إرهاصات بريئة بقلم محمود فهمي
خريطة باهتة من الورق تسكنني
خطوط زرقاء وخضراء وصفراء
جف فيها الماء
يبس فيها العشب
وغاصت فيها ٱحلامنا
ونقاط ورموز وطلاسم
تقيد سنوات عمري
والضفة الأخرى لا تعرفني
ربما تغيرت ملامحنا
وتجاعيد على الوجه ترسمني
ما عدت ذاك الطفل البريء
الذي يسابق طيور النورس في السماء
ٱو الذي يسافر كل مدن العالم دون تٱشيرة وجع
ويسقط أحلامه على بقاع
الخريطة دون أدنى عناء
…..
ما عاد المهرج يضحكني
ولا حتى أحاديث المساء
حتى صحيفتي القديمة ٱحن إليها
و إلى خبز أمي ورائحة
الدخان العتيقة التي تفوح من قدرها وهي تطهو لنا الٱحلام على موقدها الطيني
مع ٱنني كنت أعلم يقينا أنه يخلو من الثريد
لكن الفرحة كانت ترتسم على جبيني
لكن ٱمي كانت تفرش أحزانها في طرف ثوبها البالي
….
اشتقت إلى مدرس التاريخ
وهو يضع التاج الأحمر على رٱسي للملك مينا
كان تاجا ورقيا بسيطا ولكنني كنت أشعر أنني الملك
وأمارس كل صلاحياتي
ٱوزع السعادة على شفاه الكادحين
وٱبدل خبزهم اليابس
وٱمنح لهم الثريد
ٱهب الأرض للفلاحين
وٱمنح العطاءات والهبات
للفقراء
أما الآن فلا ٱملك سوى
خريطة باهتة من ورق تسكني
وما عدت ذاك الطفل البريء
وسقط التاج من رٱسي
التعليقات مغلقة.