موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عنوان الرواية : ذهب في القمامة بقلم / توفيق بن السنوسي الحمزاوي

137

عنوان الرواية : ذهب في القمامة بقلم / توفيق بن السنوسي الحمزاوي


عنوان النص: الفقر والجمال

كان بيته في هذا الزمن الجديد المعقد يفتقر إلى أي شيء جديد ماعدى هاتف ابنه أحمد ذو العشرين سنة الذي أصر وضغط على أبيه أن يشتريه له. حين ترى أحمد تظن أنه من أسرة غنية فلا شيء فيه يدل على الفقر. وسامته تفوق وسامة الممثلين الهوليوديين طويلا وقويا حين تنظر في وجهه يشدك إليه دون أن تشعر فتتوق إلى مجالسته والاستماع إلى نبرات صوته والإستمتاع بكلامه المزخرف بالجد إذا لزم الجد والهزل إذا لزم الهزل والسكوت إذا لزم السكوت فلا يلمسك الملل أبدا وأنت معه. شعره حرير ناعم يتدلى على جبينه فيرفعه بحركة لا يعرف سرها الا هو. لا أثر للألم والبؤس في عينيه كانتا مثل العشب الأخضر في فصل الربيع قبل غروب الشمس يعتليهما هلالان كثيفان سوداوان وجبين عريض. لون وجهه يتأثر بألوان ثيابه، فهو يميل الى الحمرة إذا ارتدى قميصا أحمر وإلى البياض لو كان قميصه أبيضا. كان أحمد ينتقي ملابسه كما ينتقي كلماته بعناية فائقة من أكوام الملابس المستعملة المعروضة للبيع في سوق الرحبة وهو سوق عشوائي فوضوي كما تقول البلدية. جل باعته فقراء مثله جعلوا من طريق حذو مدرسة ابتدائية مكانا لعرض سلعهم المتنوعة حتى أزعجوا بصراخهم وكلامهم البذيء في بعض الأوقات حرمة فصول الدراسة فكان كلامهم يتسلل من شقوق النوافذ المغلقة ليتحطم على وجوه التلاميذ والمدرسين في آن … من هذا السوق كان أحمد يقتني جل ثيابه بأبخس الأثمان. يصبح الثوب جميلا جدا حين يقع على جسمه. لقد منحه الله صفات يفتقر إليها أبناء الملوك ولباقة في الكلام وذكاء حادا. كان يبحث عن شيء ينقذ به نفسه وأسرته من العناء وكان يعلم جيدا أن مواصلة الدراسة ستزيده فقرا على فقر فانقطع عنها بعد أن تحصل على شهادة الباكالوريا بملاحظة مشرفة.

التعليقات مغلقة.