مشهد عابر ليوم عابر بقلم محمد فتحي شعبان
ممسكا بالقلم وكراس الحكايا متنقلا بين حجرات المنزل لكن لا شئ يدور برأسى كى أكتبه …فراغ …يعلو صوت الأولاد كل منهم يريد أتمام لعبته فيختلفون ويبدأ الشجار تصرخ امهم لكن لا حياة لمن تنادى .
أعود لاقرأ فى كتاب ( نظرية الفستق) لفهد عامر الاحمدي متنقلا بين صفحاته ثم انتقل للأعمال الكاملة ل ( صلاح عبد الصبور) مازالت الكتب هى عزائى الوحيد فى هذه الحياة المملة نعم مملة .
أعود للقلم وكراس الحكايا لكن الحروف والكلمات تخاصمنى هذه الليلة لا رغبة لها فى الحديث معى .
كان أبى رحمه الله اقرب الناس لى كنا اصدقاء هذا صحيح
نلعب كرة فى فريق واحد أحيانا نجرى خلف بعض فى الطرقات احكى له عن كل أسرارى ، منذ أن مات لم ألعب كرة لم أشاهد مباراة إلا نادرا لم اعد اهتم لها وها أنا أوشكت على إتمام الخمسين من عمرى لكن ما زلت أذكر كثيرا من التفاصيل الصغيرة .
بعد موته ظللت لسنوات احلم به بشكل دائم احلم أنه على قيد الحياة ياتى فاتعجب أحدثه ( ظننت أنك ميت أين كنت ) فيحكى لى على عادته معى حيا لكن ها هى الاعوام تمر وتوقف حتى عن الظهور لى فى الأحلام .
لى صديقان أحدهما مجنون والآخر أكثر جنونا اختفيا منذ عدة سنوات على غير العادة كانا يختفيان لأيام أو لشهر ثم يعاودان الظهور لكن فى هذه المرة أختفيا بلا رجعة .
أبو ياسين العاشق لياسين التهامى الهائم فى هذه الحياة يتجول فيها بلا اتجاه ولا هدف فقط هو يحيا.. مثله خلف الدهشورى وإن كان أقل منه جنونا كان هائما أيضا فى الحياة .
أعود لأمسك بالقلم لكن تبقى صفحات كراس الحكايا بيضاء لا شئ فى رأسى كى أكتبه .
التعليقات مغلقة.