موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“بين تمكن العاطفة والموسيقى ، وفنيات النص” دراسة نقدية تحليلية لقصيدة “أسحــرٌ هذا ؟!” للشاعر امام سراج …نقد وتحليل أســامـة نــور

97

“بين تمكن العاطفة والموسيقى ، وفنيات النص” دراسة نقدية تحليلية لقصيدة “أسحــرٌ هذا ؟!” للشاعر امام سراج …نقد وتحليل أســامـة نــور

“أسحرٌ هذا؟”شعر / إمام سراج


أسحرٌ ذاكَ أم نورٌ أراهُ
أعطرٌ فاحَ من أثرٍ ثراهُ

أرومُ الوجدَ مشتاقًا لحسنٍ
وقد صِرتُ المتيمَ في هواهُ
فيا حبًاأراهُ دفينَ قلبٍ
كفاني حبُكم والعشقُ جاهُ

٤-تَرَفّقْ إنْ أتاكَ الصبُ ذلًا
فروضُ العشقِ موفورٌ جناهُ

٥-ويسكرُ عالمي من فِيهِ لثماً
فألهثُ قاصدًا لثماً لماهُ

٦-فذاكم قبلتي بل ذاك حبي
وأطلبُ راجيًا أملاً رضاهُ

٧-وأغدو كالمعذبِ إنْ تناءى
وزادَ صبابتي شوقًا لِقاهُ

٨-أصدقٌ ما أراه أيا حبيبي
وبدركَ ساطعٌ بانت رؤاهُ

٩-فإن ضاقت على قلبي الليالي
أتاني بدرُكم ألقًا ضياهُ

١٠-وأنت النجمُ في حسنٍ تجلَّى
فزانَ بحسنِهِ ليلاً سماهُ

١١-ونبراسٌ ينيرُ شغافَ قلبي
ويغمرُ أضلعي سحرًا سناهُ

١٢-ويلهمني ويَسبيني بِقَدٍ
ويأسرُ مهجتي سهمًا رماهُ

١٣-بلحظٍ فاتنٍ أضناهُ شوقًا
فأُرِّقت الخلائقُ من ضناهُ

١٤-فجُدْ بالحبِ أنت الحبُ يمشي
على قدمٍ وزانت لي رباهُ

١٥-أأعجزُ أن أكونَ أليفَ حِبٍّ
ليرقصَ خافقي أنَّى يراهُ

١٦-أتتكَ رسائلي تُنْبيكَ أني
غريرٌ عاشَ في الدنيا رجاهُ

١٧-بأن يلقاكَ حِباً ذا فتونٍ
ليغنمَ من تلاقينا حَلاهُ

١٨-فإن ضاقت عليَّ دروبُ عشقٍ
أتتكَ صبابتي ألمًا تلاهُ

١٩-بدمعٍ خضَّبَ الأجفانَ فرْحًا
فهذا ما أُحسُ وما أراهُ

الشاعر إمام سراج

نقد الأستاذ أسامة نور


مقدمة:-
مهما اختلف النقاد حول قبول شكل شعري، أو رفضه يبقى الحُكْم إلى الإبداع ،ومدى الشاعرية في النص الشعري من قصدية وآليات وفنيات.، تجعلنا نشعر بالنص ونتماس معه ونعجب به “الإبداع في المضمون “
وفي رأيي أن الانحياز لشكل شعري ورفض ما سواه
هو نوع من العبث والجهل بالمفهوم الواسع للإبداع ؛
لأن الإبداع يحدده مقومات وآليات ؛تهتم بالقدرة على التعبير
وإيصال الفكرة بشاعرية وجمال ؛لتسعد بها النفس ، وتتماس معها ،ومع القدرة على التصوير والتجديد فيه …
لهذا فإن النص العمودي الموزون المقفى له جلاله ،وهيبته منذ القدم ، لكن الوزن وحده لا يكفي لنحكم على قصيدة عمودية موزونة ومقفاة أنها إبداع ..دون النظر للمضمون والتجديد فيه؛ فليس كل كلام موزون مقفى يعد إبداعـًا
وليس كل ما يخلو من الوزن أو القافية أو كليهما مرفوضًا ..
وبهذا فنحن لا نرفض شعرًا أو نقبله على أساس الشكل
وإنما ..ننظر إلى فنيات الشكل الشعري، والتجديد فيه وجماليات الإبداع .

——–؛؛؛؛؛؛؛————-
“في ماهية العنوان “
لا أحد ينكر أن العنوان مدخل للنص ،وهو المحفز على قراءته ، وكلما كان العنوان مؤثرًا ،له صدى في النفس والوجدان ، جعل المتلقى شغوفًا لقراءة النص، واكتشافه.
لهذا أفرد النقاد للعنوان مباحث خاصة ،واعتبروه عتبة رئيسة من عتبات النص ، وقد أفرد الناقد الفرنسي “جيرار جينت” للعنوان أهمية خاصة واعتبره نص مصغر يدل ويعبر عن النص الأصلي .
والعنوان هنا “أسحرٌ هذا ؟!”
جاء على صيغة الاستفهام الذي يحمل التعجب والحيرة ، فبدأ بهمزة الاستفهام و وكلمة سحر خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الضمة ،وهذا( مبتدأ مؤخر )اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر .وتقديم الخبر للاهتمام ،والتأكيد .
والعنوان فيه تناص بالتضمين مع قوله تعالي ” قَالَ مُوسَىٰٓ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ ٱلسَّٰحِرُونَ”
وهنا عنوان يحمل الإثارة والتشويق ،وتحريك الذهن ،تساؤل من قبل الشاعر لشئ يؤثر فيه وينشغل به ،يتبعه تساؤلات من قبل المتلقي ( السامع والقارئ ) ما السحر الذي يتحدث عنه العنوان ؟، وما المشار إليه هنا ؟، فقد ذكر الشاعر اسم الإشارة (هذا )دون ذكر المشار إليه ، زيادة في التشويق وإثارة الحمية والدافعية؛ لاكتشاف النص.
———؛؛؛؛؛؛؛؛———-
“من حيث الشكل والموسيقى الخارجية “
كتب الشاعر النص على الشكل العمودي ، حيث جاء النص موزونًا مقفى ..فالقصيدة هنا على بحر الوافر
“مفاعلتن مفاعلتن فعولن “
وبحر الوافر من البحر الصافية ذات الموسيقى العذبة المتناغمة ، وقد سُمي هذا البحر بالوافر ،لوفور حركاته وتتابعها ،وهو من البحور الرقيقة التي تسع كافة الأغراض الشعرية ،(الغزل ،والفخر ،والحماسة ،وغيرها) ، والشاعر هنا لم يستسلم لموسيقى الوافر وللتداعى اللفظي ،بل استطاع الشاعر ترويض الموسيقى بما يتناسب مع مفرادته ،وعاطفته ؛فهو مدرك أن الموسيقى جزء من كل؛ فهى تكمل العمل الفني بتناغمها مع المفردات والتراكيب ،والصور.
كما جاءت القافية مطلقة مناسبة للجو الشعوري والعاطفي ، وحرف الروي الهاء المضمومة الحركة ،ويقع حرف الهاءأقصى الحلق ومن صفاته
الهمس ،والرخاوة ،والاستفال ،والانفتاح ، وهو يحتاج جهد للنطق به ،ومكابدة بما يدل على مكابدة الشاعر وعنائه .
والضم يدل القوة والعزيمة والإصرار،والتماسك رغم ما يمر به من معاناة .
وسبق حروف الروي ألف التأسيس
والألف مد مما يدل على تمادي الشوق خارجه وامتداده،وتعمقه بعمق الهاء داخليًا ،وسيطرة العاطفة داخليًا وخارحيًا عليه ..
وبهذا كان الوزن والقافية مناسبين للحالة ، معبرين عن الجو النفسي والشعوري.
——؛؛؛؛؛؛——-
“من حيث اللغة والمضمون والتجربة الشعرية “
القصيدة هنا عاطفية غزلية،تصور معاناة الحبيب ،وفقد المحبوب ،وتعبر عن الشوق والنسيب ،واللهفة ،والتعجب والحيرة لجفاء المحبوب ، وقد استخدم الشاعر اللغة الفصيحة السلسة الرصينة ، التي تتوافق مع إحساسه ،وعاطفته ، واستخدم اللفظ المعبر في موطنه ، والتراكيب المنسجمة في البنية والإيقاع ، وفجاء بناءالنص متماسكًا في وحدة عضوية ،
وقد بدأ الشاعر القصيدة بالتساؤل الذي يوحي بالتعجب ، ويعكس تأثير محبوبته عليه ، وأثرها في نفسه ووجدانه وعاطفته ، فهي سحر ،ونور وعطر ،فهو يبدأ بما يبرر
أسباب عشقه لها ،بحسن استهلال وصور جزئية متلاحقة ، فيقول :-
أسحرٌ ذاكَ أم نورٌ أراهُ
أعطرٌ فاحَ من أثرٍ ثراهُ
أرومُ الوجدَ مشتاقاً لحسنٍ
وقد صِرتُ المتيمَ في هواهُ
فيا حباً أراهُ دفينَ قلبٍ
كفاني حبُكم والعشقُ جاهُ
تَرَفّقْ إنْ أتاكً الصبُ ذلاً
فروضُ العشقِ موفورٌ جناهُ
ونجد تكرار التساؤل في بدايه القصيدة ؛ لإثارة الذهن ،وجذب الإنتباه وإشراك المتلقي معه .
فهو يشتاق لحسنها ، وهو متيم بحبها الذي يملأ قلبه ويسيطر عليه
إنه الوجد وأثر العشق ، وهو يرى أن العشق جاه ،وعزة رغم
ما يجده من الشوق والهيام .
ويلتمس من محبوبته الترفق ..لننعم من رياض العشق ونقطف جمال الوصل ولذته .
ويسبح الشاعر في خياله ،ويتمادى في عالمه الساحر المتيم بمحبوبته .فيقول :-

ويسكرُ عالمي من فِيهِ لثماً
فألهثُ قاصدًا لثماً لماهُ
فذاكم قبلتي بل ذاك حبي
وأطلبُ راجياً أملًا رضاهُ
وأغدو كالمعذبِ إنْ تناءى
وزادَ صبابتي شوقًا لِقاهُ
أصدقٌ ما أراه أيا حبيبي
وبدركَ ساطعٌ بانت رؤاهُ
تجاوب العالم والطبيعة ،مع جمال محبوبته وسحرها ،
فيسكر من تقبيلها ،فحاله حال العشاق . وأفة العشق
البعاد ؛ ففيه اللوعة والعذاب ،
ثم ينتقل الشاعر ؛ ليصف أثر محبوبته عليه ، والتجاوب النفسي الشعوري فيقول :-
-فإن ضاقت على قلبي الليالي
أتاني بدرُكم ألقًا ضياهُ
وأنت النجمُ في حسنٍ تجلَّى
فزانَ بحسنِهِ ليلًا سماهُ
ونبراسٌ ينيرُ شغافَ قلبي
ويغمرُ أضلعي سحرًاسناهُ
ويلهمني ويَسبيني بِقَدٍ
ويأسرُ مهجتي سهمًا رماهُ
بلحظٍ فاتنٍ أضناهُ شوقًا
فأُرِّقت الخلائقُ من ضناهُ
فجُدْ بالحبِ أنت الحبُ يمشي
على قدمٍ وزانت لي رباهُ
فهي البدر ،والنجم ،والنبراس ، كما يعبر الشاعر عن الوجد واللوعة ، حتى تجاوب معه كل الخلق ،
ويختم قصيدته :-
أأعجزُ أن أكونَ أليفَ حِبٍ
ليرقصَ خافقي أنَّى يراهُ
أتتك رسائلي تُنْبيكَ أني
غريرٌ عاشَ في الدنيا رجاهُ
بأن يلقاكَ حِباً ذا فتونٍ
ليغنمَ من تلاقينا حَلاهُ
فإن ضاقت عليَّ دروبُ عشقٍ
أتتكَ صبابتي ألمًا تلاهُ
بدمعٍ خضَّبَ الأجفانَ فرْحاً
فهذا ما أُحسُ وما أراهُ
يستمر الشاعر في التساؤل الدال على التعجب والاستنكار فإن منتهى رجاء العاشق الولهان هو وصال محبوبته ؛ ليسعد بقربها ،ويطفئ نار اللوعة والشوق .فهذا الحب فيه التضاد الفرح ،والألم.
الشاعر هنا يعبر عن تجربة شعرية عاشها وتعايشها ، الحب والعشق والهجر وتمني الوصل ؛ يتماس معه الآخر ويشاركه
مشاعره ،
——؛؛؛؛؛؛——
**”من حيث الأساليب والصور وفنيات الإبداع “
استخدم الشاعر الأسلوب الخبري للتأكيد والتقرير ،كما استخدم الأسلوب الإنشائي لإثارة الذهن وجذب المتلقي
فنجد الأسلوب الخبري في :-
“أرومُ الوجدَ مشتاقاً لحسنٍ / وقد صِرتُ المتيمَ في هواهُ
كفاني حبُكم والعشقُ جاهُ/فإن ضاقت عليَّ/ أتاني بدركم
وأنت النجم /أتتك رسائلي ..
ونجد الأسلوب الإنشائي بكثرة ، وكان له أثره في ديناميكية النص ،وحيويته ، فنجد الاستفهام للتعجب والحيرة في :-
“أسحرٌ ذاكَ أم نورٌ أراهُ؟!
أعطرٌ فاحَ من أثرٍ ثراهُ؟!”
وكذلك في “أصدقٌ ما أراه؟!”/-أأعجزُ أن أكونَ أليفَ حِبٍ؟!
ونجد النداء للتنبيه ،والتودد ،والاستعطاف في قوله :-
فيا حبًا/ أيا حبيبي ..
ونجد الأمر للالتماس في ترفق ، فجد”
كما نجد الصور الجزئية التي تعكس آلام العشق ولوعة الشاعر
والصور من أهم فنيات القصيدة ،ونجد ذلك في
أسحرٌ ذاكَ أم نورٌ أراهُ
أعطرٌ فاحَ من أثرٍ ثراهُ
وفي فروضُ العشقِ موفورٌ جناهُ/
-وأنت النجمُ في حسنٍ تجلَّى
فزانَ بحسنِهِ ليلًا سماهُ /ونبراسٌ ينيرُ شغافَ قلبي
ويغمرُ أضلعي سحرًا سناهُ/ ويأسرُ مهجتي سهماً رماهُ
أنت الحبُ يمشي/ليرقصَ خافقي أنَّى يراهُ
صور تعكس الحالة ، تؤكدها ..
——-؛؛؛؛؛؛——–
**من حيث الموسيقى الداخلية”
نلحظ الموسيقى الداخلية في النص من خلال التصريع في البيت الأول ..كذلك حسن التقسيم في البيت الأول
أسحرٌ ذاكَ /أم نورٌ أراهُ/أعطرٌ فاحَ/ من أثرٍ ثراهُ
ونجد الجناس في” أثر ، ثراه ” /” أراه ، ثراه”/”سماه ،سناه”
ونجد التضاد في “الليالي ،ضياه”/بدمع ، فرحًا”
تناغمت الموسيقى الداخلية مع الموسيقى الخارجية مما جعل النص معزوفة موسيقية ،رقراقة ، تسير في سلاسة ، وجمال .
——-؛؛؛؛؛؛——-
**”المؤثرات داخل النص “
استخدم الشاعر مؤثرات الحركة والضوء
ومن مؤثرات الحركة :-عطر فاح/ أروم الوجد / أتاك الصب ذلًا
أتتك رسائلي / فالهث قاصدًا / واغدو كالمعذب إن تناءي .
ومن مؤثرات الضوء :-نور أراه/ويدرك ساطع/ وأنت النجم /ونبراس ينير /سناه / ..
——؛؛؛؛——
** تبقى من وجهة نظري ما يلي :-
**استهل الشاعر القصيدة استهلالًا رائعًا ، وامتلك زمام الموسيقى ،في حركة وتناغم صوتي وإيقاع هادئ منتظم لكن -من وجهة نظري – بعض الصور لم تكن عميقة وطريفة بحيث تحقق الدهشة والإبهار ،وتكراروصف الحبيب بالبدر والنجم
في قوله :- “وبدركَ ساطعٌ بانت رؤاهُ/”
وقوله :- أتاني بدرُكم ألقاً ضياهُ/فهو تكرار الصورة لم يضف جديدًا.
**كذلك قوله ” وأغدو كالمعذب إن تناءى”
استخدام كاف التشبيه يوحي بضعف الحالة ، وقلة أثر التنائي
** كذلك قوله :-” بدمعٍ خضَّبَ الأجفانَ فرْحًا” ويقصد هنا
أن “دموع الفرح خضبت أجفانه ” صورة غير متسقة ، مع الجو النفسي والشعوري ..
———؛؛؛؛؛؛؛————
قصيدة محكمة البناء ،فيهاحركة ،وتناغم موسيقي ،وعذوبة
ووحدة عضوية .تتماس مع الآخر وتؤثر فيه .
وتحقق الإبداع والإمتاع .
تحياتي:-
أســامـة نــور

التعليقات مغلقة.