبرز من فكي وحش الغيرة، لاسيما عندما دخل ووجد زوجته يقظة ومرتبكة في خدرها.

لم يمر وقت طويل إلا وتكرر نفس المشهد بنفس السيناريو وعن غير قصد منه.
كما يقولون ”لعب الفأر في عِبِّه“ بل لعب في مخه أيضا.

في هذه المرة لم يتغافل الأمر كسابقتها، دخل حانقا وصب جام غضبه على زوجته وصفعها على وجهها مزمجرا: يا خائنة.
اقتادها إلى بيت أبيها.
تدخل بعض الأقارب للإصلاح بينهما، عرفوا سبب غضبها وأرجعوها إلى بيتها بعد أن لاموا الزوج على صنيعه، تناقل نساء القرية الخبر معقّبين عليه بأن الرجل جنّ جنونه، وأن غيرته على زوجته الجميلة ”هاتلحس“ مخه.

تكرر المشهد كلاكيت للمرة الثالثة على التوالي، تردد ….. ماذا يفعل، احتار في أمره، قرر أخيرا أن يراقب البيت من بعيد ويؤكد ما رأه بأم عينه، وظنه الناس ”تهيّؤات“.

تخفّى بعيدا، جاء السواد، تسلق سور الحوش وقفز بالداخل.
غلى الدم في عروقه، احمرت أوداجه، تطاير الشرر من عيونه، تقدم بأقدام ثابتة ليثبت خيانتها، ويثبت أيضا سلامة عقله، ويعرف مع من تخونه.
تسلق السور ضبطهم متلبسين، عرف السواد بعد أن أزال عن وجهه اللثام، يا ليته ما عرفه لقد كانت طعنة أخرى في صدره شلّت أعضاءه، وشهادة زور تُؤكّد جنونه.
تسلل السواد أمام عينيه بكل بجاحة، انهال على زوجته ضربا، تعالت صرخاتها تطلب الاستغاثة وانقاذها من بين براثن زوجها المجنون، ركضت القرية صوب صراخ الاستغاثة، وركض معهم السواد، تقدم ليخلصها، أمسك الزوج بتلابيب ثيابه، وأحكم القبضة حول عنقه وهو يهذي: الخائن عشيق الخائنة.
تبين للناس بمنطقهم جنونه، زجوا به في غرفة من بيته وأحكموا غلقها، يدخلون له الطعام من نافذتها، عندما يراهم يصرخ بأعلى صوته: والله لست مجنونا.
ولكن، هيهات.. هيهات.

التعليقات مغلقة.