موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قهر ” قصة قصيرة ” بسن قلم الأستاذ / حسين الجندي

286

قهر ” قصة قصيرة ” بسن قلم الأستاذ / حسين الجندي

عاد إلى قريته بعد غربة طويلة، عشر سنوات قضاها في إحدى دول الخليج، قبلها أربع في قاهرة المعز أثناء دراسته الجامعية، تخللتها زيارات خاطفة متباعدة..

وجده كما هو..
كائنا مخيفا له تكشيرة بغيضة،فظاظة ملامحه لايدري أهي طبيعية أم نابعة من داخله الأسود..

دارت به الدنيا وشعر بأن عمره يرجع به إلى الخلف سنواتٍ وسنوات، حتى توقف عند تلك اللحظة..

ركب حصانه، المكون من عود ذرة وأخذ يضربه بعصا من عود قطن رفيع، صهل للحصان بفمه، كاد على إثرها يقع من بين أسنانه (كوز) الزير الألمونيومي،لقد وضع بداخله التعريفة ثمن الثلج الذي سيحضره من عم لطفي القهوجي، لقد وصلته للتو بلاطة الثلج قادمة من المصنع في المدينة..

والده هناك ينتظره ليتمم إعداد شراب (العرقسوس) فقد
تركه يصفيه من (تفله) بقطعة قماش رقيقة، ويصنع له رغوة غنية يفتخر بها للغاية، لدرجة أنه حسبه يحب رؤيتها أكثر من استمتاعه بطعم العرقسوس ذاته..

هو شخصيا لا يحبه، فآخر مرة شربه بالإكراه ظل طعمه في سقف حلقه لساعات لا يستطيع التخلص منه، مهما تفل أو تمضمض في الحمام بعيدا بالطبع عن سمع وبصر والده، الذي سيعتبر ذلك إهانة بالغة لمشروبه المقدس..

في طريق العودة أخذ يدير (مارش) سيارته( الفيراري) ويضغط بقوة على دواسة البنزين،ثم انطلق بها وشفتاه تترددان بقوة بفعل حركة الموتور الهادرة وتنثران رذاذ فمه في كل اتجاه؛فهو يريد العودة لوالده في أسرع وقت ممكن وإلا نال نصيبه من اللوم والتقريع وربما تصل الأمور إلى علقة ساخنة، وكله على حسب مزاج أبيه وقتها..

استوقفه فجأة وطلب منه (كوز) الثلج غصبا وقهرا قدرة واقتدارا..

حاول الهرب، لم يفلح، لقد شعر وقتها أن الشارع الكبير العريض صار وكأنه مفحص قطاه، أو كسَمِّ الخِياط!

قاومه بكل ما يملك من عزيمة مهيضة واهنة؛فما سمعه عنه من حكايات يجعله يرفع الراية البيضاء دون أدنى مقاومة..

لحظات وانتقل (كوز) الثلج إلى حوزة ذلك الكائن البشع..
وأخذ منه أيضا عصاه أوسيارته (الفيراري) وضربه بها ضربة واحدة نجلاء شجت رأسه..
وتركه يبكي ويتألم..

لا يدري أيتألم أكثر من أثر الضربة وجرح رأسه أم من فقدان (كوزه) أم من مصيره البائس عندما يعود إلى والده مهزوما صاغرا؟!

نظر حوله وجدهم جميعا ينظرون إليه بلا ردة فعل تُذْكَر، فقط بعض الهمهمات العجزى، ومصمصة الشفاة العرجاء!

جرَّ أذيال خيبته،وعاد بلا أمل في النجاة..
شاهده والده على تلك الحالة المزرية..
المدهش أنه لأول مرة يراه ملتاعا جزعا، صب كل اهتمامه على التبرير، وصب والده كل اهتمامه على احتواء ابنه..

-ماذا حدث يا بني
قالها الأب ويداه ترتعشان فوقع منها (العرقسوس) ليغسل جرح ابنه..

قصَّ له ما حدث، ففرت من عينيه دمعات ساخنات، لم ير والده يبكي قط، بكى هو لبكائه، مسح دمعاته بيد حانية..

استجمع شجاعته وقال لوالده:
لماذا لم يحرك الجميع ساكنا وتركوني بلا غوث؟!

انتظر إجابة تشفي غليله، لكن والده لاذ بصمت عجيب..
استحثه وكرر عليه السؤال، لكنه لم يجد إجابة هذه المرة أيضا!

فقط أخذه والده في حضنه ليعطيه من حنانه، فهو ما يملكه، لقد انتظر من أبيه ردة فعل تتناسب مع قوة شخصيته التي يعرفها أو التي كان يظنها!

سمعه أخيرا يقول بصوت متحشرج مخنوق:

  • يا ابني هؤلاء قوم جبارون، القوة والبطش عندهم أسهل من الكلام..
    -لكن يا أبت لم أعهدك تخشى أحدا!
  • يا ابني لا تصعب عليَّ الأمر أرجوك..
  • عندما أصير كبيرا يا أبي سأقف في وجههم وسأحضر لك ولي وللجميع حقهم..

أخذه في حضنه ثانية وهو ينفجر باكيا، وينظر إلى السماء راجيا..

انتفض من ذكرياته ومسح دموعه سريعا ونظر في عيني ذلك الكائن البغيض نظرة تحدٍّ، ثم تركه لوقت، لم يرجع إلى بيته بل ذهب إلى قبر والده، وأخذ يبكي بحرقة.

التعليقات مغلقة.