في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم على هامش الحلقة / 749 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”النبي في بيت المقدس”

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
على هامش الحلقة / 749 ” أبو سفيان صخر بن حرب”..”النبي في بيت المقدس”

كيف علم هرقل بإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد جاء إلى بيت المقدس حقا..
في ليلة الإسراء والمعراج.؟

في مقدمة واجبة..

يقول موقع “المسالك”.. من كتاب أستاذنا عارف العارف، المفصل في تاريخ القدس، القدس: مكتبة الأندلس، 1961.. أنه تبوأ العرش البيزنطي الإمبراطور هرقل (610-641م)، وفي بداية عهده (613م) زحفت جيوش كسرى ملك فارس غرباً، وبعد استيلائها على سوريا زحفت إلى فلسطين. وفي عام 614م احتلت القدس، وذبحت 90000 مسيحي. ولقد أقدموا على هذه الغزوة بتحريض من اليهود الذين كانوا يتوقون للانتقام من المسيحيين، فهدموا كنيسة القيامة، كما هدموا معظم الكنائس والأديرة التي كانت في القدس، وأمر كسرى أن يؤخذ رخام هذه الكنائس وينقل إلى بلاده. وأصاب الروم في ذلك العهد جوع شديد، حتى قيل أن الناس أكلوا الجيف وجلود البهائم. ولكن هرقل عاد فجمع قواه، وقطع خط المواصلات بين الجيش الفارسي وقاعدته في الرافدين، وانتصر على الفرس في معركة نينوى الحاسمة سنة 627م. وعلى أثرها تصالح الفريقان، فأطلق الفرس سراح الأسرى من الرومان، وأعادوا الغنائم التي نهبوها من القدس ، ومن بينها الصليب، ودخل هرقل مدينة القدس في 14 أيلول 629م.
في تلك الفترة من الدهر ظهر الإسلام وظهر النبي العربي المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام، وكان اغتباط المسلمين يومئذ بانتصار هرقل على فارس عظيماً، وكانوا ينتظرون حدوثه منذ أن نزلت الآية الكريمة: “الم. غلبت الروم. في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون. في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون. بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ..
وفي عهد هرقل هذا، جرى حادث الإسراء والمعراج، حيث أسري بالنبي العربي الكريم إلى بيت المقدس، ومن فوق الصخرة المشرفة الموجودة في هذا البيت، عرج النبي إلى السماء. وفي ذلك نزلت الآية الكريمة: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير “.. إنتهى..

فالإسراء والمعراج معجزة كبرى أيد الله عز وجل بها نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم.. وذكرها في القرآن.. إنها رحلة الإسراء والمعراج التي أرى اللهُ فيها النبيَّ عجائب آياته الكبرى.. ومنحه فيها عطاءً رُوحيًّا عظيمًا؛ وذلك تثبيتًا لفؤاده.. مع بيان الحكمة الإلهية منها وموقف أهل مكة..
وفي رحلة الإسراء وَصَلَ النبي إلى بيتِ المقدسِ.. وربط البراق بالحَلْقَةِ التى كان يربطُ بها الأنبياءُ قبلَهُ.. وتقول الروايات أتى جبريلُ الصخرةَ التى ببيْتِ المقدسِ فوضعَ أصبعه فيها فخرقها فشدَّ بها البراقَ.. ودخلَ النبي من باب تميل فيه الشمس والقمر “باب المغاربة”.

بين دحية الكلبي – أبو سفيان بن حرب – وهرقل..

وفي إحدى الروايات عن رحلة الإسراء والمعراج والتي أوردها أوردها الإمام السيوطى في «الخصائص الكبرى» أنه بعد بعد سنوات من هجرة النبي وبدء دعوته ملوك العالم إلى الإسلام.. أرسل الصحابي دحية الكلبي رضي الله عنه إلى هرقل ملك الروم.. وصادف أن كان أبو سفيان بن حرب موجوداً عند هرقل.. فلما دخل دحية وسأله هرقل عن النبي.. تدخل أبو سفيان وقال: أيها الملك ألا أخبرك عنه خبرًا تعرفُ أنه قد كذب.. قال: وما هو؟ قلت: إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضِنا أرضِ الحرمِ فى ليلةٍ فجاء مسجدَكم هذا مسجدَ إِيلِيَّاء (اسم مدينة القدس آنذاك).. ورجع إلينا في تلك الليلةِ قبلَ الصباحِ…

وشهد شاهد من أهلها..

وهنا وقف بطريق الروم وقال لهرقل: قد علمت تلك الليلةَ.. فنظر قيصر وقال: ما علمُك بهذا؟ قال: إني كنت لا أبيتُ ليلةً حتى أغلقَ أبوابَ المسجدِ.. فلمَّا كانت تلك الليلةُ أغلقتُ الأبوابَ كلَّها غير بابٍ واحدٍ غلبني.. فاستعنتُ عليه عمالي.. ومن يحضرني كلهم فعالَجْتُه.. فلم نستطعْ أن نحركَّه.. كأنما نزاول به جبلاً.. فدعوتُ النجَّارين فنظروا إليه.. فقالوا: هذا باب قد سقطَ عليه النِّجَافُ أو البنيان.. فلا نستطيعُ أن نحركَّه حتى نصبحَ فننظرَ من أين أتى عليه.. فرجعتُ وتركتُه مفتوحًا..

وأضاف البطريق: فلما أصبحتُ غدوتُ فإذا الحجرُ الذي من زاويةِ البابِ مثقوبٌ.. وإذا فيه أثرُ مِرْبَطِ الدَّابَّةِ.. فقلت لأصحابي: ما حُبِسَ هذا البابُ الليلةَ إلا على نبي.. صلى الله على محمد.. صلى الله عليه وسلم..