يوم العطلة
بقلم/ مرفت شتلة
نركض نحو نهار العطلة، قبل أن يقبض الليل على بهجتنا، ونسابق النهار لنتمسك بأخر خيوط مظلته، ونحن نتجمع حولها، بعيونها الغائرة المسافرة نحو الشيخوخة، ونمرر كفوفنا الصغيرة فوق تجاعيد جلدها، وهيكل لبقايا بنية صلبة، وحشرجة صوت يقبض بتلابيب الصرامة، والهيبة والحكمة، وذاكرة لم يصِب أعوامها الثمانين الشيب، وتَوحش في السرد؛ فتجعلنا جميعًا نجلس عند أقدامها، ننتظر الكلمات تتراقص مندفعة من بين شفتيها المرتعشة، وتحكم بدقة على دفة روايتها المهترئة من كثرة تكرارها؛ فتجسد شخصيتها بإتقانٍ يثير لدينا الدهشة، ويبهر مقلة عيوننا لتجحظ على ملامح الذعر التي تكسوها، عندما تسرد الخوف وتبتسم أحلامنا مع بسمات قطر الندى، تلك الفتاة المسكينة التي تسيل شفقتنا ودموعنا مع نهاية سعيدة؛ فترفع جدتي يديها لتعلن نهاية الحدوتة، ويهرب النهار في أحضان أقدامها المغادرة، على سلالم بيتنا نودعها وسؤال ملَّت من الرد عليه “متى تأتي يا جدتي؟”؛ فترد ببطء وحزم “يوم العطلة!”.
التعليقات مغلقة.