موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

تشابه … عبد المجيد أحمد المحمود

255

تشابه …

عبد المجيد أحمد المحمود

قصة قصيرة
تشابه


١-
عثرت عليها و كنت أظنها خرافة…
بها سأستطيع الولوج إلى حياة الناس السعداء، فأكتشف أسرارهم لعلي أصبح واحدا منهم، هذا الحلم الذي يراود الجميع.
وضعتها على رأسي، فأحسست بنفسي خفيفا كنسمة…
كنت فرحا جدا…الآن يمكنني أن أحصد أسباب السعادة دون عناء.
كيف و من أين أبدأ؟!
و هل يحتاج هذا السؤال كثير تفكير؟!
ليس أسعد من الأثرياء، فهم يستطيعون الحصول على كل رغائبهم..يستطيعون تحقيق أحلامهم و أحلام أبنائهم..

٢-
هذا قصر أحدهم، أقف الآن أمامه، أدخله بكل يسر، تأخذني دهشة عارمة، قصر غاية في إتقان البناء و روعة الزخارف، زجاج ملون و عاكس، نوافير ماء مرصعة بالحجر الطبيعي و الأضواء البراقة، في بلد شحت فيها المياه. ساحات خضراء، تماثيل تنتصب داخل و خارج القصر، خدم و حشم، رائحة الطعام لا تقاوم، تقابلها رائحة عطور أخاذة تنبعث من الغرف و الصالات، إنها الجنة..نعم إي و ربي هي الجنة.
يمكنني الآن أن أجتاز الأبواب، لكنني سأكتفي بالإنصات من ورائها.
خلف الباب الأول وقفت ألهث حين صدمني همس شابة تخاطب رجلا..تخبره أنها قررت الانتحار…
من وراء الباب الثاني تناهى إلى سمعي صوت قرع كؤوس، نظرت من ثقب المفتاح فرأيت شابا في مقتبل العمر، تمتد أمامه طاولة عامرة بالمشروبات الروحية، و أقراص دواء مختلفة الألوان و هو يستلقي هاذيا مستسلما كأسير ينتظر الموت.
انتقلت إلى باب آخر، لم أكن بحاجة للإنصات، فصوت الشجار كان عاليا، رجل و امرأة يتبادلان الشتائم و تهم الخيانة و كأنهما في فلاة لا بشر فيها و لا طير و لا حياة.
الباب الأخير المغلق كان هادئا جدا، و كأنما خلفه موت ساكن، هذه المرة اضطررت للدخول عندما لم أستطع استيضاح الأمر من ثقب الباب، وجدت رجلا طاعنا في السن، مسجى على سريره، و قد اتصلت بجسمه العديد من الوصلات من كل حدب و صوب، و هو مستسلم لها بلا حراك، كي يحافظ على نفس يبقيه على قيد حياة، الموت أرحم منها.

٣-
يا للهول!!
يا للهول!!
شعرت بيأس شديد…خرجت من القصر بشكل خاطف، أجر أذيال الخيبة، و قد اعتراني الغم و الكدر، تمنيت لو أنني ما دخلت القصر و ما رأيت شيئاً و لا سمعت صوتا.
نعم كنت أنكر دوما مقولة( المال لا يصنع سعادة)…بيد أني الآن رأيتها حقيقة واقعة أمامي.
هذا جزء من حياة الأغنياء فكيف إذا بحياة الفقراء الأشقياء؟!!
لكن لا..المال ليس كل شيء، بالفعل لعل السعادة تأتي مع الفقر و الرضا، لعلها تختبئ خلف دمعة طفل يذهب إلى المدرسة بثياب رثة، أو خلف آه امرأةٍ يمنعها الفقر من شراء ثوب ملائم للنوم، يثير غريزة زوجها الذي يشقى طوال النهار و يأتي باحثا عن السكينة.

٤-
لم أنتظر طويلا، فطاقية الإخفاء تجعلني أجتاز المسافات بسرعة البرق.
اخترت أحد منازل الفقراء التي ينتهي أفق النظر بها و لا تنتهي، كان بيتا بسيطا للغاية، شقة في بناء قديم، تشققت جدرانه، و تقشر طلاؤه.
لم يكن الأمر هنا معقدا و صعبا، فالمسافات ضيقة، لكنّ صغر الغرف جعلتها تكتظ بالساكنين، لذلك علي هنا الولوج إلى داخل الغرف بحثا عن سعادة تختفي بين جدران دافئة.
إحدى الغرف كان يجلس فيها شابان، الأول يدفن رأسه بين كومة كتب و كراسات تتكوم فوق طاولة خشبية مهترئة، بصعوبة سمعته يهمس لنفسه حانقا: متى سأنتهي من هذه الكتب؟ متى أحقق حلمي لأحصد السعادة كهؤلاء الأغنياء؟
أما الآخر فكان يلقي بنفسه فوق سرير خشبي له صرير يخز الآذان كلما حاول تغيير وضعيته عليه، كان يحمل ورقة صغيرة لها رائحة جميلة، كتب عليها( وداعا حبيبي لا أستطيع الانتظار أكثر، غدا حفل خطوبتي)…كان يهمس بين الفينة و الأخرى: لا..مستحيل..غدا سأقتله..لا أحد يمكنه سرقة حبي مني.
الغرفة الثانية اتخذ فيها زوجان موقعهما من السرير يتحدثان معا، و قد أدارا ظهريهما لبعض..تقول الزوجة: أختي اليوم اشترت مجموعة كاملة من الأطواق و الأساور الذهبية، و أنا يا حسرتي حتى الخاتم الوحيد الذي كان بأصبعي قد بعته..يقول الزوج: لقد اضطررت اليوم لسرقة بعض النقود من خزنة المحاسب كي أسدد الديون المتراكمة علينا منذ شهور…
أصابني صداع شديد…
ما هذه التعاسة التي أقحمت نفسي فيها…
خرجت مسرعا من الغرفة، تعثرت بجسد شابة صغيرة تبكي بصمت و تسأل نفسها: ماذا فعلت بنفسي؟ كيف ارتكبت هذه المصيبة؟..

٥-
وليت فارًّا…
أنفاسي تكاد تنقطع، و قلبي يكاد يتمزق…رميت طاقية الإخفاء في نهر قذر كان في طريقي…
همت على وجهي في الشوارع و رحت أصرخ: أين أجد السعادة إذا؟ كيف أحصل عليها؟
من يدلني إلى سبيلها؟
أخذ المارة يلتفون حولي، يطوقونني، يتساءلون بينهم: من هذا المجنون؟ من أين أتى؟
نظرت في وجوههم، تنقلت بينها، إنها ملامحي أنا، وجهي أنا تحمله رؤوس مختلفة.

التعليقات مغلقة.