غربة… بقلم مرفت شتلة
قفزت الدرجات مسرعة لأعتلي سفينة الهروب وعلى ظهري حقيبة ملأتها بالذكريات، وبعض أحلامي، وخلف نافذة الاغتراب تأملت لقاء حلمي وأجمل آمالي وتخوم بلادي.
سكرات تحشرجت فيها أنفاسي؛ تكاثرت حتى غرقت بلادي في محيط أحلامي وتبقت أمامي نقطة قبضت النافذة للتأكد إنها ابتعدت، امتد ليل المهجر في ثمالة، واهتزت مشانق الغربة، وانتفض سؤال، هل أنا سعيدة أم حزينة؟
تراقصت مشاهد مصفوفة؛ عمري ووجداني، وتفجرت النقطة في قلبي إلى وطن احتل كياني هنا مكان مولدي، ونشأتي وعدوي بين خلاني، بسماتي وضحكاتي، هنا سقطت ونزف قلبي ونصبت قامتي، وأكملت…
افترشت النقطة قلبي وعقلي وأنفاسي، هنا طُعنت وتمزقت نفسي إلى أشلاء وتبعثر الأمان ولممت بقاياي وواصلت… حتى الثرى وقت العواصف بدأ يبني أبيات اشتياقي، وطين الأرض بعد المطر عبق لن يفهمه سوي رئتي وأنفاسي.
مهما ابتعدت يظل وطني أكبر بقعه داخل قلبي، احتلال سلمي بإرادتي وتحت إلحاحي، أحبك مهما اغتربت فأنت روحي، وأنت قلبي يا وطني.
التعليقات مغلقة.