في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/696 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب..إلا من تاب”–9
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/696 “عمرو بن معد يكرب الزبيدي”..”يا فارس العرب..إلا من تاب”–9
حادي عشر.. ما روى معي كرب من حديث في المناسك.. نكمل..
عن شراحيل بن القعقاع.. عن عَمْرو بن معد يكرب.. قال: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا قلنا: لَبَّيْكَ تَعْظِيمًا إلَيْكَ عُذْرَا هَذِي زُبَيدٌ قدْ أتَتْكَ قَسْرَا ** يَقْطَعْنَ خَبْتًا وَجِبَالًا وعْرَا.. الحديث كما رواه.. وفيه:
وكنا نمنع الناسَ أن يقِفُوا بعرفة.. ونَقِف ببطن مُحَسِّر يمنة عرفة.. فَرَقًا من أن يتخطَّفنا الجن..
فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “أجِيزُوا بَطْنَ عَرفَةَ.. فَإنَّما هُمْ إذَا أسْلَمُوا إخْوَانُكُم” . قال: فعلَّمنا النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم التلبية: “لبيك اللهم لبيك…” إلى آخرها.. واللفظ الطبراني.
وقال في “الأوْسَطِ”: لم يَرْوِه عن شَرْقي إلا محمد بن زياد. وأخرجه ابن منده مِنْ طريق أحمد بن محمد بن الصلت.. عن محمد بن زياد.. فخالف السند الأول؛ فقال عن شرقي.. عن أبي الزبير.. عن جابر.. قال: سمعت عَمْرو بن معد يكرب. وابن الصلت متروك..
وقال يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: حدثنا إسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي أوَيْسٍ.. حدثنا أبي عن عَمْرو بن شمر.. عن أبي طوق.. عن شرحبيل.. كذا قال عمرو بن شمر فيهما.. وقال عَبْدُ الغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ: اسْمُ أبي طلق الغامدي عدي بن حنظلة؛ وله حديث آخر في فضل” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ” موقوف.. أخرجه الخرائطي في “مكارم الأخلاق”.. والدينوري في “المجالسة” بسندَيْن كلٌّ منهما واهٍ ـــ أن عمرو بن معد يكرب كان في مجلس عُمر بن الخطاب .. فذكره.)) حسب رواية الإصابة في تمييز الصحابة..
ثاني عشر.. في روايات في وفاته..
((كان فارس العرب مشهورًا بالشّجاعة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
أخرج الدُّولَابِيُّ عن أبي بكر الوجيهي.. عن أبيه.. عن أبي صالح بن الوجيه.. قال: في سنة إحدى وعشرين كانت وقعة نَهَاوَنْد.. فقتل النعمان بن مُقرِّن.. ثم انهزم المسلمون.. وقاتل عمرو بن معد يكرب يومئذ حتى كان الفتح فأثبتَتْه الجراحة فمات بقرية رُوذة..
قال الوجيهِيُّ: وأنشدني غيره في ذلك لدعبل بن علي الخزاعي: حسب رواية “الطويل”..
لَقَدْ عَادَت الرُّكْبَانُ حِينَ تَحَمَّلُوا *** بِرُوذَةَ شَخْصًا لَا جَبَانًا وَلَا غمْرَا
فَقُلْ لِزُبَيْدٍ بَلْ لِمَذْجِحَ كُلِّهَا رزئْتُمْ *** أبَا ثَوْرٍ قَريِعَ الوَغَى عَمْرَا
وفي رواية من طريق خَالِدِ بْنِ قَطَنٍ.. حدثني مَنْ شهد مَوْتَ عمرو بن معد يكرب:
( كان قد رقد.. فلما أرادوا الرحيلَ أيقظوه.. فقام.. وقد مال شقّه.. وذهب لسانُه.. فلم يلبث أنْ مات) ..
فقالت امرأته الجعفرية… فذكر البيتين المتقدمين..
وقال المرْزَبَانِيُّ: مات في خلافة عثمان بالفالج.. وقد جاوز المائة بعشرين سنة.. وفيه مبالغة..
وحكى أبُو عمرو أنه مات بالقادسية إمَّا قتيلًا وإما عطشًا.. وقيل: بل بعد وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين.
الراوي إبن الأثير: وقيل: إنه عاش بعد ذلك.. ففي كتاب “المعمرين” لابْنِ أبي الدنيا.. من طريق جُويرية بن أسماء.. قال: شهد صِفّينَ غَيْرُ واحد أبناء خمسين ومائة.. منهم عمرو بن معد يكرب.
وأخرج أحْمَدُ بْنُ سيارٍ.. وَعَمْرو بْنُ شَبَّةَ.. من طريق رُميح بن هلال.. عن أبيه: رأيت عمرو بن معد يكرب في خلافةِ معاوية شيخًا عظيمَ الْخِلقَة.. أعظم ما يكون مِنَ الرجال.. أجَشَّ الصوت.. إذا التفت التفت بجميع جَسده.)) الإصابة في تمييز الصحابة..
وأقاويل عديدة في وفاته.. لكن المشهور أن عمرو بن معد يكرب توفي بنهاوند مع طليحة بن خويلد والنعمان بن مُقَرِّن سنة 21هـ (641 م).. وقيل: قُتِلَ عطشاً يوم القادسية.. وقد رثته امرأة فقالت (بزيادة بيت)..
لَقَدْ غَــادَرَ الرُّكْبَــانُ يَـوْمَ تَحمَّـلُوا .. بِـرُوْذَةَ شَخْصاً لَا جَبَاناً وَلَا غمْرَا
فَقُـلْ لِزُبَيْـدٍ بِـلْ لِمَذْحِـــجَ كُلِّهَـا .. رُزِئتُـــمْ أَبا ثَـــوْرٍ قَرِيعَكُــم عَمْرا
فإن تجــرَّعوا لا تعني ذلكَ عَنكُــم .. ولكِــن سَلو الرَّحمن يُعقبكم صبرا..
وننقل في وداع “فارس العرب.. عمرو بن معدي كرب” أبياتا له.. وهو الشاعر الفوه..
وما من قَبيلٍ بين مَرٍّ وعالِجٍ *** وأَبيَنَ إلّا طامِحٌ في الطوامحِ
سوى أن أَصواتاً فَأعقُقَ لم يزل *** به أَنَسٌ من أهله غيرُ نازحِ
وجدنا به العَمرَينِ عَمرَو عُدَيَّةٍ *** وَعَمرَو بن عمرٍ وفي حِلالِ صُلاطِحِ
وجدنا بني عَمروٍ ثمانين فارساً *** تُجابِهُ عن وجهٍ من الليل كالِحِ
وكان العُدَائيّونَ تحتَ رماحِهم *** رماحِ بني عَمرٍ وغداةَ المَصابِحِ
مُصَافِّينَ أَصهاراً ورِحماً وَجِيرَةً *** وما كان فيهم فارسٌ غيرُ جانحِ
فلو كنتَ من أبناء عمرِو بنِ عامرٍ *** كَرُمتَ ولكن أنتَ من نسلِ جامِحِ.. ..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.