موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

لن أتركك … حسين صادق الجندي

98

لن أتركك …

حسين صادق الجندي

قصة قصيرة


تعمدتُ النظر في المرآة،
شَعُرْت لأول مرة بأنني هو..
لا لا لستُ هو؛فملامحي لا تشبهه،
لكنهم قالوا لي عكس ذلك غيرَ مرة..
كنت أراهم يبالغون، أو ربما يرون ما لا أرى..
ربما!

ليست هذه محاولةٌ مني للتنصل من ذاك الشبه المفترض..
ولِمَ التنصلُ؟!
فقد كنت أراه وسيما ذا ملامح تَضِج بالرجولة وقوةِ الشخصية، عندما يرتدي بذلته يراه الناظرون وزيرا أو سفيرا أو ربما أكبر من ذلك..
سمرةُ بشرته وملامحُه الشرقية وانعقادُ حاجبيه في غالب الوقت وشاربُه الرفيع من الطرفين السميك من تحت الأنف، كلها أضفت عليه هيبة ووقارا، ربما كان هذا هو سبب انجذاب الفتيات إليه في شبابه، ورغبتِهن العارمةِ في نيل ولو ابتسامةً خاطفةً أو أن يخصَّهن بحديث انفرادي..

ملامحه لم تكن وحدَها سرَّ جاذبيته، إن له سحرا خاصا، يجلس في المجالس لا يتكلم أحد إلا بعده، الأنظار كلها عليه، لا يجرؤ أحدُهم على مخالفته..
التجهم هو وسيلته في إبعاد التافهين والقنافذَ الهداجين عن مخالطته..
نادرا ما يُرَى مبتسما فضلا عن أن تُسْمَعَ ضحكاتُه..
حتى كرشِه المتدلي كان يراه وقارا وهيبة..

مضَّني هذا الشبه؛ فقد ظللت لسنوات، يتحاشاني الناسُ خوفا منه..

لذا كنت أتصنَّع الفكاهةَ والروحَ المرحة، فألقي بعض النكات و أوزع الابتسامات هنا وهناك..

حقيقةً..
عشقت رسمه وهيبته لكني ضقت ذرعا بأسلوبه..

حاولت صنعَ خليطٍ منه ومني ففشِلْتُ فشلا ذريعا..
فلا صِرْتُه ولا كنتُ أنا!

برغم ذلك كله، فهو من الداخل في منتهى الطيبة لمن يعرف حقيقته،
نعم وأنا أولهم،نظراته لي وهو يستمع لحديثي أمام الناس كأنها تقول لهم بفخر:
هذا مني، هذا زرعي..

لكن ماذا يفعل في نفسه؟
لقد كان يظن إظهار العطف ضعفا،
ظل هكذا لآخر يوم في عمره..

لقد بكيتُه ومازلت أبكيه إلى يومنا هذا كما لم أبكِ أحدا من قبله ولا من بعده؛
فلقد أحببتُه حبا يملأ الكون ويفيض..
*
جاءني في المنام، يلبس ثيابا خليجيا وهو الذي لم يسافر يوما في حياته بعيدا عن الوطن، ومعه حقيبةٌ كبيرة..

كان اللقاء حميميا للغاية، توحَّد فيه جسدانا، وغسلت أحزانَنا الدموع..
أحاط وجهي بكفيه، وأصر على تقبيل رأسي، نظر إلى حالي المتواضعة من بعده وارتج باكيا وأنشأ يرتشف سيلان أنفه محاولا التماسك..
وفجأة!
وكأنه تذكر للتو سبب مجيئه، تبدلت ملامح حزنه واستحالت إلى سعادة غامرة..
أشار إلى الحقيبة، وضعها تحت قدمي، وابتسم ابتسامة مودع، لحظات..
وبات طيفا..

مر شهر على تلك الرؤية، وغمرني الله بعدها بسعده، وتبدلت أحوالي إلى أفضلِ حال..

بعد عام..

زارني أحدُ الصالحين وشدَّ على يدي قائلا :
-إنه يشتاقك يا بني..
-من تقصد؟
لم يجبني ،بل نظر إلى صورتي معه على الحائط و انصرف.
مع أحمد فؤاد الهادي و عماد سالم أبوالعطا أسماء البيطار Reehan Alkamary Salma Farid
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات مغلقة.