قهوة المساء.. ( القتل مرتان و بالجرم المشهود ) بقلم الأستاذ / داوود الأسطل
لم تكتفِ إسرائيل بجريمتها التي ارتكبتها على مرآى ومسمع من العالم أجمع ، ونيران حقدها تتفجر في رأس الصحفية شيرين أبو عاقلة، وتصيب زميلها الصحفي علي السمودي ، بل تقذف بحمم حقدها أيضاً كل من يقترب لإنقاذها أو انقاذ زميلتها شذى الحنايشة ، وهذا موثق أمام العالم كله ولا مجال لإنكاره أو التهرب منه .
ولم يكتفوا بذلك بل اغتالوا جثمانها وهي عروسٌ تُزَف بثوب وقارها الوطني ، وأيضاً بالجرم المشهود الذي يشهد عليه كل العالم ، ويطلبون أن يكون التحقيق مشتركاً ، ما هذه البلادة الحمقاء وانعدام الأخلاق !!
لا حاجة في الأصل للجنة تحقيق ، فالجريمة واضحة وعلى الهواء مباشرة .
أيها الثائرون الأحرار :
إن دماء شهدائنا لن تذهب هدرا ، وإنما تُلهب قلوبنا وتزيد من عزيمتنا ، فنحن أصحاب الحق ونحن أهل الشهداء وذويهم وإخوتهم ، ولن نتنازل أو نتهاون في دمائهم ، فموقف قيادتنا واضح وراسخ ولن يختلط مكر الثعالب بصهوة الجياد .
إن الشعب بكل طاقاته وأطيافه يقف صفاً واحداً ليؤكد وحدة الدم الفلسطيني وأن العدو المجرم يستهدف الجميع بلا اشتثناء ،
وما تلك المشاهد العظيمة لوحدة شعبنا في جنازة شهيدة الوطن والحقيقة ، شيرين أبو عاقلة ، وإلتحامه الإسطوري في وداعها إلا دلالة واضحة على وحدة شعبنا وإصراره الأكيد على مواصلة مسيرته النضالية ، وعرفاناً من شعبنا بكل أطيافه لتضحيات شيرين الكبيرة على طريق تحرير الارض والإنسان .
ومما لا يترك مجالا للشك ، فإن إرهاب الجيش الإسرائيلي ما هو إلا إرهاب دولة منظم ، يتم بثه على الهواء مباشرة ، ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية ، وغير مكترثين لرد فعل العالم بأسره ، عَرَباً وعَجَماً .
وعليه فإن الشعب الفلسطيني يحق له ممارسة حقه الكامل في الذود عن عرضه وأرضه ومقدساته بكل ما أوتي من قوة وبالطريقة التي يرتئيها مناسبة للجم هذا العدوان الفاشي .
إن ما يحتاجه الشعب الفلسطيني هو الحماية الحقيقية من التغول الإستيطاني والبطش الوحشي من قبل قوات الاحتلال الغاشم .
وفي ذكرى النكبة الفلسطينية ، يتجدد الألم الذي تسبب – ولا زال – به الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين على مر سبعين عاما من نكبة الاحتلال ، تلك المسيرة الطويلة التي تعبدت طريقها بدماء الشهداء وعذابات الأسرى والجرحى والتهجير والتخريب والتدمير والإستنزاف المستمر لمقدرات شعبنا وإلتهام أرضه وتدنيس مقدساته .
إن دماء شيرين وغيرها من الشهداء شاهدة على استمرار النكبة ، وسط صمت دولي على جرائم الإحتلال ، فإلى متى ؟
التعليقات مغلقة.