موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

القصة القرآنية تأليف: فتحي رضوان ط. دار الهلال (كتاب الهلال)، أغسطس 1978م عرض وتقديم: حاتم السيد مصيلحي

862

القصة القرآنية تأليف: فتحي رضوان ط. دار الهلال (كتاب الهلال)، أغسطس 1978م عرض وتقديم: حاتم السيد مصيلحي


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة القرآنية، عنصر ذو خطر في كتاب الله العظيم، وقد أدت فيه أكثر من رسالة، وحققت أكثر من غاية، أدت رسالة العظة والتوجيه والإرشـاد، وهي رسالة كتاب الله الأولى، كما أدت وظيفة التلقين والتعليم، وهي تبين في أسلوب موجز مؤثر بليغ، أن عقيدة التوحيد هي العقيدة الغالبة، وأن رسل الله مهما لقوا من العنت واحتملوا من الشدة، هم المنصورون.
وقد أورد مؤلف الكتاب بيانا موجزا لخصائص القصة القرآنية حصرها في عدة نقاط هي:
أولا: إن القرآن الكريم لا يعرف بالشخصيات التي يدور حولها الكلام في القصة.
ثانيا: إنه يجرد كلامه تعالى من الزمان والمكان.
ثالثا: إنه يصطنع أسلوبا من الإيجاز التام الذي لا نعرف له نظيرا في آثار الأمم الأخرى.
رابعا: وحدة الغاية في كل ماورد في القرآن من أنباء وأخبار وأحاديث وذكر.
خصائص القصة القرآنية:
1ـ خاصية الإيجاز المعجز: فقد جاءت الأنباء والأخبار والأحاديث في القرآن الكريم، نموذجا من نماذج الإيجاز الذي تخرج الجمل منه: قصيرة غاية القصر، سريعة غاية السرعة، مليئة بالوقائع، فياضة بالحركة.
2ـ أن الغاية منها معلنة غير مضمرة:
وتتكون الغاية من عدة عناصر، أهمها:
أولا: أن الله واحد، لا يتعدد، ولا يشركه في الملك شريك.
ثانيا: أن قدرة الله الواحد الأحد، غير متناهية.
ثالثا: أنه يرسل رسلا للناس لتهديهم إلى عقيدة التوحيد، وأن هؤلاء الرسل، أسرة واحدة، يكمل لاحقها سابقها، ويتم آخرها عمل أولها، وهي تدعو دعوة واحدة.
رابعا: أن هؤلاء الرسل بشر، يجوز عليهم، مايجوز على كل البشر.
خامسا: إنهم لبشريتهم، حينما يدعون قومهم إلى عبادة التوحيد يجدون صدا وعزوفا، لا يلبثان أن يصبحا عداوة وكرها، فمطاردة وعنفا.
سادسا: إن الله يؤيد رسله، بمعجزات ولكنها لا تحول المشركين إلى موحدين، ولا تحول الكفار إلى مؤمنين، ولا المعاندين إلى مؤيدين.
سابعا: إن رسل الله، يصمدون لمتاعب وويلات المعارضة، معارضة الكفار والمعاندين.
ثامنا: إن القلة المؤمنة المصابرة المرابطة والمؤيدة للأنبياء هي جند الله الذي ينصر عقيدته، ويؤيد أنبياءه، ويكتب لهم الفوز المبين آخر الأمر.
تاسعا: إن هذا الذي يحدث للأنبياء على يد أقوامهم هي سنة من سنن الله الثابتة؛ لأن حكمة الله تقضي بأن يتم نصر العقيدة بعد جهاد وشدة، فيمحص الله المؤمنين، ويعلم إيمانهم، ويثيبهم على ثباتهم.
عاشرا: يرى بعض المفسرين أن من غايات القرآن في إيراد أنباء الأنبياء وأخبار الرسل، وماجرى للأمم الغابرة، هو التسرية على رسول الله ﷺ وتفريج لضيقه، كلما رأى إصرار قومه على معاندته، وعنادهم في التمسك بدينهم، والحرص على أوثانهم وأوهامهم.
وإن كان المؤلف قد أورد هذه الغاية من باب استيفاء البحث دون إقرار منه بذلك، لما سيذكره من أسباب.
ثم يحصر الحاجة بين أنبياء الله وبين أقوامهم في أساسين:
أولهما: أنه من العبث أن يطلب منهم أحد أيا كان الطالب، أن يتركوا دين آبائهم، الذين ولدوا عليه، وكبروا في ظل أحباره وكهانه.
ثانيهما: أن هذا العبث يستحيل ضربا من الجنون، حينما يكون الطالب فردا من بين الناس، لا تميزه عنهم صفة إلا ما يزعمه لنفسه ـ بغير دليل مقنع ـ من أنه من عند الله.

وقد أعلن كتاب الله العظيم، وحدة الرسالة في قوله تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة : 136]
وقد جاء هذا البيان، لركن من أخطر وأعظم أركان العقيدة التي جاء محمدﷺ، في سياق أنباء إبراهيم الخليل، وكأنها جزء منه.
فالإسلام لم يقنع بدعوة الناس إلى الإيمان بإله واحد، بل زاد على هذه الدعوة أنه ماتقتضيه الفطرة الإنسانية السليمة، ومن ثم فإنه من التجني أن توصف هذه الدعوة بأنها دين قوم دون قوم، أو عهد دون عهد؛ لأنها الحقيقة، أي الميل عن الشرك، والبعد عن الكفر، والاهتداء إلى إله واحد قادر، تهتدي إليه القلوب السليمة، التي لم يفسدها مرض الغرض، والتي لم تتخذ هواها إلها، والتي لم تنطل عليها أكاذيب الأحبار والكهان.
وتزداد حجة القرآن جلالا وروعة لأن تصدره من حكم عن الأديان الأخرى ينطبق على الإسلام الذي دعا إليه القرآن، فالإسلام ليس سوى دين إبراهيم، وهو حلقة من هذه السلسلة الطويلة، فهو لا يتعالى على الأديان السابقة، ولا يريها بالنقص، ولا يتبرأ منها، بل إنه يكرم أنبياءها ويعززهم ويؤثرهم، ويأمر باتباع أحكامهم المتمثلة في أحكام القرآن والإسلام نفسه.
التكرار في القرآن:
ويعرض المؤلف لقضية التكرار في القرآن الكريم، والتي كره المفسرون في القديم والحديث، أن يقال في القرآن تكرارا، ويخالفهم الرأي بقوله: إن مافي القرآن، بل إن كل مافي الدين، يؤكد في غير مواربة، ولا خفاء، أن التكرار مطلوب؛ لأن القرآن دعوة، والنفس الإنسانية لما فيها من ضعف، ولما طبعت عليه من النسيان، في حاجة إلى التذكير، ثم التأكيد ثم إعادة التذكير، والتنبيه، والتخويف من السهو والإهمال والغفلة.
وقد قضى الرسول ﷺ حياته، يدعو أصحابه وأعداءه على السواء، إلى دين التوحيد مكررا الدعوة، بنفس الألفاظ حينا، وبكل أسلوب وعبارة ومثل، وبقي يكرر دون أن تهدأ له نفس وأن يفتر له عزم، ونحن نقرأ البسملة بنفس ألفاظها في بداية كل سورة، وكل عمل.. ونتلو فاتحة الكتاب في الصلاة القصيرة مرتين بألفاظها، وفي الصلاة الرباعية أربع مرات، ثم نتلوها ذاتها في السنن والنوافل.
بل إن القرآن ـ بعيدا عن القصة والأنباء وأحاديث الرسل والأقوام الغابرة ـ مواضع ترد فيها الآية مرتين، متعاقبتين بألفاظ واحدة، عندما تدعو الحاجة إلى تأكيد هذا المعنى، كقوله تعالى في سورة البقرة: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 149] وقوله: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة : 150]
وهما متتابعتان، دون فاصل بينهما، وقد وصف الله المؤمنين في سورة المؤمنون بقولة تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)} [المؤمنون : 5-8]
ثم عاد سبحانه وتعالى فوصفهم في سورة المعارج:{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)} [المعارج : 29-32] أي بنفس الألفاظ، والترتيب والسياق بلا أدنى تغيير، بل إن المنهج القرآني يقضي بأنه إذا وردت في موضع من القرآن، لفظ جديد، لم يستعمل من قبل، تكرر استعماله مرتين أو أكثر في السورة ذاتها أو في سورة تالية، لتأكيده وتثبيته في الذهن، وقد لا تجده في موضع آخر، مثال ذلك ويكأن التي وردت في سورة القصص مرتين متعاقبتين في آية واحدة، {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ۖ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [القصص : 82]
وإن كان المؤلف في هذا الصدد يقصر التكرار في القصة والنبأ بوجه عام، وأنه من غايات القرآن الكريم، وأغراضه، وأنه نزل به، ونزل له، وأنه لا يجوز لنا أن ننكره، ولا ينبغي أن نعتذر عنه، فهو من خصائصه ومزاياه، إذ بقي مع هذا التكرار، جديد كلما قرأناه، لا يبعث سأما في النفوس، ولا تفتر له همة القاريء أو الباحث.
وقد برر المفسرون القدامى هذا التكرار، بمبررات مختلفة:
فقال الباقلاني في “إعجاز القرآن”: إن الله تعالى أراد أن يتحدى العرب على صورة تكشف لهم عن عجزهم، فأعاد كثيرا من القصص القرآني، في صور أو ترتيبات متفاوتة؛ ليدركوا أن ليس في طاقتهم أن يصلوا إلى هذا التعدد والتنوع، في صوغ الواقعة الواحدة.
أما الزركشي في” البرهان في علوم القرآن “: يقول: إن مايبدو لنا تكرارا، هو في الواقع تنوع إذ إن في كل موضع ترد فيه القصة أو النبأ نرى شيئا جديدا لم يرد في سابقه أو لم يأت في لا حقه.
ويقول الأستاذ عبد الكريم الخطيب في كتابه” القصص القرآني “: أن في كل مرة تعرض فيها القصة تكشف عن جانب من جوانبها، أو تجسم صورة من صورها، أو تكمل حدثا من أحداثها، الأمر الذي لا يمكن أن يتم في عرض واحد مستقل.
ولا يتفق رأي المؤلف مع هذه الآراء جميعا بحجة أن القرآن نزل أصلا ليدعو إلى عقيدة، لا ليتحدى العرب ويسجل عليهم عجزهم، فالعرب الذين عاش النبي ﷺ بين ظهرانيهم جيل واحد من العرب والبشر، وسيبقى القرآن خطابا لأجيال بعد أجيال.
ويرى أن حكمته ـ ﷻ ـ قضت أن يرد الحديث عن نبي من أنبيائه، وعن أمر من الأمور في مواضع عدة، وفي صيغ متباينة، لأنه أراد أن يتكرر هذا الحديث، وأن يجده قاريء القرآن، وأن يسمعه المنصت وهو يتلى المرة بعد المرة، ليكون له من ذلك، الحين وراء الحين، موعظة تذكره، ليزداد المعنى السابق على أجزاء هذه الحكاية، واللاحق لها، وضوحا وتأثيرا..
فالصيغ المختلفة، مختارة عمدا، وتوزيعها على السور، جاء لحكمة الله تعالى، وإبراز كل صيغة جانبا، محقق للحكمة الكبرى، من الاستشهاد بهذه الوقائع، واجتماعها معا، ينتفع بهذه الآثار المتفرقة، ولم يكن ثمة مانع من أن تجتمع في موقع واحد.
وقد وصف الله تعالى الإنسان ، فقال :{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه : 115] ،ثم وصف موقف الأقوام بعامة ممن أرسل إليهم الرسل ،فقال:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَٰلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15)} [الحجر : 10-15]
وإذا كان هذا ما جبل عليه الناس من رفض الهداية ، فليس ثمة سبيل أمام الرسل ،إلا أن يكرروا دعوتهم ، وأن يلحوا في عرضها على بني عشيرتهم ، بكل أسلوب ، فمن التبشير بالجنة ، إلى الوعيد بالنار ، ومن ضرب الأمثلة من أخبار القدماء ، إلى استنباط الحكمة والدليل ، بما يجري في حياتهم التي يحيونها ، ومظاهر الكون التي يشهدونها ، وتقلبات الأيام التي يكابدونها ، ثم إعادة المثل ،مثنى وثلاث ،وقص الحكاية في أكثر من قالب ، ولما كانت إرادة الله قد قضت بأن تكون حكاية أنباء الرسل ، وما كان من أقوامهم معهم ، ورواية أنباء الأمم التي غبرت ، والأيام التي خلت ، من أدوات كتاب الله في دعوة الناس إلى دينه ، وتحبيبهم فيه ، وصرفهم عن الشرك والإلحاد.. فلم يكن ثمة محيص من أن ترد هذه الأنباء والقصص ، في مواضع عديدة من القرآن الكريم ، وأن تأتي في ثنايا كلام الله، مؤيدة لأحكامه ، مبينة لآياته ، شارحة لدينه ، ثم أن تأتي قائمة بذاتها كأنما تحكى للحكاية، ثم تعاد صياغتها من جديد ، ثم تتداخل مع سواها مما يشبهها من الأنباء والأخبار ،ثم تتفرق ،ثم تجمع مرة أخرى في سياق واحد ، ويتكرر هذا العرض مرارا ، وفي صوره المتنوعة.
ويلفت المؤلف أنظارنا إلى عدد من الحقائق التالية:
أولا: أن جوهر النبأ ، في جميع الروايات واحد تماما، لايزيد ولا ينقص .
ثانيا: أن هذه المغايرة ، والتفاوت في جميع الأحوال ، في خدمة الغرض الأسمى والأوحد من الاستعانة بهذه الأنباء والأحاديث ، وهو تأكيد عقيدة التوحيد ، بتأكيد انتصار الرسل وأتباعهم والمؤمنين بدعوتهم .
وأخيرا :فإن هذا التكرار ليست الغاية منه أن تستغل كل رواية للحدث أو النبأ بجانب منه ،لأن في وسع الله تعالى ،والكتاب كتابه ،والكلام كلامه عز وجل ،أن يورد الواقعة بكل أجزائها ، مع إيجازه المعجز ، في موضع واحد ، فتكون أيسر على الفهم ،وأقرب في التناول ، لو أن إيراد الواقعة ، لتلقين الناس أجزاءها ، وفصولها، وتاريخها ونوعها ، وأبطال مجرياتها هو الهدف أو الغاية ، ولكن الهدف والغاية تبعا لطبيعة الإنسان ، وميله إلى النسيان ، وبطئه في التحول ، وكرهه للتجديد ، وحرصه على القديم .

التعليقات مغلقة.