موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ” “على من أرفع الكفين ” للشاعر”وائــل هيبه ” …نقد وتحليل أسامة نور

162

دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ” “على من أرفع الكفين ” للشاعر”وائــل هيبه ” …نقد وتحليل أسامة نور

“الإبداع الدرامي ، وفنيات العبور النوعي”

دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ” “على من أرفع الكفين ” للشاعر”وائــل هيبه ” Wael Heeba
نقـد وتحليل أسـامــة نــور


النص :-
“على من أرفع الكفين “
شعر /وائل هيبة
رَجعتُ البيتَ فى يومٍ على وجهي
غبارُ الشارعِ الملآنِ بالآمالِ يغمرني
وكانَ هناكَ عندَ البابِ سياره
تسدُ البابَ فى الحاره
وفوقَ سريري المكسورِ
كانت تجلسُ إمرأةٌ
وكان جوارها رجلٌ
ويلبسُ حلةً بيضاءَ ناصعةً
وشالاً فوقهُ طوقٌ
أشاهدُ مثلهُ فى بعضِ أحيانٍ
على تلفازِ جارتنا
وفى يمناهُ يمسك سرةً
سوداءَ قاتمةً
وبالأموالِ يملأها
وعين أبي
بكل شراهة الحرمانِ ترقبها
وفى يسراه جوهرةٌ يقلبها
فقال أبي لأمي
قربي منها
فقالت بعض ألغازٍ
كأنى الآن أسمعها
وقالت إنني
فى الغدِ سوف أكون رائعةً
وهذا الكهلُ سوف يكون لى زوجا
سأملك عرش مملكةٍ
وفيها كل ما أهوى
وسرتُ إليهِ والأفراحُ خائفةٌ
وصرتُ إليهِ
والآمالُ فى ريبٍ مهلهلةٌ
فإني بنتُ عاشرةٍ
ولا أدري
وإن أزهرتُ فى جسدٍ
وبانَ الحسنُ فى صدري
وحين دخلت وكرَ الذئب طاردني
وأمسكني
وأسقطني
ومزقني
ليرقص بين أشلائي
أظافره
تُقطّعُ كل أجزائي
ولولا أن أسناناً له سقطت
لمزق كل أحشائي
وبعد الذبح ألقانى مفارقةً
لعنواني وأسمائي
ونام كجيفةٍ عفناءَ فوق الأرضِ منتفخاً
وصوت شخيرهِ
يعلو الذى قد كان من نزعي
وحين أفاق ألقاني إلي أمي تمرضني
فقالت إننى قد إمتُ من زوجٍ
وذاكَ الزوجُ طلقني
ويا عجبي
أهنتُ عليك يا أمي
ويا أبتي
أنا من كنت أغسلُ عنكما الأرجلْ
ولا أرضى لأمي ان ترى المرجل
أنا والله كنت أحبُ كسرتكمْ
وكنت أريد فاكهةً
ولو في العام مراتٍ قليلاتٍ
ولا أكثرْ
وكنتُ أكد والكفان في ألمٍ
ولا أشكو
وما طالبتكمْ يوماً بمدرسةٍ
وكم تاقت لها نفسي
فكيف أخالطُ الأطفالَ
بعد اليومِ كي ألهوْ
وأهل القريةِ الحمقاءَ
بالعزباءِ لن يرضوا
سأبقى الآن
قيد الحجرةِ الخشبيةِ الصغرى
فلا لي بينهم شمسٌ
ولا لي بينهم قمرُ
فلا تتظاهرى بالحزن يا أمي
فإنكِ من أعدَّ الذبحَ قرباناً
إلى صنمٍ فلا تبكي
وهيا وفرى دمعاتكِ الحمقاءَ
فى زيفٍ لفاجعتي
وإنى أحسبُ الأقدارَ
إن جاءتكِ ثانيةً
بمن يعطيك لي ثمناً
فأنت إليهِ بائعتي
وحتى دعوة المظلومِ
ما عادت بمقدرتي
ومنها أنتِ مانعتي
على من أرفعُ الكفينَ يا أمي
ويا أبتي
——-؛؛؛؛؛؛———
مقدمة :-
رغم تعدد فنون اللغة ،والأدب ،والتعبير يبقى للشعر وقع في النفس وتأثير أخاذ،وجاذبية ،ومتعة خاصة ؛ فهو بما يضم من فنيات ،ووجدان ، فكر ، يجعل المتلقي يتجاوب معه ويتماس ، ويستمتع بتلقي الشعر ويسعد به .
الشعر ذاتي ينبع من عاطفة الشاعر ،وقدرته على التعبير عن مشاعره وأحاسيسه ،في إطارمن الجماليات ،وفنيات الإبداع .
**فهل ينحصر دور الشعر والأدب على الاستمتاع فقط ،ويكون الفن للفن كما ذهب إلى ذلك ( كلايف بل ) في كتابه “الفن ” ؛فيكتب الشاعر عن نفسه ،وذاته ولا يأبه لمجتمعه وما يدور فيه ،
أم يكتب المبدع في قضايا المجتمع ؛ليكشفها وينبه إليها
كما تقول نظرية الفن للمجتمع ورائدها الفيلسوف” تين “
كما ذهب إلى ذلك الكاتب الروسي” ليو تولستوي “في كتابه
” ما الفن “
وفي رأيي :-” أن للشاعر والأديب دورًا في مكاشفة المجتمع ، وإظهار السلبيات التي يعانيها ، فالأدب مرآة المجتمع ..
والشاعر ليس مطالبًا بإيجاد حلول لقضايا المجتمع ،ولكنه مطالب بعرض هذه القضايا والتبصير بها، ويجب أن يحافظ على شاعريته ،وصياغة هذه القضايا في قالب من الفنيات وآليات الإبداع .
وفي رأيي أيضًا ” أن كل شاعر فيلسوف وليس كل فيلسوف شاعرًا “فالشاعر يحس ويشعر ،ينظر، ويتأمل ،ويتدبر .
ويفوق الفيلسوف في صياغة رؤيته وأفكاره ومشاعره في قالب فني محكم يجمع بين الإمتاع والإبداع .
——–؛؛؛؛؛؛؛؛———
**”في ماهية العنوان “
للعنوان أثر كبير على المتلقي ،فهو مدخل لقراءة النص ،وعامل جذاب له ؛فكلما كان العنوان مدهشـًا ،فيه طرافة ،حرك عند المتلقي الشغف للقراءة ..
وقد ذهب إلى ذلك الناقد الفرنسي “جيرار جينت “في كتابه عتبات النص ” كما يرى كثير من النقاد العنوان” نصاً مصغراً تقوم بينه وبين النص الكبير ثلاثة أشكال من العلاقات :
علاقة سميائية ،وعلاقة بنائية ،وعلاقة انعكاسية”
والعنوان هنا ” على مَن أرفع الكفين “
عنوان صادم يوحي بالظلم ،والقسوة ،والقهر
وعلى تعدد الجناه .على حرف جر ،ومَن اسم استفهام ، وأرفع فعل مضارع فاعله ضمير مستتر تقديره أنا، والفعل المضارع يفيد التجدد والاستمرار ، والكفين مفعول به منصوب بالياء،
تحمل صيغته معنى الاستفهام ،و يوحى بتعدد الجناة وتنوع ظلمهم ،
كما يوحى بالتعجب ومرارة النفس.
وصعوبة الدعاء على ظالم ، له قربى ،أو محبة .
العنوان بصيغته مشوق ،يدفع المتلقى للقراءة لمعرفة نوع الظلم وأسبابة، من الذين اشتركوا في الظلم ،والطرف المظلوم ..
وهنا ندخل في الإطار القصصي بفنياته.
———؛؛؛؛؛؛؛؛———–
**من حيث الشكل و الموسيقى الخارجية :-
كتب الشاعر النص على الشكل التفعيلي فقد التزم تفعيلة بحر الوافر ” مفاعلتن ” وتكرارها في السطر الشعر ي..
وبحر الوافر من البحور الصافية ،ولتفعيلته موسيقى عذبة
تلائم الجو الانفعالي والقلق ،والسرعة ، والحركي والتناغم الموسيقي .
وقد سمي الوافر بهذا الاسم ؛لوفور حركاته ، وهو من أكثر البحور استخداماً في الشعر العربي ..
** والقافية في الشعر الحر لم تختف بشكل نهائي في القصيدة الحرة ولكنها لم تعد شرطاً أساسيًا؛ لنجاح القصيدة ، فقد تنجح قصيدة من الشعر الحر؛ لم تلتزم بقافية موحدة ،وقد تنجح إذا التزمت بقافية موحدة .
إنَّ الشرط الأساسي لنجاح قصيدة الشعر الحر هو الموهبة الفطرية والقدرة علي استثمار إمكانات اللغة وأساليبها ،فالوزن لا يصنع شعراً فهو غير الإيقاع.
… والإيقاع في الشعر:- هو توظيف القدرات الصوتية للكلمة وتطويعها بين التغيير والتركيز ، بمعنى أن يكون الشاعر قادرًا على امتلاك حصيلة لغوية كبيرة ،ومعرفة مفردات اللغة ، ودلالة اللفظ ، وانسجامه الصوتي ،وبعده الرمزي ، وهذا يتوقف على ثقافة الشاعر ، وفكره، وحساسيته النفسية والفكرية ؛لتقبل فكرة القصيدة ،فالإيقاع في الشعر هو الذي ينسجم فيه المتلقي مع دلالات اللفظ و إيحاءاته الجميلة والذي يشكل مع الوزن والقافية إيقاعاً متكاملاً يعطي المتعة
للمتلقي

و الشاعر هنا لم يلتزم بالقافية الموحدة ،ولكنه التزم بقوافٍ منفصلة ..أو قريبة من السجع وهي اتفاق فواصل سطرين شعريبن ..
وقد أحدث ذلك مع تفعيلة الوافر موسيقى مطربة رقراقة ،
فيقول الشاعر في مطلع القصيدة :-
رجعتُ البيت في يومٍ على وجهي
غبار الشارع الملآنِ بالامالِ يغمرني
السطر الأول تكررت تفعيلة “مفاعلتن ” ثلاث مرات ..
في السطر الثاني تكررت أربع مرات ونلاحظ نهاية السطرين بياء النسب .
وكذلك في قوله؛-
وكان هناك عند الباب سياره
تسد الباب في الحارة
نجد تمكن الشاعر من موسيقى فجاءت في انسيابية ،بإيقاع سريع يناسب الحالة والجو النفسي والشعوري .
ونجد.ذلك في قوله :-
أنا من كنت أغسلُ عنكما الأرجلْ
ولا أرضى لأمي ان ترى المرجل
نلاحظ هنا انتهاء السطرين الشعريين باللام ، والجناس بين “الأرجل ،المرجل “مما أحدث جرسًا موسيقيًا رنانًا ..
———؛؛؛؛؛؛؛———–
**من حيث اللغة والمضمون والتجربة الشعرية “
النص تفعيلي من حيث الشكل ، إجتماعي من حيث المضمون ؛ فهو يناقش قضية زواج القاصرات في إطار من السرد والحوار والمشهدية ؛لهذا فقد عَبَرَ النص من الشعر إلى القصة والمسرحية ،فانصهرت هذه الأنواع الأدبية ..في نص جامع لها بخطاب أدبي مغاير تتوافق فيه فنيات ،وآليات أنواع مختلفة .
كما أن الشاعر يتقمص شخصية الآخر الأنثوي ، ويتعايش- في الخيال الشاعري- تجربته ، فهو الشاعر الذكر الذي استطاع عبور النوع مرتين :-
أولهما : في الكتابة عبر النوعية ..
وثانيهما :- من خلال التقمص وعبور نوعه الفسيولوجي فكرًا ووجدانًا ؛للتعبير عن قضية إجتماعية أنثوية ، بعمق ومشهدية ،وتأثير .
والكتابة عبر النوعية تحتاج إلى مقدرة عالية من المبدع ،ورغبته في تجاوز نوع أدبي ،ومزجه بأنواع أخرى في قالب فني يحقق الإبداع والإمتاع والإقناع ،ويجد تماسًا مع المتلقي ، وأثر أدبي لديه .
ولهذا فإن الكتاب عبر النوعية تحتاج إلى وعي ومهارة من المبدع .
** استخدم الشاعر اللغة السهلة القريبة من الحياة اليومية ، كما جاءت المفردات معبرة عن الحالة ،وتعكس الرؤية وتدل عليها بمؤثرات صوت حركية ، تتصاعد دراميـا..
واللغة هنا قريبة من لغة السرد فهو يجمع بين الشعر ،وبين لغة السرد القصصي.وخصائص القصة من شخوص ، وأحداث ،وحبكة درامية وإثارة وتشويق .
فالشاعر ..يعبر عن القصة شعرًا ؛فهو يكتب هنا عبر النوعية .
حيث يوجد تتداخل بين النص الشعري والقصة القصيرة ،
فالشاعر هنا استخدم الخطاب الأدبي الذي يجمع بين الشعر بموسيقاه وتلميحاته ،وصوره ،وبين القصة القصيرة بسردها وتفاصيلها ،وشخوصها ،وحبكتها الدراميةو مشهديتها ،
وبين المسرحية بجوارها .
(قد استخدم الشاعر هنا الحبكة الدرامية المتماسكة المتصاعدة ) ،
فاستخدم الشاعر كل ذلك من أجل إحداث فعل تواصلي مع المتلقي ،فأصبح النص جامعًا بين جماليات الشعر وفنياته وبين القصة وخائصها الفنية والأسلوبية ،فنتج عن ذلك” القصة الشاعرة”.أي التعبير عن قصة بأسلوب شاعري راقٍ حافل بالصور والرموز والصدق ..والإطار الموسيقى الخلاب وهذا مايسمى الكتابة عبر النوعية ،أو “ظاهرة العبور النصي “من وجهة نظري ؛فالنص عَبَر بأسلوبه ،وطريقة التعاطي الإيجابي إلى أنواع أدبية أخرى .
وقد أتقن الشاعر التعبير بحرفية عالية عن تجربة الآخر ،
ونقل الصورة بتسلسل درامي أخاذ فيه إثارة وتشويق ،وعمق شعوري ..
ونجد ذلك في قول الشاعرفي مطلع النص :-
رجعت البيت في يومٍ على وجهي
غبارُ الشارع الملآن بالامالِ يغمرني
وكان هناك عند الباب سياره
تسد الباب في الحاره ،
هنا مقدمة قصصية سردية ،ولكن في إطار شاعريى وتناغم موسيقي
ثم يكمل :-
وكانت تجلس امرأةٌ
وكان جوارها رجلٌ
ويلبس حلة بيضاء ناصعةً
وشالًا فوقه طوقٌ
أشاهد مثله في بعض أحيان
على تلفاز حلتنا
وفي يمناه يمسك سرة
سوداء قاتمة
وبالأموال يملأها
دخول في القصة بسرد رائع متقن ،ولغة مشوقة ، وموسيقى سريعة تناسب الحالة والقلق والحيرة ..ونلحظ هنا المعاناة والحاجة ويظهر في قوله ” سريري المكسور”
وقوله ” على تلفاز جارتنا”
ثم يكمل الشاعر:-
وعين أبي
بكل شراهة الحرمان ترقبها
وفي يسراه جوهرة يقلبها
فقال أبي لامي
قربي منها
فقالت بعض ألغاز
كاني الآن أسمعها
وقالت إنني في الغد
سوف أكون رائعة
هنا تصاعد درامي يُظهر “بداية المأساة وأسبابها “
فهذا الثري يريد الزواج من هذه الفتاة القاصر ،ويستغل الحاجة والفقر ، ونجد الحوار بين الأب والأم ،وبين الأم والضحية “
وهنا لاحظ محاولات الأم ؛ لإقناع ابنتها بهذا الزواج ، والإقناع قائم على العامل المادي الحسي فتقول لها:-
وقالت إنني :-
في الغد سوف أكون رائعة
وهذا الكهل سوف يكون لي زوجًا
سأملك عرش مملكةٍ
وفيها كل ما أهوى
طرق للإقناع ،وتنوع وسائله ..
ونصل إلى عمق المأساة ،والترجيديا في ماحدث لهذه الفتاة :-
فتقول :- سرت إليه والأفراح خائفة
وصرت إليه والأمال في ريب مهلهلة
فاني بنت عاشور
ولا أدري وان أزهرتُ في جسدٍ
وبان الحسن في صدري
وحين دخلت وكر الذئب طاردني
وامسكني ،وأسقطني، ومزقني
ليرقص بين أشلائي
أظافره
يستمر التصاعد الدرامي ،واستخدام
المفردات المعبرة ،ووالترتيب المنطقي والمشهدية العالية ،والمؤثرات الحسية الحركية .
ثم تعود البنت محملة بالخيبة ،والقهر النفسي
ونظرات أهل القرية لها .
فتلقي باللوم على الاب والأم
وأنها ضحيتهم ؛ فقد باعوها بضاعةً ؛ لجلب المال
فيقول الشاعر:-
ويا عجبي
أهنتُ عليك يا أمي
ويا أبتي
أنا من كنت أغسلُ عنكما الأرجلْ
ولا أرضى لأمي ان ترى المرجل
أنا والله كنت أحبُ كسرتكمْ
وكنت أريد فاكهةً
ولو في العام مراتٍ قليلاتٍ
ولا أكثرْ
وكنتُ أكد والكفان في ألمٍ
ولا أشكو
وما طالبتكمْ يوماً بمدرسةٍ
وكم تاقت لها نفسي
فكيف أخالطُ الأطفالَ
بعد اليومِ كي ألهوْ
وأهل القريةِ الحمقاءَ
بالعزباءِ لن يرضوا
سأبقى الآن
قيد الحجرةِ الخشبيةِ الصغرى
نجد استمرار المأساة ،والمرارة والتعبير السردي في قالب شعري مؤثر ؛يخترق الذات ،ويعبرعنها ، في إيقاع موسيقي عذب شاجٍ..باستخدام المؤثرات النفسية ، والحسية .
ورغم ذلك هي لا تستطيع الدعاء على من ظلمها ،
ليختم الشاعر النص خاتمة مؤثرة ، فتتساءل في تعجب وحسرة كيف ترفع كفيها على أمها وأبيها ؟!
فيقول الشاعر:-
وحتى دعوة المظلوم
ما عادت بمقدرتي
ومنها أنت مانعتي
على من أرفع الكفين يا أمي
وياأبتي..
نهاية مؤثرة لقصيدة قصصية اشتملت على فنيات الشعر ،وآليات القص…فجمعت بين الحسنيين.
———–؛؛؛؛؛؛؛————-
**”من حيث الأساليب ،والصور،وفنيات الإبداع “
استخدم الشاعر الأساليب التي تعكس الحالة،وتعمق رؤيته
للواقع ..وتصوره بدقة في مشهدية ، تحقق المتعة والتماس معها مع توافر الإثارة والتشويق.
لهذا استخدم الأساليب الخبرية ؛للتقرير والتأكيد والسرد والإنشائية ؛للتنبيه وجذب الإنتباه ،وإثارة الذهن .
ومن الأساليب الخبرية :- رجعت البيت /غبار الشارع الملآن بالامالِ يغمرني / وكان هناك عند الباب سيارة / كانت تجلس امرأة/ وهذا الكهل سوف يكون لي زوجًا /فاني بنت عاشور/ وتتعدد إلى نهاية القصيدة واني احسب الأقدار / ما عادت بمقدرتي “
ومن الأساليب الإنشائية :-
الأمر للالتماس في قربي منها / وهيا ./ وفري .
والنهي في قوله :- فلا تتظاهري بالحزن للسخرية .
والاستفهام.في قوله :-أهنت عليك ياأمي للتعجب والحسرة / فكيف أخالط الاطفال بعد اليوم كي ألهو؟!
للتعجب والحسرة والحيرة/على من أرفع الكفين خبري ؟!
للتعجب والحيرة ،والألم
والنداء في قوله :-وياعجبي نداء تعجبي / ياأمي وياأبتي النداء للاستعطاف ،وإظهار الحب والود /
ونقد كذلك القسم للتأكيد في :-
“أنا والله كنت أحب كسرتكم”
**الصور الجمالية :-
رغم أن النص دراما اجتماعية واقعية ، لكنه لم يخل من الصور المعبرة التي أظهرت الحالة ،ونسجت مع الأساليب مشهدية وإحساسًا وعمقًا فكريًا شعوريًا .وجاءت الصور كلية وجزئية ، سمعية مرئية .
ومنها :-غبار الشارع الملآن بالأمال يغمرني
/ وعين أبي بكل شراهة الحرمان ترقبها ./ الافراح خائفة / والآمال في ريب مهلهلة / أزهرت في جسدي /و بان الحسن في صدري /
دخلت وكر الذيب طاردني / ليرقص بين أشلائي / وبعد الذبح ألقاني مفارقة لعنواني وأسمائي/ونام لطيفة عفناء / قيد الحجرة الخشبية الصغرى / أعد الذبح قربانًا إلى صنم فلا تبكي / فأنت إليه بائعتي.
صور تعبر عن الحالة ،والألم والصراع ، تجمع بين الحسي والمعنوي..فجعلت النص كمشهد سينمائي؛ تراه وتتفاعل معه.
كما نجد الجمل الموحية التى تحمل الكناية والرمز والإيحاء :- مثل “وفوق سريري المكسور ” يوحي بالفقر والحاجة / كذلك بكل شراهة الحرمان ترقبها / وفي يسراه جوهرة يقلبها / فإني بنت عاشرة /
فطاردني وأمسكني ،وأسقطني، ومزقني يدل على العنف والقسوة والرغبة الحيوانية الشهوانية المتسلطة عليه .
———؛؛؛؛؛؛؛؛———-
**الموسيقى الداخلية:-
تقوم الموسيقى الداخلية بدور كبير في الشعر الحر ؛فهي التي تحدث التشويق والاستمتاع، وتظهر من خلال حسن اختيار الكلمات ،وحسن التقسيم،وتوازن الجمل والعبارات ، واستنطاق الجملة وصياغتها بما يتناسب مع الحالة الشعورية
واستخدام التقطيع الصوتي ،والجناس ،السجع، وغير ذلك
من المحسنات البديعية ، وجميل المعاني .وكلما استخدم الشاعر ذلك دون تكلف ،وتصنع ازدادت القصيدة جمالًا وتشويقًا،ويكون لها صدى في النفس.
وبالنظر في..قصيدتنا نجد أن للموسيقى الداخلية دورًا كبيرًا في التناغم والحركة، ونقل المشاعر والوجدانية والأفكار الذهنية إلى المتلقي .فنجد الجناس في قوله سياره، الحارة / سرت ،صرت / الأرجل ،المرجل /أجزائي ،أحشائي.
ونجد كذلك التضاد في :-حلة بيضاء ،سرة سوداء/ شمس،قمر/
التقديم والتأخير ،والجمل المتوازنة
مثل بالأمال يغمرني / وفوق سريري المكسور / وفي يمناه يمسك / وبالأموال يملأها / بكل شراهةالحرمان ترقبها/ فوق الارض منتفخًا/ فلالي بينهم شمس / ولا لي بينهم قمر/٠ فأنت اليوم بائعتي.
على من أرفع الكفين ..
نجد أيضًا حسن التقسيم والترتيب في قوله :- وسرت إليه والأفراح خائفة
وصرت إليه والآمال في ريب مهلهلة-/ وأمسكني ،وأسقطني ،ومزقني . .
التكرار اللفظي للتأكيد.كما في قولة :-
أنا من كنت أغسل عنكما الأرجل
ولا أرضى لامي أن ترى المرجل
أنا والله كنت أحب كسرتكم
وكنت أريد فاكهة ولو في العام مرات قليلات
ولا أكثر
وكنت أكد في ألم ولا أشكو
وكذلك :فلا لي بينهم شمس
ولا لي بينهم قمر .
—–؛؛؛؛؛؛؛———-
**المؤثرات داخل النص :-
النص ينتمي إلى الكتابة عبر النوعية ؛ فقد جمع بين القصة بعناصرها ، وآليات الشعر الحر ، فجمع بين المؤثرات الحسية والسمعية والبصرية ، واتخذ رابطًا دراميًا حركيًا فكانت “الدراما تصاعدية ” في إطار من الموسيقى والتصوير ،
في جو من التفاعل والتشويق .
ومن المؤثرات الحركية :- رجعت البيت / غبار الشارع الملآن / قربي منها/طاردني / وامسكني / واسقطني / ومزقني /ليرقص /تقطع كل أحزاني / يعلو / أرفع الكفين .
ومن المؤثرات السمعيه :- تلفاز جارتنا /قالت بعض ألغاز /وصوت شخيره / فلا تبكي .
ومن المؤثرات الضوئية :- حلة بيضاء/ سوداء قاتمة/ شمس / قمر/.
——–؛؛؛؛؛؛؛؛——–
** أدت طريقة الشاعر في العرض والسرد متخذًا من الكتابة عبرالنوعية منهجًا للتعبير؛ إلى مزج الشعر وفنياته وآلياته،و بالقصة القصيرة وخصائصها ،ونتج عن ذلك زيادة مستوى التأثير الفكري الوجداني على المتلقي ، والتماس مع النص ، وزيادة الإثارة والتشويق .
ويعكس ذلك مقدرة الشاعر الفنية ، واهتمامه بقضايا المجتمع
وعرضها بخطاب أدبي مغاير يحقق الفائدة والتأثير والإقناع.
ويعلو بنا في آفاق الإبداع والإمتاع .
تحياتي :- أســامـة نــور

التعليقات مغلقة.