موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

من العالم الموازي بقلم / نرمين دميس

138

من العالم الموازي بقلم / نرمين دميس

اهتزت أرجاء القاعة المكتظة بالوافدين من كل حدب وصوب، رافعين لافتات التأييد، ينتظرون بدء الجلسة بفارغ الصبر؛ فاليوم موعد اختيار “بطل العام” الذي سيهتف الجميع باسمه، ويحملونه على الأعناق.

يتجمهر المؤيدون خارج القاعة أملا في الدخول، تدور بينهم مراهنات ومناقشات حادة حول فائز هذا العام، يحاول أفراد الأمن تفريقهم؛ منعا للشجار والمنازعات.

رغم تنافس الكثيرين على اللقب، والذي يتمتع صاحبه وعائلته بحصانات وامتيازات لمدة عام كامل، إلا أنه انحصر دوما بين عدد من القوى، يتناوبونه فيما بينهم، كل على حسب نشاطه وإنجازاته السنوية.

فهاهم أحفاد “الطاعون”، يحتلون مقاعد الصف الأول، منتفخين كالطواويس، تفيض نظراتهم بالكبر والتعالي؛ فقد حافظوا على اللقب لسنوات متتالية؛ بفضل أمجاد أجدادهم، وما حصدوه من أرواح لفترة زمنية بعيدة، فلا مجد يعلو على مجدهم.

تتوسط القاعة عائلة” الأنفلونزا الموسمية” تراقب الوضع في صمت كعهدها دائما، تتحسر على الأيام الخوالى، تتعجب من تجاهل الجميع لها واعتيادهم عليها، حتى أنهم أمنوا شرها لدرجة أنستهم أنها قاتل ناعم، خرج من عباءته أجيال وسلالات عديدة، نالت قسطا وافرا من الشهرة، كأنفلونزا الطيور والخنازير وغيرهما.

أثارت انتباه الحاضرين ضجة عارمة في مؤخرة القاعة، إثر شجار وصل إلى تراشق بالألفاظ واعتداء بالمقاعد، بين أنصار “فيروس سي” الذين يرون أحقيته بالفوز باللقب؛ فهو من احتل الأجساد في صمت لسنوات وسنوات، التهم فيها أكبادهم، ليفيقوا وقد فات الأوان؛ فلا يجدون طوقا للنجاة، وبين أنصار فيروس” شلل الأطفال” الذي اعتقل آلاف من البراعم البريئة في سجون العجز، سارقا فرحة أيامهم بكل قسوة، راسما الدمعة مكان الضحكة، ليتدخل الأمن لفض الاشتباك، حاملا بعضهم خارج القاعة.

فجأة..تغرق القاعة في سكون مطبق، حين دخل ذاك الشاب صغير السن ضئيل الحجم، المدعو “كورونا” والذي ذاع صيته مؤخرا، مرتديا حلة لامعة، يعتلي رأسه هالة ضوئية كالتاج، يسير بخطى ثابته، تعلو وجهه ابتسامة واثقة؛ بينما يلاحظ العيون المحدقة إليه؛ فهو من شل حركة العالم في بضعة أشهر، قبض أرواح قرابة المليون شخص حتى الآن، حار فيه العلماء والخبراء، ومازالوا لا يجدون إليه سبيلا، لذا يتوقع أن يكون بطل هذا العام.

ماجت القاعة هرجا ومرجا من جديد، مع دخول مجلس الحكماء إلى المنصة، ليسأل رئيس المجلس الحضور الهدوء، وإلا ألغيت المسابقة، يبدأ بدوره في فحص أوراق المرشحين، وعندما هم بالحديث، انحبست الأنفاس في انتظار اسم الفائز، ليفاجأ الجميع بقوله:
“رفعت الجلسة للمداولة”

التعليقات مغلقة.