موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 716 ” الحارث بن عمير الأزدي “..” في طلب الثأر لرسول رسول الله”-5

276

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 716 ” الحارث بن عمير الأزدي “..” في طلب الثأر لرسول رسول الله”-5

سادسا.. في حتمية تنفيذ المهمة الحرجة.. نكمل..

وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم أن تكون مهمة هذا الجيش واضحة تمام الوضوح؛ إذ كانت المسافة بين المدينة والأردن كبيرة جدًّا.. الأمر الذي يتعذر معه فرصة المشورة وتبادل الرأي معه.. ومن هنا فقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم مهمَّة الجيش في أمرين:
الأمر الأول: دعوة هذه القبائل إلى الإسلام.. وكما ذكرنا أكثر من مرة فإن إسلامهم أحبُّ إلينا من أموالهم وغنائمهم.. فكان صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يقدم هذه الدعوة..
الأمر الثاني: قتال شرحبيل بن عمرو الغساني ومن عاونه؛ وذلك لأنهم -كما ذكرنا- قتلوا الحارث بن عمير رضي الله عنه رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

سابعا.. في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للجيش الغازي..

مع أن القتال كان لرد الهيبة والاعتبار.. وانتقامًا لكرامة الدولة الإسلامية.. وثأرًا للحارث بن عمير رضي الله عنه.. وتأديبًا لشرحبيل بن عمرو وقومه.. فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على ألاّ تخرج الحرب الإسلامية عن ضوابطها الشرعية.. وحرص تمام الحرص على أن يلتزم المسلمون بأخلاقهم حتى في حروبهم وقتالهم لأعدائهم..
وهي -لا شك- صورة حضارية رائعة تُعَدّ من أرقى صور الحضارة في غابر التاريخ.. فقد أوصاهم صلى الله عليه وسلم وهم خارجون من المدينة -كما روى أبو داود عن أنس رضي الله عنه- بقوله:
“انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ.. وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا.. وَلاَ طِفْلاً صَغِيرًا.. وَلاَ امْرَأَةً.. وَلاَ تَغُلُّوا.. وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ.. وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا.. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”[2]. وزاد في رواية مسلم: “وَلاَ تَمْثُلُوا”[3]. كما جاء في رواية أخرى لأبي داود عن بُرَيدة الأسلميّ: “اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا.. وَلاَ تَغْدِرُوا.. وَلاَ تَمْثُلُوا…”[4]. أي: التمثيل بالجثث بعد القتل..
وهذه هي الحرب في الإسلام.. صورة راقية جدًّا.. وتحتاج إلى تفصيل كثير.. لكن المجال هنا لا يتسع.. غير أن الحقيقة التي لا مفر منها أن كل هذه النصائح وجِّهت لهذا الجيش الإسلامي الذي خرج للانتقام لكرامة الأمة الإسلامية..

ثامنا.. خلفيات على جيش مُؤتَة..

يهمنا في هذا المقام أن نذكر أن هذا الجيش الإسلامي لم يكن في حساباته أنه سيحارب الدولة الرومانية.. بل على العكس من ذلك.. فقد كان إسلام الدولة الرومانية أمرًا متوقعًا بالنسبة له.. أو على الأقل أن تظل على الحياد؛ وذلك بسبب الطريقة الطيبة التي قابل بها هرقل دِحْية الكلبي رضي الله عنه.. وأيضًا للقناعة التي أظهرها للرسول صلى الله عليه وسلم.. فكان متوقعًا أن تتغير قلوبهم للإسلام.. وخاصةً أنهم أهل كتاب..
وإنما كان هدف الجيش الإسلامي هو حرب شرحبيل بن عمرو الغساني الذي قتل رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم..
ومن هنا فقد عُدَّ الجيش الإسلامي الذي خرج إلى شمال الجزيرة العربية من الجيوش الكبيرة حقًّا في عُرْف ذلك الزمن.. وخاصةً أن القبائل العربية لم يكن من عادتها أن تتوحد أو تتجمع في حروبها.. وقد بات من غير المتوقع أن يلتقي هذا الجيش الإسلامي بآخر أكبر منه..
وتلك الخلفية خاصةً لا بد أن نضعها في أذهاننا ونصب أعيننا قبل الخوض في أحداث وملابسات موقعة مؤتة.. وذلك حتى نعلم أن هذا الجيش لم يُلقَ به إلى التهلكة كما أشيع.. وإنما كان – بحسابات ذلك العصر – من الجيوش الضخمة..

من الخلفيات المهمة أيضًا لهذا الجيش أنه كان جيشًا أُخرويًّا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ ودلالات.. ونقصد بكلمة (أخرويًّا) أنه كله كان من المؤمنين الصادقين.. الراغبين حقيقةً في الموت في سبيل الله.. والمشتاقين حقيقة للشهادة.. والطامعين في الجنة.. الخائفين من النار..
لقد عبر عن الصفة السابقة -أنه جيش أخرويّ- أحد أفراد هذا الجيش.. وهو عبد الله بن رواحة رضي الله عنه.. وذلك حين همَّ الجيش بالخروج من المدينة المنورة.. فما كان من هذا القائد الجليل رضي الله عنه إلا أن بكى بكاءً شديدًا حتى ظن الناس أنه خائف من الموت.. فقالوا له -يخففون عنه-:ما يبكيك يابن رواحة؟!
فقال: والله ما بي حب الدنيا.. ولا صبابة بكم.. ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71]. فلستُ أدري.. كيف لي بالصدور بعد الورود؟
.. نهاية الجزء المختار من مقال د. السرجاني..
.. أراكم غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.