عزاف الوجع من الكامل بقلم محمود علي محمد
وتر تصاغ من الأنين لحونُه
ويفيض مثل النهر منه شجونُه ١
ويراقص الحزن الأليم فراشةً
بين الورود ليستقر وتينُُه. ٢
ألقى إليه الفن سرَّ حضوره
لكن بكاء القلب ظلَّ يخونُه ٣
ذاك الصفاء المستكين بروحه
منقوشة فوق الجراح فنونُه ٤
أحلامه رسل النسيم تذيعها
كُبرت مع الأيام فيه شئونُه ٥
ويعتق الآلام خمرا ذوقها
تفاحة راق بها زيتونُه. ٦
روح تغني للجمال وصوتها
ناي حزين أشعلته شجونُه. ٧
أنغامه من نوتة شرقيَّةٍ
وحي من الأنداء ظلَّ يصونُه ٨
طفل يهدهده ليذهبَ روعَه
وتقرَ في حضن الجمال عيونُه. ٩
فينام مثل الروض لم يعبأ به
مكلومة أوراقه وغصونُه ١٠
يتتبع القطرات في مزن الهوى
أيان معنى للجمال يكونُه. ١١
وغزى الهوى أعطافه فأموره
حيرى كأن العقل منه جنونُه ١٢
وإذا يجنُّ الليل تهربُ روحه
فيرنُّ في صفو البراح حنينُه. ١٣
فكانه صوتٌ لبدرٍ عاشقٍ
مكتومةٌ صرخاته وأنينُه ١٤
حتى إذا باء الظلام بصلبه
جاءت قناديل الزمان تعينُه(الذكريات). ١٥
فيخفِّق القلب الكليم كومضة
ويضل في أعتى البحار سفينُه ١٦
يتتبع الومضات يرجف قلبه
حتى يذاع من الجوى مكنونُه ١٧
وإذا أطل الفجر يبسم نحوه
متخفيا كي لا تراه سجونُه ١٨
ويظل نور الصبح يتبع خطوَه
حتى يعود لليله فيزينُه. ١٩
أتظن أن الحزن يفنى وحده
الحزن باق والجمال حصونُه ٢٠
فيلون الأوجاع تزهر روضها
وربت ليشرق في الحياة جبينُه ٢١
التعليقات مغلقة.