موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ليلة بيضاء بقلم : عبدالكريم جماعي/ تونس

163

ليلة بيضاء بقلم : عبدالكريم جماعي/ تونس


(لم يكن في الأمر سوء نية..أو حيلة شيطانية.. فما وقع في تلك الليلة..كان مفاجئا..أتت به فكرة جهنمية بريئة..وليدة اللحظة الصبيانية..بلا سابق إضمار..أو نيّة مبيّتة..لكنها كانت حركة من حركات الطيش..عفوية مثل حياتنا في تلك السن.. لم تخطر على بال أحد..وبلا أدنى تفكير في عواقبها التي ربما تكون وخيمة..مثل أغلب أفعالنا في تلك الطفولة البعيدة..حين كنا نحن الأطفال نتنافس في افتعال المقالب بروح ناصعة بريئة..لم تدنسها بعد دسائس الكبار و شرورهم..!
كنا نقضي أغلب أوقات السمر الصيفية -ونحن فتية- في ريفنا البسيط..بالقرب من ذلك الدكان الوحيد الذي يغلق أبوابه عند المغيب..فنلتقي كل ليلة للسهر على ضوء القمر..نتجاذب أطراف الحديث حينا أو نطبخ الشاي و نلعب الورق أحيانا أخرى..وكثيرا ما تحصل المشاحنات بيننا..لكنها لم تصل أبدا إلى الخصام أو الجفاء..بل كانت تنتهي بالصلح السريع..وحتى من يغادر منا مغتاظا أو حزينا..يعود في الليلة القادمة في نفس الميعاد..أو نبعث من يأتي به من بيته..مرغما أو راضيا..!
وفي إحدى الليالي..تخلف ثلاثة شبان..عن الحضور في الموعد المحدد بعد صلاة العشاء..كلفوني بالذهاب إلى منازلهم حتى يلتحقوا بمجلسنا كالمعتاد..و في الطريق حدث ما حدث..!
و إلى حد هذه اللحظة.. حتى بعد مرور سنوات طوال على تلك الحادثة..مازالت تصيبني قشعريرة..يسيل معها العرق البارد..كلما تذكرتها..أو جالت بخاطري..!
كنت وقتها في مستهل مرحلة الشباب الغر..أبلغ من العمر حوالي ستة عشر..مندفعا..في كل شيء..راغبا في سبر أغوار الحياة..بكل ما تحتويه من أخطار و تقلبات..!
تركت شلة الأنس تنتظر الغائبين عن مجلس السهرة..سرت باتجاه منازلهم..كان القمر بدرا..ونسائم الصيف تلطف الأجواء..اخترت طريقا مختصرا لربح الوقت..السكون يلف المكان لا يسمع فيه سوى نباح كلاب متقطع..حثثت الخطى في مسار ملتوٍ..يمر قرب المقبرة..لمحت من بعيد خيال ثلاثة أشخاص يسيرون الهوينى..قادمين نحوي..وقفت في مكاني بمحاذاة القبور لأتأكد منهم..صار صوتهم واضحا عندما اقتربوا..عرفت أنهم هم الذين كنت ذاهبا لأستحثهم على القدوم..وفجأة لمعت في ذهني حيلة طريفة..لإخافتهم..نظرت حولي بسرعة..وشرعت في تنفيذ ما خططت له..كنت أرتدي قميصا طويلا أبيض( هركة) كالذي يتم جلبه من بلاد الحج..رأيت أنه مناسب جدا فهو تقريبا يشبه الكفن..لم أتردد..فكل شيء جاهز..ثوب أبيض و قبور و قمر بازغ..وفي هذا الليل…ستكون مفاجأة مضحكة ومدوّية..اخترت لحدًا مطليا بالدهن الابيض قريبا من مكان عبورهم للمكان..استلقيت على ظهري بكل ثقة..فوق القبر..بقيت في وضع ثابت بلا حراك..كنت أقاوم الضحكات التي في داخلي..وأنتظر القادمين..حتى وصلوا..كانوا منهمكين في حديثهم..لم يروني..عندما شعرت أنّ خطواتهم أصبحت بقربي..نهضت واقفا..لم أنبس بأي كلمة..لم أصدر أي صوت..فقط..قمت بالوقوف بسرعة..وأنا أغالب القهقهة..التي تكاد تنفجر..في كل لحظة..و من هول المفاجأة..أطلقوا سيقانهم للريح..هرب كل منهم في الإتجاه الذي رآه مناسبا..للنجاة من شبح الميت الذي خرج لهم من القبور..!!)

التعليقات مغلقة.