موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة للنقد: الحلم بقلم يسري ربيع داوود

112

قصة للنقد: الحلم بقلم يسري ربيع داوود

ارخِ شراع القلب، وابحر في موج السرد، واخرج من الأصداف؛ جميل متن القص.

جولة جديدة أصدقائي مع فقرتكم “قصة للنقد”
أرونا جميل تفاعلكم كما عهدناكم


النص : الحلم


استيقظت قرب الفجر في غرفتي المظلمة إلا من بصيصٍ نورٍ، يسبح فيه الهباء، يعبر الصالةَ إلى صورةٍ معلقةٍ وسط الجدار القديم ، غبرة تعم الظلام كتلك الهموم التي في شغاف قلبي ، جلست على سريري ممددةً، نفضت كل تلك الهموم وابتسمت، فركتُ عينيّ، جلست أتذكر تفاصيل ذلك الحلم الذي أعاد لي قدرًا من الراحة.
كانت فارعةً، بعينين عسليتين، ووجنتين ينبض فيهما الورد، تبسم عن أسنان كاللؤلؤ، ينسدل الشعر الأسود على كتفيها، بدا وجهها المدورُ كقمرٍ وسط ليلٍ حالك ، ترتدي تنورة سمراء، عليها بلوزة بيضاء، آتية من ساحة شاسعة خضراء ، ربَّتت على كتفي، تمسح دمعات قد انسالت على خديّ، أحسست بحرارة تلك الدمعات أثناء نومي، تعجبت من ذلك الطيف الذي أبهرني بلمسته الحانية التي افتقدتها طول عمري ، نظرتُ إليها متسائلة :
_ من أنت؟
لم تتكلم، اومأت باطمئنان، مدت يدها، أمسكت بكفي، فجعلته حذاء كفها، ابتسمتْ وقالت :
_ تأملي الكفين جيدًا، فستعرفين من أكون.
بدا لي الكفان كأنهما كفٌّ واحدٌ في مرآة، فلا فرق بينهما.
قلت لها بوجلٍ مصحوبٍ بشيءٍ من فرح : أنت أمي؟
قالت : وهل يشعر بحزنك أو فرحك سوى أمك؟
مسحتْ على رأسي، طبعتْ قبلةً على جبيني، ابتسمتْ وغادرتني.
قد فارقتني في الحياة، عند الخامسة، فلم يبق في ذاكرتي شيءٌ من ملامحها التي استعدتها شيئًا فشيئًا .
أحسست بعدها بغصّة تمرر حلقي، وقبضة في قلبي أعادت طيور الهمّ تعششُ في رأسي بعد أن اكتشفت أنه مجرد حلم، وأن تلك البسمة لم تكن سوى طيف.
رأيت في الظلام صورة أخي يكرر عليّ ما ردده طوال الأمس حينما عاتبته على القطيعة :
_ لا تكوني سبب ضغط علينا، ليس لدينا الفراغُ الذي يجعلنا نزوركِ أكثرَ من مرةٍ في السنة، وضيقُ العيش يمنعنا من أن نحملَ لكِ الزيارات!
ذهب وأغلق الباب دوني وتلك الصورة التي على الجدار وبعضًا من الأثاث ، تركني وحيدة أعاني مرارتين، مرارة الوحدة، ومرارة اليتم.
قررت أن أعاود النوم، فلعلها تأتي فتخفف عني بعض ما أشعر به من ألم.
قبل أن أضع رأسي على وسادتي، نظرت إلى تلك الصورة القديمة المعلقة على الجدار، يسقط عليها شعاعٌ من نور باهت، وجدتها تنظر إليّ بابتسامة حانية، تفيض بالرحمة والحنان،احتضنت طيفها ورحت انتظر قدومها لتؤنسني حتى الصباح.

أ. فتحي محمد علي

خيال خصب منقطع النظير.
دام الإبداع وذووه.

ماما نوال

الام هى الحقيقة وهى الحلم .. هى الامن والامان ..

أ. أحمد فؤاد الهادي

يالروعة القاصة وما قصت، سرد يسيل بيسر في الوجدان، لغة سليمة راقية على بساطتها، تصوير ورسم لما لا تراه العيون فأدركته القلوب، نهاية ذكية مفتوحة جاءت متوافقة تماما مع النص، فياله من حلم.
أتكلم وكأني على يقين بأن النص لكاتبة، فلها كل التقدير والتبجيل، فإذا كان كاتبا، فأقول له إن كونك كاتبا لهذا النص يخلق نصا آخر موازيا ولايقل قيمة عن هذا، نص لم تكتبه على الورق ولكنك قمت بأدائه.

أ. هالة علي

ابحار بشراع الحب على متن بحر رقراق عذب ماءه …
احرف تلامس شغاف القلب

أ. محمد كسبة

تحياتي للكاتب المبدع
العنوان دل على الحدث و أراح ذهن القاريء من البداية
السرد تفصيلي جميل كأننا نستمع لنعمة كلاسيكية حزينة
نجح الكاتب في استدراج القاريء لنهاية النص ، من خلال القص و الحكي الممتع الشيق .
الجمل سهلة و الألفاظ واضحة و التسلسل في الأحداث ممتاز حتي النهاية ، خلا النص من الحشو و الاسترسال .
النهاية قوية و مؤثرة .

أ. سيد جعيتم

تحياتي لكاتب النص، رغم أن العنوان جاء غاضحًا النص إلا أنه مناسب جدا، النص به سمو روحي ، وقد صاغه الكاتب بتصوير وسرد سلس وسهل فجعله قريب من القارئ، النهاية مفتوحة وترك الكاتب لكل منا وضع نهاية نناسبة، تحياتي

أ. سنية أبو النصر

روعه وابداع راقي

أ. نيرمين دميس

عندما رحل عنا أبي رحمة الله وغفرانه عليه، رأيته مرارا ولكنه كان دوما صامتا، حتى أنه ذات مرة كان يحتضن شابا وشابة عن يمينه ويساره، تملأ وجهه تلك الضحكة الرائقة التي عهدتها فيه، مررت أمامه كي يراني، فيدعهم ويسرع إلي يعانقني ويطمئن على أخباري، ولكنه لم يفعل، وكأن بيني وبينه حجاب، حزنت وبكيت على قدر فرحتي أن رأيته ضاحكا مستبشرا، متكهنة أنهما أبويه، فلمعة عيونهما وضحكة سنهما تحكيان فرحة لقائه،
وفي ذات ليلة رأيته جالسا في بهو المنزل وقد أعطاني ظهره، فهرعت إليه فرحة، أسأله كيف عاد ومتى؟! ليقابلني بالصمت ثانية، ويضطجع على وضعه، فأسلم للأمر وأكتفي بالقرب منه، ليستدير ويعانقني عناقه الدافئ، الذي لطالما افتقدته، ويطبع على وجنتي قبلة حانية، لأفتح عيني في تلك اللحظة، أستشعر أثر شفتيه على وجنتي، وكأنه كان حاضرا لتوه، ومن يومها يأتيني أبي مواسيا أو مهنئا، بكلمة مقتضبة أو نظرة معبرة تحمل مفاتيحا أدركها وأفهم مغزاها.
نعم فالأرواح لا تفارقنا، وإن فعلت الأجساد، تحلق حولنا، تنظر إلينا من السماء باسمة، تربت على أحزاننا وتشد من أزرنا، يعيننا وصلها على التصبر حتى اللقاء، يفخرون بما نفعل بين رفقاء البرزخ، ويشعرون بدعائنا وشوقنا.
طرح شفيف صادق نعيشه جميعا، بلغة رقيقة مؤثرة، ومشاعر عميقة فياضة، حلما طبطب على قلوبنا، ففتحنا صندوق أحلامنا وتبسم الثغر على ذكرى الحلم، فقط العنوان رأيته كاشفا مباشرا، كان يمكن أن يكون”الطيف” مثلا أو شابهه من كنية، تحياتي وتقديري للكاتب/ة، ودام الإبداع إن شاء الله.

أ. جيهان الريدي

بالتوفيق دائما بإذن الله لك ولصحبتك أستاذ محمد كمال سالم

أ. محمد كمال سالم

جزيل الشكر لأساتذتي الذين شرفوني بالمرور/
فتحى محمد علي
ماما نوال
أحمد فؤاد الهادي
Halla Ali
محمد كسبه
سيد جعيتم
سنية ابو النصر
Nermein Demeis
جيهان الريدي

محبتي وتقديري

كان هذا النص الإنساني الراقي للأديب الجميل يسري ربيع داود
شكرا جزيلا أستاذنا لمشاركتك الثرية

أبو مازن عبد الكافي

قصة رقيقة وموجعة.
فما أعظم الأم في حياتنا وما أعظم فقدها!!
سرد سلس جميل رائع.
بوركت من كتبت فظني أنها أم هي الأخرى تقدر قيمة الأم وتتألم لفقدها.
دام المداد الراقي والإبداع الهادر العذب الرقراق.

التعليقات مغلقة.